لن يُعجب الجميع ما سوف اسطره في هذه المقالة لكن اتمنى حين تقرأ هذه السطور ان تقرأها بتجرد من العاطفة .
بعد حراك استمر سنتين ما بين خروج للشارع و صراخ في الدواوين أتى الانتصار و لا أخفي عليكم أن طعم الانتصار جميل خاصة عندما يكون باكتساح ترتجف له الأبدان و الافئدة ، لكن هل استمر الانتصار ؟
الاغلبية ( اسلامي+ شعبي + ليبرالي + مستقل ) كانت متعطشة لاستعادة دورها القيادي داخل قاعة عبدالله السالم و أرادت إيصال رساله بالبريد المستعجل للشعب بأن منحهم الأغلبية المُطلقة داخل القاعة لن يعود الا بالنفع لذا قاموا بالاتفاق على ثلاثة ركائز ينطلقون منها هي :
1- الزيادات المالية
2- إقرار أكبر عدد من القوانين
3- الاستقرار السياسي
و لو تابعت اقتراحات وتصريحات كتلة الأغلبية سوف تجد أنها لن تخرج عن هذه الركائز ، إلى هنا و الأمر جميل و لا توجد خسائر أو أضرار على أي مواطن .
لكن أربعة أخطاء وقعت بها كتلة الأغلبية جعلتهم يفقدون التركيز يترنحون مثل أي ملاكم يواجه محمد علي كلاي !!
الخطأ الأول :- تزكية الجويهل لعضوية لجنة حماية الأموال العامة، فمهما كان المبرر سخيفاً وهو ” نبي نعلمه حجمه باللجنة ” لكن واقعياً و لا أحد يستطيع تكذيبه هو أنه حصل على تزكية من جميع ممثلي الأمة.
الخطأ الثاني : حالة الصمت إزاء اعتقالات متهمي الوطن و البدون و المليفي ، و قبل أن تتهمني بالجنون أرجو العودة للتصريحات و البيانات قبل تاريخ إعلان الوسمي نيته تقديم استجواب لرئيس الوزراء .
الخطأ الثالث: استعجال كتلة العدالة الإسلامية بقيادة محمد هايف في أسلمة الدولة و الدستور والقانون وكأن المجلس سوف يُحل غداً ، و لو كانت كتلة العدالة قد تأنت فقط حتى العطلة الصيفية حينها يكون الشعب قد لمس فعلاً جدية الأغلبية من خلال إقرار القوانين لكان أفضل .
الخطأ الرابع : اعتبار كتلة الأغلبية كل من ينتقد الحكومة مجتمعة أو أحد وزرائها أنه أحد رؤوس الفساد بل وصلت مرحلة لم أكن اتوقعها وهي قيام بعض نواب الأغلبية بالدفاع بشكل علني عن الحكومة والأكثر غرابة أن يُوجه هذا الاتهام لمن كانوا أساس الحراك الشعبي الذي أوصل الاغلبية الى مجلس الامة .
لذلك عاد بعض نواب الأغلبية إلى رفع سقف التصريحات بل تعدى الأمر أن قام بعضهم بالتلويح بالاستجواب ، وبما أن الأغلبية فقدت توازنها استطاعت الأقلية أن تعود إلى الصدارة مجدداً .
الأقلية ( اسلامي + تاجر + شيعي + مستقل ) اختارت أن تركز على نقطة ضعف الأغلبية وهي ( سرعة النرفزة ) و بما أن الأقلية تتمتع بإمكانيات مادية ضخمة فالمستشار الإعلامي اللبناني الذي يعمل في إحدى الشركات ذات الارتباط الالماني يعلم أن الأغلبية ما زالت تعاني من آثار ممارسات النهج الفاسد السابق و لعلمه أيضاً أن بعض نواب الأغلبية من أصحاب التوجه الديني المتشدد لذا اختار الخطة وهي ( استفزاز الأغلبية بألسنة شيعية ) !!
نجحت الأقلية في محاولتها الأولى باستجواب صالح عاشور والدليل حين تمت استضافته في برنامج الوشيحي، ورغم فرحة الكثير من مؤيدي الأغلبية برؤية الوشيحي يعري مواقف عاشور السابقة إلا أن الرسالة الحقيقية التي أرسلها عاشور ومعه الأقلية هي: ” نحن على استعداد أن نحاربكم في عقر داركم ” نجحت هذه الأقلية في إيصال الرسالة للأغلبية!!
الخطوة الثانية هي تعليق اعلام سوداء على كراسيهم و لا يقص عليكم أحد يقول فكرتي أو فكرته بل هي فكرة أحزاب بيئية أوروبية بتعليقها علماً أخضر داخل البرلمانات لدعم البيئة، وأعلم أن هذا مخالف للائحة الداخلية لكن كان على المجلس ألا يستعجل التصويت على قرار إزاله الأعلام، بل كان من الممكن أن يُستغل ذلك في توجيه إنذار لجميع من وضع الأعلام لتسجيل نقطة وأخذ أول خطوة في طريق تعليق عضوياتهم .
و ليس أمام الأغلبية حل سوى الابتسامة في وجه الأقلية ، الابتسامة هي نقطة ضعف الأقلية فغالبيتهم يعانون من تطرف في الرأي و الطرح لذا لا يُواجه التطرف إلا بالهدوء و الابتسامة ، باختصار شديد اتبعوا هذه الخطوات :-
1- تطبيق مواد اللائحة الداخلية الخاصة بالعقوبات .
2- تجاهل كل أمر تقوم به الأقلية وألا يعتبر ما تطرحه هو معركة الأغلبية ، فالأقلية من حقها أن تعبر عن رأيها حتى لو شطحت أو تمادت ، فقط تجاهلوها .
3- تعديل اللائحة الداخلية و تكون الجلسات كل أسبوع ، تكثيف الجلسات يُفقد الأقلية القدرة على المباغتة في كل أسبوع و ألا فقدوا الأعذار أمام الشعب .
4- عدم وضع جدول شهري فهو مربك و خطأ لا يقع به سياسي مبتديء ، فالسياسة لا توقيت لها فقد يحدث أمر يربك جميع الترتيبات.
5- زيادة عدد جلسات لجان مجلس الأمة ، و مد وقت اجتماعاتها حتى ساعات المساء المتأخرة ، وإشغال الأقلية في اجتماعات اللجان .
6- التواصل الأسبوعي مع مكونات الشعب عن طريق لجنة شبابية يشكلها النواب و الشباب لكي يخف الحمل عن النواب و لكي يكون للشباب دور في حصد النجاح .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
@dstorna
أضف تعليق