من أكبر كوارث القرن الماضي , وصول العسكر للسلطة أو التدخل فيها , مما كانت تداعياته تدمير أورو0با وروسيا وليس الشرق الأوسط عنهم ببعيد ! , ليس لان العسكر بشر بدائيون أو مجموعة مسوخ , بل لأن طبيعة الرجل العسكري أن يطبق الأوامر دون رفض ثم التظلم بعدها أو فرض الأوامر دون الاستشارة أو سماع رفض ! , وهكذا هو كبرياء العسكري لا يعرف مناورات السياسة ولا فنها الممكن ولا يرضى حتى لو بقليل , مما أنتج ليس فقط شرق أوسط يقع تحت نير الاستبداد بل أيضا عدم الاستقرار بامتياز !.
سألت حضرة الفريق ضاحي الخلفان , في أكثر الدول ديموقراطية وتقدماً لا يسمح للعسكري بالتدخل في السياسة إلا بإذن , فهل في بلادكم الأمر مختلف ؟ , ولم أسمع رده إلى الآن ! , وأعذره فهو منذ أشهر مشغول بالتصريح عن وحش الأخوان المسلمين وكشف سر أجندة سيطرتهم على الخليج ! وفرض الملكيات الدستورية وأولها ضحاياهم كما يذكر هي الكويت ! , ولا أدري أيضا هل بالقوة أم بأمر سلمي ؟.
الأخ الفريق ربما لا يعلم أن أول من طرح فكرة الملكية الدستورية في الخليج هم أفراد أسرة حاكمة بل منذ زمن تحديدا في ستينات القرن الماضي , وربما أيضا لا يعلم بأن ما سلف ذكرهم هم الأمراء الأحرار في أكبر الدول حجما ونفوذا المملكة العربية السعودية ! , وان كان للإخوان المسلمين فعلا هذا البرنامج فليسوا أول من فكر به في الخليج وأيضا ليس أول من طرحه !.
نظامنا السياسي في الكويت لا يسمح بأن يشكل أحد الحكومة حتى وان أخذ الأخوان المسلمون مثلا كل المقاعد , وأيضا لا يستطيعون فرض أي قانون أو مادة دستورية , إلا بعد أن يتم موافقة سمو الأمير , هذا إن كان برنامجهم سلمي , أما ان سمح الله وهي بعيدة عن إخوان الكويت (حدس) فرضه بالقوة , فالشعب الكويتي منذ بداية قيام دولته قبل ثلاثة قرون , لم يفرض شيئا بالقوة وكان كل شيء بالموافقة بين الطرفين ومنها طبق نظامنا الديموقراطي , ورغم الازمات الكثيرة التي مرت بها , بتعليق الدستور سنة 86 انتقالا لشهادة الوفاء أثناء الغزو الصدامي الغاشم ! , بل وأيضا تم إعفاء أمير واختيار أمير بالية كانت رمزا للديموقراطية في تاريخ ملكيات أو أمارات الشرق الأوسط.
أعلم أيضا أن حضرة الفريق يعلم , بأن دول الخليج لم تطبق إلى الآن الديموقراطية بشكلها الكامل , وبعضها لم يطبقه أساسا ! ففي الكويت نظامنا مختلط وينقصه قانون الأحزاب , لهذا لن تفرض الملكية الدستورية بسهولة ! , ورغم أنها من أفضل نماذج الدول وأكثرها استقرارا بعكس الجمهوريات والحكم المطلق , والوصول لها أمر حتمي بعد أن فرض العصر النموذج الديموقراطي كأمر حتمي لكل الدول !.
وأخيرا يا حضرة الفريق مع التحية , التحول للملكية الدستورية لا ينتقص من حب الشعب لأسرة الحكم , فلن نزايد نحن على حب الشعب البريطاني لأسرته العريقة وكذلك لن نزايد على قدسية إمبراطور اليابان عند شعبه !.
@albaid8
أضف تعليق