أقلامهم

رداً على حوار د.النفيسي مع ((سبر))
العذبة: قطر أصبحت شماعة للأزمات الخليجية عندما لا تريد الأنظمة الاعتراف بمشاكلها

خصص الكاتب القطري عبدالله بن حمد العذبة مقاله في صحيفة العرب القطرية للرد على المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي في الحوار الذي أجرته له ((سبر)) قائلاً إنه يقصد دولة قطر في تلميحه إلى الدولة الخليجية التي ذكر أنها تسعى إلى إفشال الديموقراطية في الكويت.


ودافع العذبة عن قطر معتبراً أن الهجوم عليها يعكس عجز بعض الأنظمة عن حل مشاكلها الداخلية فتلجأ إلى تصديرها إلى قطر مما يدل تالياً لعى على خوف من مواجهة الحقائق.
ووجه سؤالاً إلى الدكتور النفيسي: كيف لمفكر وأكاديمي مثل د.عبدالله النفيسي تبرير التعامل مع العسكر في مصر بصفته مثقفا؟ ولماذا لم يستشهد بأقوال فؤاد الهاشم أو سعدون حماد أو خالد العدوة؟ فهم على أقل تقدير لا يعملون في أجهزة أمنية تسكنها عقلية المؤامرة وإن قالوا عن قطر ما قالوا.


المقال يستحق القراءة ة والتعليق لكم:


إنها قطر أيها المفكر!


عبدالله بن حمد العذبة


نشرت صحيفة ((سبر)) الإلكترونية يوم الثلاثاء الموافق 13-12-2011 حواراً مع أستاذ السياسة والأكاديمي الكبير د.عبدالله النفيسي حول أوضاع الكويت السياسية والخليج العربي والمنطقة العربية فأشاد مفكرنا النفيسي بتوجه السعودية نحو الاستعانة بالطاقة النووية، وبعد ذلك أجاب عن سؤال حول حقيقة ما يردده بعض من أسماهم بالسياسيين الكويتيين حول تدخل دولة خليجية لإفشال التجربة الديمقراطية الكويتية؟ فقال د. النفيسي: «للأسف لا يمكن أن أتكلم بصراحة في هذا الموضوع ولكن بكل أسف الأمر حقيقي وهي تحاول أن تتدخل في العديد من الدول العربية وليس فقط في الكويت وتحاول أن تلعب في مصر وليبيا وبقية دول الربيع العربي وعلى سبيل المثال المظاهرات الأخيرة التي جرت في شارع محمد محمود والتي راح ضحيتها عدد يفوق الأربعين من المتظاهرين ليس من قتلهم عناصر الجيش أو الشرطة الذين ليس لديهم أسلحة ذخيرة حية.. فثمة جهة ثالثة تتمركز فوق أسطح المباني وتقتل الناس لتثير بينهم الفتنة، ويقول لي ضابط مصري كبير إنهم أمسكوا بطرف خيط يدل على تدخل دولة عربية خليجية في شؤوننا لصالح العدو الإسرائيلي، ولصالح الملف الأميركي وهذا الملف له شواهد كثيرة. وأنصح دول مجلس التعاون الخليجي برص الصفوف وإيقاف هذه الفوضى في القرار».
ومن هنا أود أن أعرف ما الذي يمنع مفكراً في قامة د. النفيسي من التصريح باسم دولة خليجية تتآمر على وطنه الكويت، وهي دولة المؤسسات والقانون لاسيما أن د. النفيسي عرف بالصراحة المتناهية؟ ولماذا يعتقد أن ما لا يقل عن 70 ألفا في الكويت خرجوا لساحة الإرادة وأسقطوا حكومة المحمد وفيهم من السياسيين والنواب من يستطيع معرفة إن كانت هناك دولة خليجية تقف خلف هذا التحرك من عدمه من غير الحاجة إلى الاتصال بضابط، فهل يسخر النفيسي من وعيهم أم هل يقصد أستاذي النفيسي دولة قطر بعد أن أثنى على الإصلاحات القادمة في دولة خليجية أخرى؟ إنني على يقين أنه لا يقصد سلطنة عمان التي لا تلعب دورا سياسياً واضحاً في الربيع العربي ولا الشقيقة البحرين التي تمر بمنعطف تاريخي يؤثر على كل دول الخليج العربي ولا الإمارات التي لها موقف معروف من محاكمة حسني مبارك المخلوع فمن بقي؟ لا بأس.. لو عدنا إلى ما قاله النفيسي لوجدنا أنه يتواصل مع ضابط مصري كبير أخبره بأنهم أمسكوا طرف خيط يدل على أن هذه الدولة الخليجية تعمل لصالح العدو الصهيوني ولصالح الملف الأميركي، ولا أدري أين طرف الخيط الذي أمسك به الضابط هل كان في الجدار المحاصر لغزة الذي بناه حسني مبارك أم على ملف كامب ديفيد الذي سمح لإيران بالتمدد في المنطقة العربية باسم المقاومة؟ أم في أحد ملفات أمن الدولة التي سلمت من الإتلاف والحرق.
كيف لمفكر وأكاديمي مثل د.عبدالله النفيسي تبرير التعامل مع العسكر في مصر بصفته مثقفا؟
ولماذا لم يستشهد بأقوال فؤاد الهاشم أو سعدون حماد أو خالد العدوة؟ فهم على أقل تقدير لا يعملون في أجهزة أمنية تسكنها عقلية المؤامرة وإن قالوا عن قطر ما قالوا، وإنني أقولها صادقا لم أكن أتوقع أن يتهم النفيسي قطر بشكل غير مباشر، وينجر إلى تضخيم قوتها لتمرير نظرية المؤامرة وسايكس بيكو الجديدة على مريديه، وآمل ألا يكون تحليله مربوطا بأجندة سياسية يُزعم أنها ضد الصهيونية.
قطر يا سيدي وأستاذي موقفها واضح، وإن كان هناك خلل في الكويت فهو الإصرار على إعادة تعيين الشيخ ناصر المحمد سبع مرات متوالية رئيسا للوزراء وحل مجلس الأمة عدة مرات، مما أدى إلى تأزيم حقيقي كان ثمنه السياسي باهظاً، ولم تر قامتك الفكرية أو المعارضة المتماهية مع النظام الحاكم نتائجه بعد، وبعد أن كان الخليج شماعة لاحتلال فلسطين تستخدم من البعض، صارت قطر شماعة للأزمات الخليجية عندما لا تريد الأنظمة الاعتراف بمشاكلها الداخلية فتلجأ إلى تصديرها إلى قطر مما يدل على عجز في إدارة الأزمات أو خوف من مواجهة الحقائق.
إننا نحترم فكر د. عبدالله النفيسي ونحترم رأيه وإن اختلف معنا ولكن لا نحترم اتهامات مصدرها العسكر أو العاجزون، بل إننا نحترم عقولنا أكثر من احترامنا للخزعبلات وآمل ألا يخرج علينا في الغد مفكرنا زاعما أن حسني مبارك ضابط حر يقف في وجه الصفوية والصهيونية، وأن كل ما حدث في مصر والكرة الأرضية سببه قطر، وإلا سنكون بصدد التعامل مع أنظمة نمور من ورق تعترف بعجزها أمام قطر التي كان لأميرها حمد بن خليفة وولي عهده تميم دور واضح وجلي في ثورات العرب. شكراً عام 2011… وما زال الخريف يطيح بالكثيرين..
والله من وراء القصد؛؛؛


للرجوع إلى حوار د.عبدالله النفيسي  مع ((سبر)) اضغط هذا الرابط:


http://sabr.cc/inner.aspx?id=18108

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.