عندما رسا كولومبس بسفنه الثلاث على شواطئ جزر البهاما , ظن المسكين المغرور العبقري انه جاب عيد الهند أخيراً لأوربا , ولهذا عندما شاهد شعب “التاينو” سماهم هنوداً ولان بشرتهم حمراء سماهم العم كولومبس على طريقة ” يا الله عن حد ما حوش!!” الهنود الحمر , واستمر الاسم من بعده على ” حطة ايده”,” وفسفس” المؤرخون حلال تواريخ حواضر الانكا والمايا والأزتيك وتاريخ بدوان الكومانش والاباتش والبيمان ليصبحوا كلهم مجرد “عدس” هنود حمر بالنسبة للكتابات التاريخية !! .
كولومبس ليس حالة إنسانية فريدة من نوعها فكل انسان منا يحمل كولومبساً صغيراً يختفى بين تلافيف جيناته , يخرج من جحره كالفأر عند غياب قط الفكر السمين كطفرة جينية تطفر سور مجتمع كامل وتخرجه من طوره !!
الحالة الكويتية ” كولومبسية” بامتياز بدلالة اننا لنا صدر المسميات الخاطئة دون العالمين او القبر , واسألوا ان شئتم واقعاً مجرباً ولا تسائلوا خبيراً تظنون اثما انه سيخبركم اليقينا .
الشعب الكويتى اكتشف الدولة فى العام 1961 ورسا على شواطئها بمراكب مواد دستوره ال 183 , وعندما شاهد الديموقراطية الحسناء على ترعة الحرية والعدالة والمساواة بتغسل شعرها , نبض فيه عرق ” كولومبس الدساس وتفرق دم اسمها بين المصالح, صاح البعض هذه الحسناء اسمها ” أنا” , وصاح البعض الآخر بل اسمها ” أنا” اما باقى “البعوض” فحلف “بالانطلاق” ثلاثا الى غمد سيفه ان اسمها ” أنا” !! ..وما زال الخلاف مستمراً ووضعنا التنموى متسمرٌ فى مكانه ينتظر حسم ” الأنوات” !!
اختلفت مصالح الشعب وتناسى ان معرفة الديموقراطية غنيمة للوطن وليست غنائم توزع على المؤلفة مصالحهم , وان طيورها لا تحن إلا لعش ” نحن” وتجفل من جحور ” الأنا ” وسراديبها , هى الراى والراى الاخر وليست الراى والراى الاخير , هى انتخاب حر وليس انتحاب بحرقة, هى اصوات مسؤولة وليست اصواتا مسعورة ” اكلبتها” امراض مصالحها وطائفيتها وفئويتها , هى حريات اكثر وأكثر وأكثر وليست “حرة” تحفر اكثر فى صميم قلوبنا !! هى كرامة وليست كرم عنب كل من لم يطله من حبه جانب… قال عنه حامض !!
هى شمس لاهبة تنثر اشعتها على ارض الانسانية فتحيل طقوسها الى ” حر…ية ” , لا جبال جليد تهتز مع اول ريح ارادة !! جبال جليد مكاسبها كمكاسب ثلج بوصالح الذى يسجل مكاسبه على ” طوفته ” الهبيطه وكلما امطرت السماء مطر طل خلاف خفيف افسدت ود قضية سطور مكاسبه وبدأ بعد ” الطل” من ” الصفر” الجديد !!
الديموقراطية عنوانها الرئيس هو ان الامة المصدر والوكيل الحصرى لكل قطع غيار السلطات ومن يحاول ان “يرهّم” ماكينة الدولة بقطع سكراب ” الأنا “..فستسقط عنه وعن قطعة سكرابه فى التو واللحظة كفالة الدستور وسيفقد ثقة المستهلكين من الشعب لا محالة وراح تطيح بضاعته الفاسدة فى كبده !! .
شعبنا ” المحتار”…بدكم ديموقراطية ..هى هاى الديموقراطية .
@bin_hegri
أضف تعليق