كتاب سبر

محشومة يا دواوين الاثنين

تاهت سفينتهم في عرض البحر وسط العواصف فقرر كل منهم ان يلعب دور الربّان ويسلك اي طريق للوصول لليابسة ولايهم ان طال الطريق او قصر حتى وان كلفهم القاء بعض الحمولة لضمان سلامة وصولهم .. فالاهم ان يصلوا.

هذا بالضبط ما يجري الآن بالساحة السياسية فقد ضاعت بوصلة الاغلبية وباتوا يفكرون بطريقة تجعلنا نشك انهم يعيشون بيننا وكل هدفهم ضمان وصولهم للبرلمان والحفاظ على مقاعدهم.
 فلا خطة عمل واضحة ولا برنامج اصلاحيا دقيقا ولا مشاركة فعالة مع الشعب لتوضيح دورهم في صناعة القرار.
اما دواوين الاثنين فـ”محشومة” عماجرى في ديوان المحامي اسامة المناور فلا يستوي الاخضر واليابس وطعم الشهد لايغني عن العسل .. كنا نعتقد ان الحب “يطلع” على بذرة فوجدنا النار لا ترث الا الرماد وعذراً على قساوة اللفظ ولكننا ننتقدكم لأننا نحبكم.

دعني ياسيدي اتصفح لك من كتب الماضي واسقيك من قهوة دواوين الاثنين التي بدأت في ديوانية العم جاسم القطامي في الشامية وتحدث بها خالد الوسمي ومحمد الرشيد ود.احمد الربعي وحمد الجوعان وكان الهدف هو شرح تحركاتهم وخطة عملهم والعودة للممارسة البرلمانية وتعريف المواطنين بحقوقهم وسماع ارائهم وتلك كانت البداية في زمن كان الوعي السياسي اقل مما هو عليه اليوم.
اما انتم ومع هذا الوعي السياسي والثقافة العالية لدى المواطنين خيبتم الامل في بدايتكم بعودة دواوين الاثنين ببيان لايرقى ان يكون “سوالف شاي الضحى” فهل يعقل ان تعلنوا عن تجمع ليترك الناس اعمالهم ويسمعوا رفضكم عودة مجلس 2009 !!

هل اصبحتم بهذا الضعف الثقافي في مخاطبة عقول المواطنين ام ان الصوت العالي واستخدام الالفاظ المسيئة بحق خصومكم تعتقدون انه سيجني لكم مزيداً من الرصيد الانتخابي !
ثم اين خطة عملكم وماهو الدور الذي ستقومون به ولماذا لايوجد برنامج تتلونه على المواطنين ليعرف طريقة تفكيركم ورؤيتكم وعلى اساسها يحدد موقعه من الاعراب ويناقشكم بها؟
فالشعب كان بيانه واضحاً وصريحاً ورفع سقف المطالب التي ضيعتوها بالبحث عن الامجاد الشخصية في المجلس المبطل واتساءل :

لماذا تخشون الحديث عن الحكومة المنتخبة صراحةً وعلانيه؟
ركزوا قليلاً فالشعب يريدها حكومة منتخبة وليست شعبية او ذات اغلبية برلمانية وانتم من يمثل الامة ويُفترض ان تتبنوا مطالبها .. فلماذا التهرب ؟

 

وعليكم العلم ان دواوين الاثنين بقيادة د.احمد الربعي والنفيسي والقطامي والرومي كان هدفها تعريف الناس بحقوقهم وبيان خطة عملهم واهدافهم وليس ضمان وجودهم بالبرلمان وكانت خطاباتهم شديدة اللهجة وصريحة في مطالبها مع احترام الخصوم وعدم الاساءة لهم رغم انها ادت الى اعتقالهم وتكثيف الرقابة الامنية حول منازلهم.

 

اما ما نراه منكم هو “ريتويت” لطرحكم المتكرر وهو عبارة عن صوت عالي وخطاب ممل خالي من الفائدة وبات المتلقي يحفظه ويستطيع ان يسابق المتحدث في تلاوته.
وعليكم الانتباه الى الجموع التي خرجت بعد ربع ساعة من بداية خطاباتكم وهي مؤشر على عدم القناعة بما تطرحونه فالافلاس الفكري الذي تعانونه جعل الجميع يسأل :

“ماكو” شي جديد ؟

ولا لوم عليهم فقد ملوا تلك الخطب السياسية للتكسب على مصالح الشعب وبات عليكم اعادة النظر في موقفكم وتوحيد الصف وتحديد الاهداف وصياغة خطة عمل واضحة وفق برنامج زمني محكم يبين لنا مدى جديتكم وكفاءتكم في الذود عن المصلحة العامة والنهوض بمؤسسات الدولة.

فنحن مازلنا نؤمن بأنكم خير من يمثلنا ولكن ارجو ان لاتقودكم الثقة بأنفسكم الى استصغار عقول الشعب والضحك عليه بخطابات لاتغني ولاتسمن من جوع

اما موعد الاثنين القادم في ديوانية الخليفة فأتمناه ان يرتقي لمستوى الحدث وان تتعلموا من تلك المعارضة في الزمن الجميل وصلابة دواوين الاثنين بالثمانينات وقوة خطاباتها ودهاءها السياسي

اما ان كنتم ستجتمعون لتكرروا علينا “سالفة” مجلس القبيضة فالافضل لو نشرتم “سالفتكم” على حساباتكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لربما كان صداها اجمل واعدكم بأن اقنع “الفلورز” بحسابي الشخي ان يعملوا لـ “سالفتكم” ريتويت

منذ مدة وانا انتقد اداء الاغلبية بعدم توحيد اهدافها وتخبط تصريحاتها وعدم وجود ناطق رسمي وفي كل مرة اوصف بأني من “شبيحة” عبيد .. فكل من ينتقد الاغلبية هو من ربع عبيد
 واليوم غالبية مؤيديكم ينتقدون اداءكم واسهمكم في نزول فهل تستوعبون اننا معكم ولسنا ضدكم وانتقادنا لكم من باب التنبيه الى خلل في تعاملكم مع الحدث وليس لانا من ربع عبيد !!

 

صعلكة:

كتلة  “الدجاج” الوطني كان خطابها اقوى وسقفه اعلى
اما اغلبيتنا كان خطابها شبيه بتغريدات “بوعسم” تالي الليل

 

إضاءة:

من اقوال د.احمد الربعي
“مخاطبة عقول الشعب تبدأ بمعرفة مطالبهم وتبنيها واعادة صياغتها مع ما يتناسب مع الدستور”
ومنا الى اغلبيتنا حفظهم الله

 

آخر السطر:

والله يا فهيد ملينا ولا عندنا شي نخسره .. ترا حنا بشر مو كتاكيت

 
@lawyeralajmi

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.