كتاب سبر

لكل سعودي ومصري

 إلى كل مصري: افرض أن المواطن المصري أحمد الجيزاوي بريء من الحبوب المخدرة براءة الذئب من دم ابن يعقوب, وافرض أن السلطات السعودية لفقت له القضية, فهل الحل هو رمي كل السعودية بنابالم الكلام,وقنابل الخصام, وهل في محاصرة السفارة السعودية,حل للقضية وإنقاذ للمعتقل المصري؟أم أن ذلك الشغب بمحيط السفارة لا يستقيم مع كل بنود القوانين الدولية, والمواثيق الشرعية,و الأخلاق المحمدية, والشهامة المصرية؟
 وحينما يقول لك سفير بلادك في الرياض إنه استمع إلى اعتراف الجيزاوي بحيازته لأقراص الزاناكس,فهل المشكلة في سفارة المملكة بالجيزة وقنصيلتها بالسويس,أم في سفارة المحروسة بالرياض وقنصيلتها في جدة,ولو ركبك الغضب فهل الأولى محاصرة السفارة السعودية,أم محاصرة الخارجية المصرية بماسبيرو؟
ثم السؤال الذي لن يتم التطرق إليه,أليس بين الجموع الهائجة نفس الوجوه التي تتربص بالعلاقات المصرية السعودية,من ذوات الهوى الإيراني ومغفلي القومية,الذين لم تتحرك لهم شعرة لمشاهد القتل في سوريا,ولم يتحركوا قيد شبر,باتجاه السفارة السورية بالقاهرة,ألم تلمح يا صديقي الغاضب بين الغاضبين أو بين المحرضين نفس الوجوه التي حاولت الشغب بحي الحسين,بدعوى الاحتفال بكربلاء قبل شهور؟
طيب حينما عدت لبيتك وفتحت التلفزيون,ألم تر نفس الفضائية المريبة التي يغيظها تاريخ الفتح العربي لمصر؟
 لو الجيزاوي بريء,فامنحوا فرصة لطرق القانون,واليوم بعد الثورة,أصبح كل شيء واضحا وعلى الهواء مباشرة,يعني كل محامي سيكشف كل أوراق القضية بدون حصرية لأية فضائية,ولو الجيزاوي متهم ,فلن أقول لكم اتقوا الله في ملايين المصريين العاملين بالخليج,بل سأقول اتقوا الله في تاريخ من الدم والقرابة والمصاهرة والأحزان والأفراح والمصير,منذ أمنا مارية,وحتى أمك التي تشتاق مس الحجر الأسود.
 
 أما أخي السعودي,فيعلم الله كم أحبك ,وأحب  بلدا ضم بالقاع أعظما عطرة ,فافرض أن الجيزاوي متهم,وأن السلطات السعودية على حق مبين,وأن مئات غاضبين حاصروا سفارة المملكة بمصر,فهل هذا يمنحك حق الغضب وركوب العصبية المنتنة,حتى تلعن أم الدنيا و ثمانين مليونا من بنيها,وتعطي الفرصة على طبق من ذهب, لكلاب السكك التي تقف لانتهاز كل عكارة ببحيرة ماء المحبة,لتفسد في الأرض وتهلك الحرث والنسل,وتدفع بمصر في أحضان من يكره مصر كما يكره السعودية.
 يا أخي وابن أمي مارية,هب أن مغردا شتمك على تويتر,أو فيسبكاويا غبيا سبك على صفحة سوداء,فهل تصبح الدنيا كلها سوداء,ونعود إلى عصر الجاهلية,وننسى أن رد الإساءة بالإساءة ليس من أخلاق أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.وننسى أن جدك وجدي صلى الله عليه وسلم قال:”استوصوا بأهل مصر خيرا” 
قلت سابقا وسأظل أقول:إن مصر أرض عصية عنيدة,لم تمنح تأشيرة دخول بلا عودة,وصك محبة بلا كراهية, إلا لجيش  واحد يقوده رجل اسمه الفاتح عمرو ,دخل باسم الله ,فحفر بكل شبر بها”اسم الله”.
 العتاب على قدر المحبة,و محبتنا للحجاز بلا سياج ولا حدود,محبة في الواحد المعبود.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.