استجواب اليوم!
د. هيلة حمد المكيمي
اليوم تبدأ مداولات جلسة استجواب النائب محمد الجويهل لوزير الداخلية الشيخ احمد الحمود، وتتأرجح الاراء ما بين صعود الوزير وجاهزيته للاستجواب وما بين الاراء التي ترجح ان الوزير سوف يطلب تأجيل الاستجواب وقد اتت تلك الترجيحات من التصاريح المتضاربة للوزير، حيث صرح في الاسبوع الاول بأنه جاهز للصعود في يوم الثلاثاء، ثم جاء تصريح اخر للوزير في الاسبوع الماضي أنه لن يرد على الجويهل كون الوزير يرى عدم دستورية الاستجواب، كما صاحب ذلك طلب غريب وهو عدم السماح للنائب باستخدام اية وثائق من اجل دعم محاور الاستجواب وهو أمر غير مقبول فكيف للنائب ان يدلل على صحة ادعاءاته في ظل غياب ما يثبت تلك الادعاءات.
اما ادعاء الوزير بانه في حاجة لرؤية هذه الوثائق للتأكد من صحتها، فهو ايضا كلام مرسل، فالجويهل دأب الحديث عن تجاوزات الحكومة في ملف الجنسية، وقد اظهر تلك الوثائق مرارا وتكراراً في القنوات الفضائية، فماذا عملت الحكومة او الوزير الحالي من اجل انهاء ذلك العبث في واحدة من اخطر القضايا والمتعلقة بالتركيبة السكانية وقضية الولاء والامن الاجتماعي؟
فقد تحدث الجويهل كثيرا عن فوزي وهو ضابط استخبارات عراقي تم تجنيسه، كما تحدث عن حالة سعودي بدون تم منحه الجنسية المادة الاولى في 2010، كما تحدث عن احد الالوية في الحرس الجمهوري العراقي والذي تم منحه ايضا الجنسية الكويتية. كلها قضايا تضع الكثير من علامات الاستفهام عمن وراء هذه الفوضى؟
اما اطرف ما في قضية الجنسية، ان احصاءات التجنيس تشير إلى انه في ظل غياب مجلس الامة تتم عملية التجنيس بشكل طبيعي، ففي خلال فترة 80-90 تم تجنيس 20 الفاً، بينما خلال فترتي 70-80 و90-2010 فقد تم تجنيس ما يفوق الـ 200 الف في كل فترة على حدة بمجموع 400 الف تم تجنيسهم كجزء من المجاملات السياسية ما بين الحكومة والبرلمان، الا ان تلك المجاملات الحكومية لم تتمكن من انقاذ الحكومة من النقد الدائم من قبل البرلمان.
استجواب التجنيس سواء اتى من الجويهل او من أي من النواب هو استجواب مستحق، فنحن نرفض هذا العبث في ملف الجنسية والتركيبة السكانية التي انتهت بمجتمع من دون هوية، والاهم من ذلك هو ان يحافظ النائب الجويهل والوزير على الارتقاء بلغة الخطاب، وان تبتعد المعارضة عن الاعمال الصبيانية من محاولات التخريب وتحويل المجلس الى ديوانية، وان يكمل المجلس دوره الرقابي في قضية الجنسية حتى ما بعد الاستجواب.
أضف تعليق