ربما كانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس صادقة عندما علقت على قرار روسيا والصين واستخدام حق الفيتو ضد قرار كان سيصدر بحق النظام السوري، بقولها إن ذلك مثير للاشمئزاز..!
بالفعل الفيتو الروسي والصيني ارتفع في الوقت نفسه الذي كانت تقع فيه أجساد الأطفال والنساء في مدينة حمص الصابرة والمحتسبة إلى الله.. و لا أعلم كيف لا تهتز شعرة روسية أو صينية لمجزرة بشعة يتعرض لها الأبرياء وتنقلها شاشات العالم أجمع… لا يمكن أن نقول سوى إن الموقف الروسي والصيني لا يمثلان سوى أدنى درجات الانحطاط الأخلاقي والإنساني… و الخطورة لا تقتصر على ذلك فقط.
إن الحماية التي توفرها روسيا والصين للنظام الاستبدادي في سوريا هي بالفعل ضوء أخضر لهذا النظام ذي الوجه القبيح بأن يمارس بكل حرية القتل والبطش بحق شعب مسالم أعزل يطالب بحقه بالعيش بكرامة و شرف. ما الذي تسعى إليه روسيا و الصين؟ و ما الذي تطمحان إليه عند مؤازرة نظام قاتل وسفاح ينهي حياة الأطفال وهم في عمر الزهور؟
الإجابة على ذلك ليست صعبة وعسيرة، ولكنها في حقيقة الأمر قذرة، فروسيا والصين الدولتان العملاقتان تستغلان المذبحة في سوريا؛ كي تحصدا مكاسب إستراتيجية، فالأزمة والقتل اليومي في هذه الأرض العربية ليست سوى ورقة تفاوضية في اليدين الروسية والصينية تلوحان بها لكسب مزيد من الأرباح، ومن العار أن تتاجر الدول بدماء الأطفال والنساء والأبرياء وتعتقد بأنه كلما زاد منسوب الدماء البريئة عظمت أهمية هذه الورقة وكبرت حجم فوائدها المتوقعة.. إنها والله لسياسة بائسة تليق باللصوص والقتلة وقطاع الطرق وليست من سياسة الأمم و الدول التي تستلهم الأخلاق و الإنسانية في تعاملها… حسبنا الله و نعم الوكيل.
أضف تعليق