كتاب سبر

بلاد ما وراء الشمس!

 بلاد ما وراء الشمس لم تصلها إلى الآن الرحلات الاستكشافية المكوكية  ، وحدها السلطات القمعية   من تملك الطريق إليها ،والإرسال لها بلا عودة !  ، كيف هي تلك البلاد ؟ لا أحد يعلم إلى الآن ،فمن ذهب إليها   لا يبقى إلا ذكره وسجله في رفوف الشرطة السرية !  ، شيآن لا يجهلهما أحد عن تلك البلاد  ، أغلب الذاهبين إليها طيبون  ، ولا يبقى منهم إلا رسالة واحد بليغة ( الجهل نعمة ) !.
 
يذكر الرئيس الراحل أنور السادات  ، في مذكرات  ، أنه أثناء اعتقاله الأخير تظلم لسلطات الاستعمار العليا وكان دائما ما يستمع ويقبل تظلمه ! ورغم أن تهمته كانت عظيمة (التخابر مع دولة معادية ! ) ، مما يقلب المشهد الذي يتصوره المواطن العربي لتلك الحقبة ! ويقلب أيضا نظرته للأنظمة العربية البحتة التي جاءت بعدها ! 
ويذكر التاريخ أيضا حادثة لا تقل غرابة ودهشة  ، ففي حادثة موت العسكر البريطانيين تعسف اللورد كرومر -القائم على استعمار مصر- في الاعتقال والحكم بلا محكمة عادلة  ، مما هز ليس مصر بل أيضا بريطانيا وحكومتها ! مما أدى إلا إقالته فورا !  ، ليس حباً في الشعب المصري فهو مستعمر ظلم شعبا أولا  ، لكن لعلم تلك الدول بأن العنف وانعدام العدالة لا يولد إلا أرضاً غير مستقرة وتصادم مع شعب لا يجد ما يخسره ! ، ويؤكد أيضا أن المواطن العربي مازال لم يكتشف بلاد ما وراء الشمس !.
 
وجدت القوانين لتطبيق العدالة والتعسف في تطبيقها يخل بميزان العدالة  ، والسلطة التي تحاول نشر الرعب لا شك أن الرعب نفسه وصل لها مسبقا !  ، على مدار التاريخ تثبت التجربة أن أكثر الدول بوليسية هي أكثرها عدم استقرار وجمود  بل كثيرا تحرك ترس التقدم إلى الخلف بسرعة عالية لتجعل حالة الدولة أكثر رجعية ودمارا !  ، لذلك عظمة العرب قديما الهيبة في دين الملك لا الخوف  ، وكما قيل “الخوف هو الغرفة المظلمة التي تنشأ فيها السلبية” ! ولا دولة تعيش برئة مجتمع سلبي!.
 
سلطة الرعب دائما أيضا ما تكون غير مستقرة أيضا بذاتها ولا تسرب الخوف فقط لمواطنيها بل أيضا لنفسها  ، لهذا كان منها في العصور القديمة من يستعين بالسحرة والكهنة   للكشف عن الخيانات المحتملة أو قراءة ما في النفوس !  ، وإطلاق الرحلات المكوكية إلى بلاد ما وراء الشمس بشكل عبثي ومستمر !  ، حتى من أطرف الأحداث لمثل هذه الاعتقالات  ، ما حدث في كوريا الشمالية بعد موت زعيمها قبل أشهر  ، ذكر أن الشرطة السرية ألقت القبض على أفراد لم يبكوا لموت زعيمهم الراحل  ، ربما لان الدموع جفت من سنوات الرعب في عهده لكن السلطات لا تعرف هذا الشيء وعلى نياتهم يعتقلون ! ثم بعد ذلك  إلى بلاد ما وراء الشمس يبعثون !.
 
وبالمناسبة أكدت مصادر كونية أن اللغة الرسمية لبلاد ما وراء الشمس هي العربية بسبب كثرة الكثافة السكانية العربية هناك !.
 
 
Twitter: @albaid8

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.