أقلامهم

علي البغلي: أنتو وين؟ والديموقراطية وين؟!…لا صوت يعلو فوق أصواتنا!

لا صوت يعلو فوق أصواتنا!

علي أحمد البغلي
خلافنا مع المنتمين إلى الأصولية أنهم لا يؤمنون بالرأي الآخر. فالأصولية بشقيها الإخوانجي – السلفي، هي ضد الليبرالية، وضد الأقليات الإسلامية، وضد المنتمين إلى الديانات الأخرى – قولاً واحداً – والشواهد على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى في الكويت وخارجها، ولن نكررها، لأننا إن فعلنا ذلك، فلن نتمالك أنفسنا من الشعور بالغثيان لمستوى ذلك الفكر الإقصائي غير المنتمي إلى العصر الذي نعيش فيه.
كل ذلك سمعناه وكرروه بإصرار عجيب، ولكن أن يحارب المنتمون إلى الأصولية بفرعيها مؤسسة تنتمي إلى مذهبها نفسه، وتفترق عن فكرهم في أنها تتبنى مناهج الوسطية الإسلامية، فهذا هو الأمر غير المفهوم ولا المهضوم، فبديهيات الإسلام تدعو إلى الوسطية «خلقناكم أمة وسطاً»، هذا هو قول الخالق سبحانه وتعالى، وليس قول المخلوق من أساطينهم!
لذلك ساد الاستغراب كثيراً من الأوساط في مصر المنكوبة بربيعها الأصولي، عندما طرح ممثلو حزب «النور» السلفي المصري مشروع قانون يدعو إلى إلغاء دور مؤسسة الأزهر كمرجع نهائي في الشؤون الدينية للمصريين. مشروع القانون المشبوه قوبل كما يقول الإعلامي عماد الدين أديب في جريدة «الشرق الأوسط» بحالة من الرفض والاستهجان من أساتذة وشيوخ الأزهر، والكثير من الشخصيات العامة التي ترى في هذه المؤسسة العريقة خط الدفاع الأخير لحماية الفكر والثقافة والفتوى من التفريط أو التطرف على حد سواء.
مشروع القانون التزمتي عرضه أحد نواب حزب النور السلفي كما أسلفت تحت عنوان «إعادة تنظيم الأزهر»، ويتضمن حذف عبارة «والأزهر هو المرجع النهائي للقضايا الدينية».
ويقول أديب إنه إذا حدث ذلك بمعنى أن يحظى مثل هذا المشروع على الأغلبية البرلمانية، فإنه يفتح أبواب جهنم أمام صراع بين برلمان أكثريته من الإخوان، وأغلبيته من الإخوان والتيار السلفي، في مواجهة تيار الاعتدال، الذي يضم الليبراليين واليسار والمستقلين والأقباط بتفاهم واضح بين الأزهر والكنيسة القبطية.
الرغبة في الانتقام من الأزهر تعزو إلى رفض الأزهر واعتراضه على لجنة تأسيس الدستور المصري، وامتناع الأزهر عن المشاركة فيها، مما أدى إلى فضحها وانكشاف وجهها الأصولي الواحد!
قلت من زمان إن الأصولية المتزمتة بمبادئها النقلية – لا العقلية يفصلها عن المبادئ الديموقراطية المؤمنة بحريات العقائد والرأي والرأي الآخر، والتسامح والوسطية، ما يفصل السماء عن الأرض، أنتو وين؟ والديموقراطية وين؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
• هامش:
ما تفوه به النائب عبدالله الطريجي من القول غير المسبوق عن النائب الجويهل على سطوح بيوت العمرية، يفوق جرم الجويهل في البصق على النائب المطر.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.