ترهقني دائماً البداية ولا أعلم سبب رغبتي في الكتابة كلما أسدل الليل ظلامه، فحينها وبلا شعور احتضن دفتري وأعانق قلمي ليسيل حبره راوياً ظمأ السطور التي كلما حاولت هجرانها صرخت وبأي ذنبٍ تدعون.
أول السطر
لا اعرف كيف صام “البدون” رمضانهم وهم الذين صاموا لخمسين عاماً ولم يفطروا على مائدة الفرج ولازالوا في ظلام الجحود ينتظرون على مائدة الوعود، فنهارهم شقاء وليلهم بكاء وكلنا ظلمناهم بسكوتنا عن حقوقهم ورضانا بما يحدث لهم وهل يعقل بمن هو في عمر الصبي ان يختبيء تحت صفيح الخشب الذي وضع عليه رزقه ويبتاعه على الطرقات ليحتمي من لهيب الشمس .. أين “هو” منهم .. لماذا لا يشعر بحالهم ؟ زيارة واحده فقط .. تجعلك تقتنع بالظلم الذي يعيشونه .. كلا ستُسألون ثم كلا ستُسألون .. فاللهم لا تؤاخذنا بما يفعله ذوو القرار منا وإنا إليك نشتكي قلة حيلتنا وضعفنا.
ومضة
هو سعيد .. نعم وبلا شك .. فالمشهد أمامه حدث كما كان يريد، فرقتهم .. مزقتهم .. جعلتهم يعيشون يومهم وهم في إنارة منزلهم يفكرون .. هل تنقطع ام تبقى للغد، فرموزهم مقدسة وأصبحت في أعينهم كالأنبياء ومن ينتقد “رمزهم” يكيلون له الشتائم والمسبات فضعنا بين إفراط بالغباء وتفريطٍ بالحكمة.
فمن يؤيد ذاك الناشط جعل من لسانه لاشطاً لكل من يقترب لنبيّه .. وهم مغيبون فلا عقل لهم ولا حكمة ويغضون الطرف عن زلات أنبيائهم وعلى خصومهم يهاجمون، وهذا كله رُتب له وانتم فيه تسيرون.. والصورة اليوم واضحة والمشهد نحزن نحن عليه أما أولئك القوم فهم يبتسمون .. فبذلك انتم منشغلون وهم في ثرواتهم يعمهون فهنيئاً لنا بكم يا أصحاب “العقول”، حرروا عقولكم واستقلوا بآرائكم واصنعوا قراركم فالحياة ما هي إلا عقيدة وجهاد أما التقديس لله وللأنبياء فلا تكونوا كبني إسرائيل انهارت دولتهم عندما قدسوا “ياسكار” حبرهم العظيم فباتوا على اطلال معابدهم يتحسرون .
فاصلة
اقطع فيها الحديث وأنا تائه وتأخذني حيرتي لأسأل ما هي ملامح الشعب الذي تريده الأنظمة الحاكمة بالخليج ؟ فمن أبدى رأيه في تلك البلاد اعتقل ومن انتقد سياسة التطبيع فيما جاورها سُحبت جنسيته ومن همس بحرف “ضدهم” رموه في سراديب مظلمة اما الأخيرة فكل من كتب حرفاً في “تويتر” حل ضيفاً على امن الدولة .. فهل نحن بشر ولنا حقوق ؟
قال تعالى “لست عليهم بمسيطر” فكيف لهم السيطره على عقول الشعب وهم يقولون انه مصدر السلطات ؟! وقال تعالى “وأمرهم شورى بينهم” فأين هم من ذلك ؟ كلما اتسعت الهوة والفجوة بين الحاكم والمحكوم سقطت الأمم .. ولكم من التاريخ الشواهد الكثيرة وهذا ما هوى في الدولة الأموية والعباسية .. فلا تسقطونا وأعطونا كرامة عقولنا فنحن لكم مطيعون.
أنا والحروف
يطالبونني بكتم أنفاس القلم وعذرهم خوفهم على مستقبلي الذي مازلت ابنيه وسط التفاؤل رغم كآبة المنظر، معهم حق فما اكتبه ربما لا سقف له او هكذا يرونه وكلما حاولت ان امنع نفسي أنبني ضميري وبوح الخواطر فآتي بمساحتي في ((سبر)) لأذرف دموعي، هنا كثرة اعتقالات الكُتاب والمغردين .. ولا اعلم هل اتى دوري ام لا ولكنني اجزم أنني سأحل ضيفاً عليهم وأنا الذي لا ظهر لي ولا سند وأفوض امري لله رب العالمين وعليه توكلت.
باقة ورد
للكاتب الكبير محمد الرطيان على إشادته في سطوري وأنا الذي تتلمذت في مدرسته الفكرية وعشقت روائياته الأدبية فكم انا محظوظ بتلك الحروف فشكراً من القلب والروح.
إضاءة
محمد بن الذيب صام رمضانه في سجنه الانفرادي بعيداً عن أسرته وأحبائه وابنه الذي أتى إلى الدنيا ولم ير والده.
اللهم انت اعلم بحاله فعجل بفرجه وألهمه الصبر يارب العالمين
آخر السطر
حسبي الله عليك يا فهيد .. طشرتنا
lawyeralajmi@
أضف تعليق