ظاهرة التطرف والتشدد ظاهرة قديمة قدم الإنسانية ، فهناك تطرف لرأي ولفكر ولمعتقد ولعرق وكانت هذه الظاهرة محركة كوقود للكثير من الحروب في عصور مختلفة وكذلك عمليات الإبادة والقتل الجماعي والتصفيات للرموز وللأفراد ، وفي الكثير من المجتمعات يوجد أشخاص يتبنون هذا الفكر اما عن قناعة أو من أجل الوصول للمنصب وكسب المال .
والأصل في هذه الظاهرة هي قناعة ذاتية بالسمو والرفعة والتفوق قد يكون في العرق أو الدين أو المذهب أو معتقد فكري أو أقدمية في المكان ، وفي مجمل هذه الظاهرة تعتبر من الظواهر اللاإنسانية والهدامة وتقوم الكثير من الحكومات بمحاربة هذه الظواهر الشاذة ومحاصرتها في أضيق الحدود والقضاء عليها .
وتزداد خطورة هذه الظاهرة مع ازدياد معتنقيها من الأفراد وبذلك تزداد معدلات الكراهية ومن أخطر الأمور في هذه المظاهر هو تبني الحكومات ودعمها لمثل هذه الظاهرة ولو بصورة سرية وغير معلنة ، ومن أمثلة هذه الظاهرة :هتلر والجنس الآري بعد الحرب العالمية الأولى ، استغل هتلر هذه النزعة لحشد الألمان للحرب العالمية الثانية على أساس عنصري بتفوق الجنس الألماني الأري على جميع الأجناس ، وكانت النتيجة موت خمسين مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية .
السودان تعيش حالة العنصرية كما يحدث في دارفور وقتل الألاف بسبب العنصرية العرقية .
وما حدث في كوسوفو من التصفية العرقية على أساس الدين وقتل الألاف من النساء والأطفال والرجال .
ويعتقد العنصريون أنهم فوق البشر وأنهم لم يخلقوا من نفس واحدة وأن هناك قسما متفوقا وقسما وضيعا بيلوجيا .
والعالم الان يجرم هذه الأفكار حسب مواثيق حقوق الإنسان لما تحمله هذه الأفكار من مشاعر متطرفة متعصبة لذلك إضطرت الأمم المتحدة بمواثيقها بتقييد سياسة الدولة حتى لا تقف نظم الحكم وراء العنصريين وترتكب أعمال القتل الجماعي أو الترحيل الجماعي أو التهميش الجماعي لمن يخالفهاعرقياً أو عقدياً أو مناطقياً أو أي صفة أخرى ، ووصل الأمر لإنشاء محاكم دائمة لجرائم الحرب 1998 حتى تنظر في الجرائم ضد الإنسانية بعيداً عن حسابات الدول الكبرى.
والعنصرية في الكويت بدأت تظهر منذ سنوات وارتكزت على عنصرية الأقدمية والمكانية ، أي داخل السور أو خارج السور أو قبل 1920 أو بعد 1920 وترتكز على :
المعتقدات والأفكار لدى أفراد معينين عن أفراد اخرين يختلفون عنهم في الزمان والمكان .
البطانة التي تؤجج هذه الأفكار بالمال والمناصب خدمة للعنصريين أصحاب الفكر والمعتقد المكاني والزماني .
السلوكيات التي بدأت تظهر بأشكال مختلفة منها الشتم والقذف وكشف الأسرار والأوراق .
فعلى المجتمع أن يعلم أن الأمر يبدأ بفكرة ثم بكلمة ثم باليد ويبدأ فردي ثم يصبح جماعي حتى يصل إلى الاصطفاف ثم إلى الحرب الداخلية التي لا يرغب بها أحد .
وأخيرا إخواني أخواتي الكويتيين العنصرية لن تصل بنا إلا إلى منزلق خطير قد يؤدي بالبلد إلى نهاية غير سعيدة ولا يرغب بها الجميع .
وإلى المسئولين :كفوا الصبيان عن اللعب بالنار فقد تحرق النار الجميع
أضف تعليق