كلما أفقت صباحاً جددت التوبة لله واستغفرته وسألته سبحانه يوماً مثمراً وعلما نافعاً واثراً طيباً ، وما ان يأتي المساء حتى اعانق دفتري واطلق العنان لقلمي ليبحر في محيط الكتابة ولا اعلم اين سأصل ولكن ما انا واثقٌ منه انني ارتاح مع ثرثرة القلم .. فمعه ابوح بأسرار خاطري التي لا تجد الا الصفحات لتسمعها ..
في خاطري .. بوح
ابوح لكم اننا غرباء في هذه الدنيا فكل خطوة نخطوها للأمام الا وتجد من يحاول ايقاعك فقط لانك لا تروق له ، كتبت باسم مستعار قبل ((سبر)) فوجدت اشادة بذاك المتحلطم الخفي وعندما ظهرت باسمي وجدت العداء و”التحبيط “ممن حولي ولا اعلم ما السبب ، وصفوني بأن ثرثرة قلمي لا تصلح حتى لان تكون قصص اطفال .. وليتني اعيش عالم الاطفال البريء واعانق سماءهم الصافية فلا نفاق ولا كذب ولكن ..
لاني احبهم تجاهلت نقدهم ليستمر حبر قلمي يسيل على صفحات الورق وما زلت ابحث عن نهاية السطر لأضع نقطة تقف معها حريتي وافكاري واموت في هامش صفحاتي التي عشقت بوحها
في خاطري .. هم
يحبونه ويقدرونه فهو والدهم وليس لهم سواه ولكنهم حزينون فهو الذي يعلمهم الزهد ويبخل عليهم بالعطاءات في حين انه يصرفها على جيرانه وعلى ذاك البيت البعيد الذي لايعرفونه
غرفهم قديمة وجدرانهم بحاجة لترميم وابوابهم محطمة وينشدونه ان يصلح ما في بيتهم فهم اولى من اولئك الغرباء ولكنه لا يستجيب ربما لانه يريد لهم الاصلح وربما لانه يخاف عليهم السخط والغرور ولكنهم رغم الالم مازالوا يدعون له ويسألونه الرحمة والعدل
يأتي الشتاء برياحه الباردة فيتراكضون لتغطية فتحات السقف ليسلموا من جليدٍ يكسر عظامهم وتهجم عليهم لواهيب الصيف فيسكبون المياه على اجسادهم علّهم يعوضون ما بخلت عليه مولدات الكهرباء من انقطاعاتها المتكررة فهو لا يشعر بهم وكيف له ذلك وهو لم يقض ليلة في غرفة احدهم ليعرف حجم معاناتهم .. ووسط كل هذا يتساءلون:
متى ننعم بخيرات بيتنا الكبير فالعمر يمضي واصواتنا اعياها النحيب “فيا والدهم” اما آن الاوان لتستجيب؟
في خاطري .. ابكي
على اولئك الذين يعيشون بيننا ولم تشفع لهم مواطنتهم ولا ولائهم وذلك لانهم “بدون”
بل حتى ابسط حقوق الانسان لا يتمتعون بها فلا تعليم ولا قبول بالجامعة ولا ضمان اجتماعي وعندما تظاهروا سلمياً سُجن شريفهم وضُرب شبابهم وكل هذا لانهم رفعوا علم الارض التي خُلقوا عليها ولم يعرفوا غيرها ..
والآن باتت قضيتهم للتكسب الانتخابي فلا ذاك الرجل حلها لهم ولا اولئك الصادحون بصوتهم وقفوا بجانبهم فمتى ماجلسوا على كرسيهم الاخضر .. طووهم كما يطويهم الحزن كل مساء .. فياربي لا تؤاخذنا بما فعل ذوي القرار منا
في خاطري .. دمعه
اذرفها على من فقدنا .. اذرفها بحزن على من انهى دورة هندس رمضانك ليخبرنا بتفاصيلها ويشجعنا لحضورها ولكن القدر كان اسرع فتوفاه الله ولم يبلغ الشهر الفضيل
علمتني الحياة ان لا اطيل الامل بهذه الدنيا الزائلة فمهما ازدانت فهي فانية فمن كان بالامس معنا قضى اولى لياليه في قبره ونسأل الله ان يغفر له
صفعت الحزن التي تلقيتها جعلتني ارخص الدنيا واعيد حساباتي من جديد وقررت ان ابادر بمصافحة كل من فرقتنا معهم الدروب لسوء الفهم وحتى مع من اخطأ بحقي
فرمضان شهر الرحمة والمغفرة وسأعود الجميع واصافحهم واسأل الله ان يجمعنا على حبه وطاعته ..
اللهم ارحم عبدك خالد معدي العجمي الذي فارقنا بالامس واجعل قبره روضةً من رياض الجنة وتقبله في جناتك يارب العالمين
في خاطري .. صمت
اعيشه بيني وبين نفسي فبأول السطر عاهدت نفسي الاستمرار وفي آخر السطر تحزنني الكلمات
استمراري يخسرني الكثير وتوقفي يكسبني وجودهم .. هم اولئك الذين احبهم ورغم حبهم لي لا يريدون لي ان استمر في بحور الكتابة ، قلت لهم اني صعلوك واعيش في هامش الصفحات ولكن اصواتهم أبت ان تسكت .. ويا خاطري الغالي من يعلم ربما تكون هذه آخر مقالاتي
إضاءة:
قالوا:
واعش من دون رأيك بالحياة مجاهداً .. فما الحياة الا عقيدةٌ وجهادُ
وقلت:
ساير سوط احقادهم صامتاً .. فما الحياة الا ابتسامةٌ واحزانُ
آخر السطر:
عسى ربي يصلح شانك يا فهيد
دويع العجمي
@lawyeralajmi
أضف تعليق