كتاب سبر

دور الناخب في المرحلة المقبلة

بعد أن وضعت حكومة الشيخ ناصر المحمد أوزارها، بات من المؤكد أن الشعب هو مصدر السلطات، فعندما فاق المواطنون من سباتهم العميق، نفضوا فراشهم؛ ليتطاير غبار المفسدين والفاسدين في الحكومة والمجلس. والمتابع للحقبة الزمنية التي تولاها الشيخ ناصر المحمد يرى أن المعارضة قامت بعمل كل شيء من أجل إسقاطه، لكنها فقدت جادتها في بداية طريقها وبالتالي صمد المحمد، واستمر في قيادة الحكومات المتتالية، فخصومه عجزوا عن توحيد صفوفهم أو الاتفاق فيما بينهم، بل حتى إنهم لم يستطيعوا إقناع الشارع بخطورة الوضع الذي كان قائمًا وذلك ربما لعدة أسباب، لعل أبرزها غياب العطاء الإعلامي الموضوعي.
 ونجد أنه عندما بدأت المعارضة تلعب السياسة بالطريقة الصحيحة؛ سواء مع الحكومة أو مع الأطراف البرلمانية الأخرى استطاعت أن تستقطب الشارع وتحرج المترددين من النواب، وتحقق ما كانت تريده بإقصاء الحكومة، وحل المجلس.
ومما سبق يبرز دور الشارع في التغيرات التي جرت على الساحة المحلية، ولو توقعنا المرحلة المقبلة، فإنها ربما ستكون معقدة على النائب والحكومة. فالحكومة ستجد صعوبة في ترقيع أخطاء سابقتها من جهة، ومحاولة استرداد الثقة أمام المواطن والنائب من جهة أخرى. وكذلك الحال بالنسبة للنائب؛ حيث ستكون أفعاله وأقواله تحت المجهر، وسيستذكر دائمًا الحراك الشبابي الأخير الذي ساهم في تغيير الخارطة السياسية المحلية.
  ويبدو أن التعاون النيابي لأطراف المقاطعة الذي صاحب ذلك الحراك ربما قد يتقلص مع افتتاح دور الانعقاد الجديد وذلك للاختلاف حول العديد من المصالح والمساومات ولعل ابسطها المناصب في المجلس,الا ان التنسيق قد يستمر بين الحركة الدستورية وكتلة العمل الشعبي وبعض المستقلين حول الكثير من القضايا مع احتمال ارتفاع عدد اعضاء حدس والشعبي وزيادة شعبيتهما لملامسة شهاراتهما لهموم الشارع.
ومن الأسئلة التي تطرح نفسها، هل مرحلة الشيخ ناصر المحمد انتهت وبدأنا مرحلة جديدة يحدد ملامحها المواطن من خلال الانتخابات القادمة باختياره في صناديق الاقتراع.. أم أنه سيعود الى بياته الشتوي وعادته القديمة. فهل سيختار النائب الكفؤ ام سينساق خلف اهوائه العائلية او القبلية او المذهبية؟ وهل استوعبت الحكومة أو المرشحين متطلبات واحتياجات الشارع الذي أصبح لايريد إلا الإصلاح؟
وبما ان المواطن هو اساس الاصلاح فان اختيارنا هو من سيحدد مسارنا .فعندما يقع الاختيار الصحيح لمن يشرع ويراقب سيترتب عليه حكومة قوية قادرة على تحمل مسؤولياتها والدفاع عن برنامجها العملي.ولكن مشكلتنا تقع في ان الناخب سيواجه ضغوطات في اطار محيطه المعرفي والعائلي لدعم اي مرشح من المرشحين في الانتخابات القادمة ولكن يجب ان نضع الله ثم الوطن والمستقبل امام اعيننا عند الترشيح.. كما انه  يجب علينا في ظل وسائل الاتصال الاجتماعية المختلفة القيام بنشر جميع مواقف اعضائنا السابقين الايجابية وكذلك السلبية ليتنسى لنا وللجميع وضع تصورات عن ادائهم مما يساعد على بناء قناعاتنا اتجاههم. 
 وانطلاقا من حب هذا الوطن يجب ان ننظر للمستقبل برؤية ثاقبة لمواجهة التحديات التي تعوق طريق الاصلاح والتنمية في سبيل تحقيق غد واعد لنا ولاجيالنا القادمة.فعلينا ان نكون كأعضاء فرقة الاوركسترا لنعزف لحنا جميلا تكون أنغامه حب هذه الارض الطيبة. وكل ما نحتاجه هو علاقة جديدة بين النائب والنائب الاخر، وكذلك علاقة تعاون بين النائب والحكومة مبنية على أساس وطني ومصلحة عامة لا خاصة,يكون أساسها المتين القيم والأخلاق والدين.
د.عبدالعزيز محمد العجمي
Twitter: @Dr_Abdulaziz71 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.