كتاب سبر

عروس الخليج إلى أين ؟!

الثقافة  هي الدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات والدول ، وهي سلوك يرسم طريق الحياة وهو الطابع الذي ينطبع عليه الشعوب وهو الوجه المميز لمقومات الأمة التي تتميز عن غيرها ، فهي المعارف والفنون والأخلاق والقوانين والعادات ، فالشعب المثقف هو من يتذوق الفنون والعلوم ويعشق السلوك الراقي والقيم العريقة والنظر إلى المستقبل  لتحقيق أهداف سامية .
كانت عروس الخليج ( الكويت ) عاصمة الثقافة والفن والعلم والتنمية البشرية والإبداع على مستوى الخليج والعالم العربي بمدارسها ومسارحها ودور السينما المنتشرة في أرجائها وشوارعها وعمرانها الجميل وحدائقها الغناء وأسواقها وشواطئها الدافئة وأنديتها الرياضية البارزة وإذاعتها وتلفازها المميز وأصوات أبنائها الشجية واحتفالاتها السنوية وتكاتف أهلها وتعاطفهم وتراحمهم ومحبتهم .. تلك كانت عروس الخليج ( الكويت ) .
تجمع تحت ثوبها الشعراء والمثقفين والأدباء والسياسيين والفنانين والكتاب والصحفيين ، يجدون فيها غايتهم من الرعاية والاهتمام والتشجيع ، ويشعرون بالدفء تحت ثوبها الواسع ، تلك هي عروس الخليج ( الكويت ) .
كانت لوحة مرسومة بريشة أبنائها ، وكتاب مسطر بأقلامهم ، وقصيدة في بحر حبهم .. وجمالها بحرارتها وأتربتها ، وصفاء قلوب أهلها وبساطة حكامها ، تلك هي عروس الخليج ( الكويت ) .
ماذا حصل لها فطفت جذوتها ؟! وتلطخ ثوب عرسها الأبيض .. وضاقت شوارعها وتمزقت لوحة فنها وكسر قلم كتابها ، وحمل عليها الأعداء والأصدقاء !! 
وهاجر منها الشعراء والأدباء وأصبحت ترسم لوحاتها بريشة الغريب ، وتكتب قصائدها بحبر البنكنوت وأصبح أبناؤها لا يطيقون حرارتها وأتربتها فأين ذهبت عروس الخليج ( الكويت ) ؟! 
ماذا حل بميراث أبائي وأجدادي .. غربة الغواص في بحر الظلام بين الخوف والجوع ولقمة العيش الكريم  ؟!
وخيام الرحل بين برد الصحراء وحرها الشديد من أجل شق تمرة أو حفنة من شعير ؟! 
هل لنا عودة مع عروس الخليج ( الكويت ) تلك التي عشقناها وعشقها أباؤنا وأجدادنا .. أم نبكي ما تبقى لنا على أطلالها ونترحم على تلك الأيام .. سؤال إلى كل من بيده القرار ؟!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.