مواطن يبصم ووزير يبصم بالعشر
جعفر رجب
يبدو ان في الكويت حكومتين، واحدة يمثلها الشيخ جابر المبارك، واخرى يمثلها وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود، اقول هذا لانه لم نعرف حتى الان كيف يمكن ان تكون دولة الكويت ممثلة بأميرها تحضر الى قمة بغداد، وتفتح باب التعاون مع العراق، وبعدها بأسابيع يذهب ممثل الامير الشيخ ناصر الصباح ويفتتح قنصلية في اربيل، ويتحدث عن اواصر الصداقة والتعاون، وتفتح الخطوط الجوية بين البلدين… وفي الوقت نفسه تقوم وزارة الداخلية، وتحت قيادة «سيدي» معالي وزير الداخلية، بضرب كل تصريحات التعاون بعرض الحائط، وتمارس التعسف تجاه الراغبين بالسفر الى العراق!
تريد كمواطن ان تسافر الى العراق، عليك اولا ان تحضر الفيزا، ثم توقع تعهدا وإقرارا في وزارة الداخلية بتحملك المسؤولية لسفرك وكأنك على سرير العمليات الجراحية، ثم تقف في الطابور لتبصم…! تعامل كاللصوص والقتلة والمهربين… يأخذون بصمتك في بلدك، ولا ينقصهم سوى ان يحققوا معك، ويسجنوك ليومين، فقط لأنك فكرت في السفر الى العراق!
الوزير ووزارته العبقرية، يريدون المساهمة في تحويل الكويت الى مركز تجاري في المنطقة، من خلال منع اي زائر خليجي المرور عبر الكويت مسافرا للعراق، فهم يطلبون منه موافقة وزارة الخارجية الكويتية التي ترد بعدم اختصاصها وانها من مسؤوليات الداخلية…!
لا احد يعرف سر كل هذه العقد في السفر لجارة الشمال، سوى انها طريقة اخرى لانتهاك الدستور الذي كفل للمواطن حرية التنقل… الا اذا كان الدستور الذي في جيب وزير الداخلية يختلف عن دستورنا!
سيدي معالي الوزير، كتبت هذا الموضوع بناء على طلب الكثيرين، ليس هدفي ان تصلح الاوضاع، او تغير في القرارات، فالناس ستسافر سواء سهلت ام صعبت الامور، ودون ان ينتظروا ان تمن الداخلية عليهم بقراراتها وبركاتها، ولا كتبتها تزلفا لك حتى تتفضل وتلغي التعسف ضد المواطنين، بل كتبتها كي اوضح كيف يمكن لوزير ان يضحي بحرية واحترام المواطن من اجل ارضاء بعض النواب المصابين بأمراض التليف العنصري والطائفي، وكيف تهان كرامة المواطنين من اجل كرسي، وكيف يبصم مواطن ليسافر، ويبصم الوزير بالعشر على أوراق الغالبية ليبقى!
أضف تعليق