حاولت مراراً وتكراراً إقناع بنت فكري بالموافقة على “جاهية” حروف مقال ” الانتماء الإماراتي” التي جاءت تطلب ود يدها لكاتب سطورها , ويشهد الرب أنى حاولت وحاولت مستحضراً كل جنون فنون الإقناع ولكن بلا فائدة !!
قلت لها : يا بنياه هو عريس لُقطة.. نقاط مقاله تحتسى قهوتها مع الصحب والأحباب في أرقى الأماكن فى العالم وأعرقها حسباً ونسباً في الماركات العالمية, وفواصله تدفع فواتيرها “إيفونياً ” بشهادة “طليان” عدول , وإطارات علامات تعجبه وقارها له العجب العجاب ولا تحشر انفها فى خصوصيات حفر الشوارع, وعنوانه ينام قرير المانشيت بدون ان تراوده عن مخدته علامة استفهام واحدة لتسأله عن باب بيت سطوره فيم فتح وفيم أغلق.
ومع كل “كلاكيت” لقطة كنت “أوأكشنِه ” فى “لوكيشن” الإقناع كنت أدعو الله ان تضغط مرة ولو “ضغطة ” من غير ميعاد على زر ” اللايك” أو أن تسعف ابتسامتي ” برتويت” من حاجبيها او “تويت” من شفتيها ….ولكن هيهات فقد جرت الرياح بما لا تشتهى الآهات ولاذت كل مرة بجدار صمتها المصمت ..وليته كان صمت الرضى، إذن لهان الأمر ولكنه الصمت الذي أحسبه علامة على ” الرضوض ” التي أحدثها المقال في وجه مبادئها وخاصة من ناحية جبهتها الفكرية !!..
وأخيرا فتح باب صبري بمفتاح “انفراج” من شفتيها اللتين كشفتا لي عن كتائب متوثبة من الكلام رابطت على أسوار ثغرها متحضرةً لصد قطعان “بربرتى” الزائدة .
همست : يا ابتاه لم تريدني أن اقبل بعريس “لقطةٍ ” بينما يدق بابنا كل يوم عريس “فيلم ” كامل قصته أولها ذهب مع الريح وآخرها جاء مع سحائب الهوى !!.
عريس!! …دُقت نواقيس النفير فى كل أرجاء صدري واستنفرت كل عسس أدوات الاستفهام فهرعت ” كيف” لتقف متحفزة وراء الباب ..وحبست “ما” أنفاسها وهى تتلمظ بجانب النافذة..وهرعت “متى” ترافقها ” أين” ليمشطا الشارع من مفرقه إلى ناصيته، فى الوقت الذي ربضت فيه ” أين” على ركبتيها بجانب سور الحديقة بينما اعتلت ” كم” السطح وجهزت بندقيتها بمشط كامل من رصاص علامات التعجب !! عريس !! ..عريس !! متى جاء هذا العريس “الفيلم” الى بيتنا !!
فتنهدت وقد بهرت حلوى تنهدها بقرنفل ابتسامة : هذا لأنك مشغول بسماع دقات ” انقلابات” العسكر ومتابعه نبض “دُمي” النخب الثقافية أو شغلتك “وسوسة ” الاباليس فى سنينك حاضرك فظللت تحاول علاجها بمعاجين ” تبييض” صفحات ماضيك التليد!!
قلت : ااااه عذراً يا ابنتي فأنت تعلمين انه فى بلادنا ما عاش إلا النُوّم وتنميتنا تقتضى ان الأولوية للعمر يا ” شامان ” ولا عزاء للقمان ,وقبح الله ساعة ” بنج ..بنج” المخدرة التي أخلفت عقاربها موعد ” نهضتي” وشغلتني ” بدقيق “أفراننا عن بسكويت ” دقات”عرساننا !!..المهم يا بنية من اى “قوم” هذا الخاطب ؟!
قالت : وهل يخفى من حط على القمر يا أبتاه !! هم من أشرقت الشمس من غربهم بعد ان كادت ان تغرق فى بحر ظلمات مشرقنا ,هم الذين يحتسون قهوتهم فى أرقى برلمانات العالم فيشربون فناجيلها الثلاث ” فنجال حرية …فنجال عدالة ..فنجال مساواة” ..هم ذوو الايفون “الجوبزى” الذى يدفعون به الفواتير ويهدونه الى القوارير ويصلون أرحام برامجهم من خلاله فيلجون إلى روابطها بدون ” نحنحة” او تكلف فهم أهل بيته وهو من ” محارمهم ” او ليس هو ملك يمين حضارتهم !!
هم يا أبتاه من صاغوا من فضفضة الحريات ..خاتم فضة زينوا به خناصرهم كدلالة على الارتباط الشرعي بين الحرية والحضارة ..وهم من أولدوا من النقاش الحر ..”حوريات” نقوش حفرت على أحجار بدر افتقدوه في ليالي قرونهم الوسطى المظلمة …هم يا أبتاه من يتردد دوي صدى أصواتهم الانتخابية هادراً عبر وادي الدساتير التي تصطف على جوانبه جبال أنا و أنت ونحن وهو وهي وهم …هم من نقضوا “المعتقلات ” حجراً على حجر وبنوا عوضا عنها قصوراً للعقول تطل على بحور حبر الدساتير.
هناك يا أبتاه في بلادهم يتكفل إطار القانون بهموم حفر الشوارع فمن حفر هناك حفرة لأخيه وقع فيها ” بدفشه” بسيطة من مطرقة قاضى , وهناك أن جاء من أبواب الخوف ريح سدته نصوص قانون العدل بالضبة والمفتاح … ..هناك لم تصنع حضارتهم الدراهم بل صنعها ” دورهم ” الايجابي في الحياة ..عملوا فاخلصوا فأجادوا فتفوقوا .
هم ..هم ..هم يا أبتاه تجمعوا حتى أصبحوا هموم همة عالية لا تكل ولا تمل تسافر إلى فضاء الثريا وتحفر الثرى وتكدس الثروات عبر بنكنوت بضائعها، ونحن ..نحن …نحن تفرقنا حتى أمسينا قواعد “نحو” جهل متكاسل فرق أفعال رجليه المتعدية فوضع رجلا على رجال يحاولون ” ديمقراطية” او يموتون فيعذروا , ووضع رجله الأخرى على رقبة أنفاس الحريات صائحا بأدب إعلامي : عفواً لا حر بوادي عوف !!
وهنا عم جفاف الصمت بعد عموم سيل لفظها الهادر الذي تهدمت من بعده سدود مأربي وهرعت مسرعة لتلوذ بحجرات قلبي تاركة اياى اجلس على كرسي صولات هواجسى وحيدا , محاولاً تارةً ان افهمها ومحاولا تارةً أخرى ألا اكره نفسي !!
bin_hegri @
[email protected] .
أضف تعليق