غضب دولي وإدانات عالمية واستنكار محلي ونداءات عربية واجتماعات بالجملة، كلها انصبت على ما يرتكبه النظام السوري في سوريا، ومؤخرا على ما يسمى بـ «مجزرة الحولة» نسبة للقرية التي يعيش فيها أناس بسطاء جدا راح ضحيتها أكثر من مئة شخص بينهم عشرات الأطفال على مسمع ومرأى من العالم بأسره، الكل يشجب ويندد ويعرب عن أسفه، ويحصي أعداد القتلى والمشردين ويرفع التقارير، ومع ذلك لم يكن هناك أي قرار حاسم ولا أي تحرك دولي فعلي باتجاه حل الأزمة السورية.
تخيل أن تكون بلدك هي المغتالة وأن مشهد الدم الذي يراق هو دم أهلك وجيرانك، ومنا من عاصر الغزو الصدامي للكويت وعاين حجم الضرر في مدة لا تتجاوز سبعة أشهر، وما خلفه ذلك الغزو من أضرار نفسية واجتماعية واقتصادية على الدولة حتى يومنا هذا، فهو بلا شك سيشعر يقينا بأحوال البشر في كل صقعٍ على وجه الأرض وليس فقط في سوريا، بيد أننا اليوم في محل مصادمة لواقع يعيشه أبناء المسلمين وهم أمانة في أعناقنا، وقد أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأهل الشام حيث قال: (عليك بالشام فإنها خيرة أرض الله يجتبي إليها خير عباده)، وعن عبدالله بن حوالة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستجدون أجناداً، جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجندا باليمن، قال عبدالله: فقمت فقلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: (عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله)، ومن تكفل الله به فلا ضيعة له.
عامٌ مضى وبضعة أشهر والشعب السوري يعيش تحت وطأة الخوف والترهيب والتعذيب والقتل بلا رحمة، ونحن مكتوفو الأيدي نكتفي بكلمات سمجة نكررها بقلق بالغ داعين المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأحداث المؤسفة في المنطقة العربية، لكن ومع الأسف كل الانتهاكات الصارخة ضد الإنسانية، حدثت بعد توقيع المبادرة مع كوفي عنان الذي أشاد بوجود نتائج سلمية – وما هي كذلك البتة – وما يروى لتضليل العالم ما هو إلا هروب من الواجب الملقى على عاتق المجتمع الدولي ومجلس الأمن، فالكل يعلم بأحقية تسليح السوريين، وقمة الثماني تعطي نتائج غريبة وترفض تسليح المدنيين، ولم يسحب الجيش البعثي معداته ومازال يعملها صباح مساء ليقتل المدنيين.
يقول الشاعر /عبدالرحمن أبا ذراع:
بـ بابا عمرو أنين الطفل تعقبهُ
بنادق الحقدِ لا أهل ٌ ولا سكنُ
مجازر الحقد في «الحولة» نشاهدها
وتقشعر لها الأجسادُ والبدنُ
هبوا لنصرة أهل الشام يا عربُ
لنسقِطَ البعث والأصنام والوثنُ
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، أين هي نخوة المسلمين، والله إن القلب ليعتصر ألماً، واللسان عاجز عن التعبير، يا حي يا قيوم يا منتقم يا جبار أرنا عجائب قدرتك في بشار ومن يعاونه ويشايعه، واجعلهم عبرة لغيرهم كصدام، اللهم إنا عاجزون عن نصرتهم وليس لنا إلا الدعاء فاستجب لنا يا سميع يا عليم، اللهم إنا طرقنا بابك بقلوب صادقة خاشعة موقنة بعزتك وجبروتك وقوتك وسرعة انتقامك، فعجل بالنصر للموحدين السوريين إنك ولي ذلك والقادر عليه.
أضف تعليق