كتاب سبر

الرد الشافي على سؤال الحساوي

كتب الزميل الدكتور وائل الحساوي مقالا اليوم في الراي بعنوان (من الذي يقود الكويت؟)، ويختمه بتساؤل «أرجوكم أجيبوا!» ولأن الموضوع لا يستحق الرجاء، سأحاول جاهدا أن أجيب عن بعض مما جاء بمقاله.
استهل الزميل مقاله بفقرة مقتبسة من موقع ويكيبيديا الشهير تتحدث عن مفهوم الملكية الدستورية بشكل عام، ثم تتحدث عن الكويت كدولة تعتبر ملكية دستورية، وعن دور البرلمان القوي في المحاسبة واتخاذ القرارات الهامة كالتصويت على تنصيب الأمير وعزله… وبعد الفقرة المقتبسة يقول الزميل “وفي هذا الكلام من مصدر محايد أكبر رد على الذين يطنطنون اليوم بضرورة التحول إلى الملكية الدستورية”. أولا كان على الزميل أن يقتبس أيضاً أن النظام الملكي الدستوري في إسبانيا هو المثالي والأكثر تجسيدا للديمقراطية لا نظامنا نحن.. وأيضاً على الزميل أن يعرف بأن موسوعة ويكيبيديا لا تعتبر مصدراً محايداً أبداً، بل هو موقع يستطيع أي إنسان لديه حاسوب وانترنت أن يضع موضوعاً فيه والناس تستطيع أن تعدّل عليه! فلا أعلم أين الحيادية؟.
ثم يكمل الحساوي رحلة الاقتباس هذه المرة بفقرة من المذكرة التفسيرية للدستور صريحة وواضحة تقول «اقتضى الحرص على وحدة الوطن واستقرار الحكم أن يتلمس الدستور في النظام الديموقراطي الذي تبناه طريقا وسطا بين النظامين البرلماني والرئاسي مع انعطاف أكبر من نحو أولهما لما هو مقرر أصلا من أن النظام الرئاسي انما يكون في الجمهوريات،…».
 ومن المعروف أن الدستور جاء في وقت كانت المنطقة تغلي فيه، إذ ذكرت المذكرة التفسيرية حرص السلطة آنذاك على وحدة الوطن واستقرار الحكم، لذلك لم يطبق حينها النظام البرلماني الكامل، وتوضح المذكرة في الفقرة أعلاه (مع انعطاف أكبر من النظام البرلماني)، أي أن الفلسفة الدستورية جاءت على أساس النظام البرلماني الكامل، والفقرة التي وضعها الزميل بمثابة اقرار منه على شرعية مطالباتنا وأحقّيتها! فلمَ الاستغراب؟!.
ويكمل الزميل.. «تحرك نواب المجلس للمطالبة ببعض الأمور الدستورية وان كانت فيه مبالغة لكنه في اطار المعقول. لكن أن يتم ابراز مجموعة من الشباب كممثلين للشعب تحت مسمى «التيار الشبابي» ليقدموا وصفات لحل مشاكل البلد هو قيمة الخطأ، حتى لو كانوا مخلصين وراغبين في اصلاح (الأوضاع الخاطئة)».. القاعدة تقول أنه إذا كان هناك أوضاع خاطئة “كما ذكرت” فمن المنطقي أن تكون هناك مبادرات لإصلاح هذه الأخطاء، من باب الحس الوطني على الأقل، فهل حرام على الشباب حلالٌ على النواب؟ .. وهل هناك ما يمنع أن يقود الشباب الشيوخ؟ أذكرك ونفسي أن في التاريخ الإسلامي حوادث عدة قاد فيها الشباب الشيوخ، ومنها حادثة جيش أسامة، فلا جديد بقيادة الشباب للشيوخ يا شيخ. ثم يا سيدي الفاضل، عن أي نواب تتحدث؟ وعن أي مجلس؟ وأي مطالبات؟ إن كنت تقصد أغلبية 2012 فالآن نصفهم مواطنون وليسوا نواباً، وإن كنت تتحدث عن نواب المجلس الذي لا شرعية له، فتلك مصيبة.. أما حديثك عن ابراز مجموعة من الشباب كممثلين للشعب، فعليك التأكد أن ما حرك هؤلاء الشباب هو خوفهم على بلدهم، ولم يتم “ابرازهم” كما تلمز. وتساؤلي الأخير.. هل قال الشباب، أو أحد من هؤلاء الشباب أنهم “ممثلون للشعب”؟  بل هو خلطٌ منك وتدليسٌ غريب.. وإن أتيت لي بواحد قالها سأعتذر لك علناً وأنضم للتجمع السلفي، وإن لم تجد، فعليك الاعتذار من الشباب على هذا التدليس، والانضمام لفريق التائبين.. تقبَّل الله صالح أعمالك.
حفظ الله الكويت بشعبها وشبابها ودكتورها وائل من كل مكروه.
**
Twitter @ALHShaSh
F.ALHShaSh@gmail.com

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.