بلاد ما وراء الشمس لم تصلها إلى الآن الرحلات الاستكشافية المكوكية ، وحدها السلطات القمعية من تملك الطريق إليها ،والإرسال لها بلا عودة ! ، كيف هي تلك البلاد ؟ لا أحد يعلم إلى الآن ،فمن ذهب إليها لا يبقى إلا ذكره وسجله في رفوف الشرطة السرية ! ، شيآن لا يجهلهما أحد عن تلك البلاد ، أغلب الذاهبين إليها طيبون ، ولا يبقى منهم إلا رسالة واحد بليغة ( الجهل نعمة ) !.
يذكر الرئيس الراحل أنور السادات ، في مذكرات ، أنه أثناء اعتقاله الأخير تظلم لسلطات الاستعمار العليا وكان دائما ما يستمع ويقبل تظلمه ! ورغم أن تهمته كانت عظيمة (التخابر مع دولة معادية ! ) ، مما يقلب المشهد الذي يتصوره المواطن العربي لتلك الحقبة ! ويقلب أيضا نظرته للأنظمة العربية البحتة التي جاءت بعدها !
ويذكر التاريخ أيضا حادثة لا تقل غرابة ودهشة ، ففي حادثة موت العسكر البريطانيين تعسف اللورد كرومر -القائم على استعمار مصر- في الاعتقال والحكم بلا محكمة عادلة ، مما هز ليس مصر بل أيضا بريطانيا وحكومتها ! مما أدى إلا إقالته فورا ! ، ليس حباً في الشعب المصري فهو مستعمر ظلم شعبا أولا ، لكن لعلم تلك الدول بأن العنف وانعدام العدالة لا يولد إلا أرضاً غير مستقرة وتصادم مع شعب لا يجد ما يخسره ! ، ويؤكد أيضا أن المواطن العربي مازال لم يكتشف بلاد ما وراء الشمس !.
وجدت القوانين لتطبيق العدالة والتعسف في تطبيقها يخل بميزان العدالة ، والسلطة التي تحاول نشر الرعب لا شك أن الرعب نفسه وصل لها مسبقا ! ، على مدار التاريخ تثبت التجربة أن أكثر الدول بوليسية هي أكثرها عدم استقرار وجمود بل كثيرا تحرك ترس التقدم إلى الخلف بسرعة عالية لتجعل حالة الدولة أكثر رجعية ودمارا ! ، لذلك عظمة العرب قديما الهيبة في دين الملك لا الخوف ، وكما قيل “الخوف هو الغرفة المظلمة التي تنشأ فيها السلبية” ! ولا دولة تعيش برئة مجتمع سلبي!.
سلطة الرعب دائما أيضا ما تكون غير مستقرة أيضا بذاتها ولا تسرب الخوف فقط لمواطنيها بل أيضا لنفسها ، لهذا كان منها في العصور القديمة من يستعين بالسحرة والكهنة للكشف عن الخيانات المحتملة أو قراءة ما في النفوس ! ، وإطلاق الرحلات المكوكية إلى بلاد ما وراء الشمس بشكل عبثي ومستمر ! ، حتى من أطرف الأحداث لمثل هذه الاعتقالات ، ما حدث في كوريا الشمالية بعد موت زعيمها قبل أشهر ، ذكر أن الشرطة السرية ألقت القبض على أفراد لم يبكوا لموت زعيمهم الراحل ، ربما لان الدموع جفت من سنوات الرعب في عهده لكن السلطات لا تعرف هذا الشيء وعلى نياتهم يعتقلون ! ثم بعد ذلك إلى بلاد ما وراء الشمس يبعثون !.
وبالمناسبة أكدت مصادر كونية أن اللغة الرسمية لبلاد ما وراء الشمس هي العربية بسبب كثرة الكثافة السكانية العربية هناك !.
Twitter: @albaid8
أضف تعليق