نشر الممنوع

عبدالعزيز العنجري يرد على وليد النصف: استياؤك من ضياع الأولويات سببه أوكار الفتن داخل السلطة

كتب عبدالعزيز العنجري مقالاً رد فيه على افتتاحية جريدة القبس في عدد يوم الجمعه 3/8/2012  التي تحدثت عن تفاقم موجة الكراهية في الكويت و قرار رئيس تحريرها وليد النصف بالامتناع عن نشر كل ما سيخرج عن نطاق حرية التعبير أو قد يشكل اساءة لأحد. 
قال العنجري في مقاله الذي منع من النشر  إنه فاجأ بعد افتتاحية “النصف” وبنفس العدد لكن بالصفحة الأخيرة بمقال “استثنائي” من ناحية الطول و العرض للكاتب خليفة مساعد الخرافي، يخالف فيه و بشكل واضح طلب التهدئة كما جاء على لسان رئيس التحرير.

وذكر العنجري في سياق رده أن استياء رئيس تحرير القبس من ضياع الأولويات الحقيقية والجدية ليس سببه طائفي أو عنصري، بل إن أصل منشأه أوكار فتن موجوده داخل السلطة التنفيذية و تضم ممثلين كومبارس لا تسند إليهم أدوار البطولة..

((سبر)) تنشر مقال العنجري كما وردها.. والرأي لكم:
رداً على “القبس”

عبدالعزيز محمد العنجري
بعد قرائتي لرسالة رئيس التحرير التي وجهها لنا ككتاب بالصفحة الأولى من عدد يوم الجمعه 3/8/2012 حول تفاقم موجة الكراهية بالكويت و قراره كرئيس تحرير بالامتناع عن نشر كل ما سيخرج عن نطاق حرية التعبير أو قد يشكل اساءة لأحد، تفاجأت بعدها و بنفس العدد لكن بالصفحة الأخيرة بمقال “إستثنائي” من ناحية الطول و العرض للكاتب خليفة مساعد الخرافي، يخالف فيه و بشكل واضح طلب التهدئة كما جاء على لسان رئيس التحرير. وقد أستغربت من الازدواجية و التناقض بين ما طلبه رئيس التحرير بالصفحة الأولى و بين ما “سمح” بنشره بالصفحة الأخيرة، و لو إكتفى السيد رئيس التحرير بتوجيه رسالته لنا ككتاب بشكل خاص لما وجدت حاجة في نشر تعقيبي علي كلامه علنا، لكن و بما أن بدأ بنشر رسالته لنا على الصفحة الأولى أمام الناس وجدت نفسي ملزما بتبيان وجهة نظري. فعلى الرغم من يقيني بأن رسالته نابعه من نوايا حسنة و بأنها تحمل مضامين سامية إلا أنني أجدها مجرد “تكتيك” يحقق لرئيس التحرير هدفين، الأول هو النأي بالقبس عن أي تجريح مستقبلي قد يطالها خصوصا بعد أن تعرضت لضغط و هجوم شديدين خلال الأشهر الماضية من خلال بعض ما كتب فيها من مقالات. و الهدف الثاني و هو الأخطر نهج الإنتقائية في السماح بنشر ما يوافق هوى إدارة التحرير من مقالات تنسجم مع توجهات القبس في مرحلة حساسة من تاريخ الكويت لا يحتمل مجاملات.
و عليه سأبين رأيي حول الأسباب الحقيقية التي ادت ” كما ذكر السيد وليد النصف” للانقسام المتزايد في المجتمع، وتفاقم التعصب وعدم قبول الآخر. إن اصحاب القرار و السلطة التنفيذية لم يتمكنوا من قراءة الشارع و استيعاب مضامينه، فالشعب “ضاق ذرعا” من الخطابات الموسمية لبعض رموز السلطة التي تدغدغ عواطف الناس على شاشات التلفاز كلما ظهرت مشكلة.كما أن الشعب “إكتسب مناعه” من سيل الوعود الزائفه التي لم تعد قادرة على تخدير آلامه و جروحه.بالإضافة لذلك فإن الشعب قد استقر في يقينه بأن السلطة التنفيذية تمارس عملها على إيقاع مطبلين من جلساء البلاط مع تمايل جوقه “طياح” الوزارات من مستشارين و تصفيق حار من عبدة الدينار من نواخذة السلطه الذين يتشدقون بتاريخ وطني لا يملكون ذره من مجده الذي صنعه آبائهم. و مع استمرار استغلال ما تبقى من “هيبة”بعض رموز الدولة لتمرير قوانين ما أنزل الله بها من سلطان، توصل الشعب لنتيجة واضحه و هي أننا وصلنا لمرحلة الإفلاس السياسي في الكويت.
إن استياء رئيس تحرير القبس من ضياع الأولويات الحقيقية والجدية ليس سببه طائفي أو عنصري، بل إن أصل منشأه أوكار فتن موجوده داخل السلطة التنفيذية و تضم ممثلين كومبارس لا تسند إليهم أدوار البطولة، ولا يملكون من أمرهم شيئا سوى قول”السمع والطاعة طال عمرك”. فهي سلطة لا تملك القدرة على استشعار الواقع وقراءة الساحة، ولو كانت تمتلك هذه القدره لعلمت يقينا بأنها لا تملك أي وسيلة لكسب التأييد والرضا الشعبي سوى بالإنجاز و محاسبة كل فاسد دون التدخل في شؤون السلطات الأخرى. فهل المطلوب أن نقول للحكومة الرديئة «عساكم على القوة»؟ و أن نصفق لبعض وزرائها و نحن نعلم بأنهم لا يملكون صلاحيات لإدارة وزاراتهم! هل ترغب بتدجين الصحافة أكثر مما نراه واضحا؟
إننا نمر بمرحلة”فضفضة” شعبية بدأت فيها حواجز العرف تتساقط و أصبح فيها مفهوم “الهيبة”مرتبطا بقدرتنا على ضبط النفس قبل أن ننسى وجوده. فنحن على مشارف 2013، بينما لا يزال البعض يتصرف بنفس عقلية 1990 التي أدت لضياع الكويت 7 أشهر، فهل سننتظر ضياعها من جديد.لا و ألف لا. و إن كانت الأمور لن تسير الى الأفضل بالنسبة للحكومة، فمن المؤكد انها ستسير الى ما هو أفضل بالنسبة لنا كشعب فقد تساوت الرؤوس واصبح لكل مواطن صوت مؤثر و قدرة على التعبير بعد أن فهمنا و استوعبنا كلنا حقيقة “المتسبب” بكل ما تعيشه الكويت من فساد. ولا حول ولا قوة إلا بالله
@abdulaziz_anjri

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.