وقعت عدة هوشات بين المراجعين وموظفة “مغلوبة على امرها” في ادارة المعادلات، بسبب سوء التنظيم في تلك الادارة التي بلغت من التخبط عتيا، فالمراجعون الذين ذهبوا في السابعة صباحا ليحصلوا على رقم، فوجئوا بموظف الامن على مدخل المصعد في برج سنابل الذي تقع فيه وزارة التعليم العالي يسجل اسماءهم ويكتب الرقم في ورقة عادية ، وقد بلغ عدد من سجلوا حتى الثامنة والنصف 120 مراجعا صعدوا في وقت واحد الى الادراة التي تقبع في الدور السادس ولا تستوعب مقاعدها اكثر من 30 شخصا فوجد المراجعون انفسهم في زحام شديد وهم من جنسيات مختلفة، فراح كل منهم ينفس غضبه في الموظفة بلغته.
ومن ضمن الحضور راحت وافدة اوروبية لم تعتد هذه الفوضى في بلادها تصرخ في الموظفة وتقول لها ” افري داي :أفتر .. تومورو”، ولم تجد الموظفة التي تمتعت بصبر طويل سوى ان تهدئ من روع الاوروبية وتؤكد ان كل شيء سينحل، الا ان ضغط المراجعين لم يوقف المراجعين عند هذا الحد، فذاك مواطن يصيح “: كل يوم نستأذن من الدوام لنجد هذه (المسخرة) ونرجع دون تخليص شيء، صار لنا شهور على هالحال”، فتجد مواطنة ساقها القدر هي الاخرى مضطرة للرد على هذا التهريح وتصيح في الحضور ” شنو ذنب هذه المسكينة.. اجلسوا وهي ستنادي الاسماء المسجلة، هذا سلوك غير حضاري ” ولان الحضور من جنسيات مختلفة راحت المواطنة تعيد توجيهها باللغة الانجليزية.
ويبدو ان الكلام لم يعجب شابا جاء لمعادلة شهادته المستعجل عليها ليلحق بقطار العمل ، لكنه استحى توجيه الصراخ لامرأة فاستغل وجود موظف الامن وراح يفرغ فيه غضبه ويسأله بعنف : انت موظف الامن لماذا لا تنظم الحضور؟” وراح الموظف يدافع عن نفسه بانه غير مخول بتنظيم الحضور ثم كيف أنظم كل هذا العدد؟
بعد الشاب، تهجّم مواطن “شايب” على الموظفة بالكلام فقالت له “لا ترفع صوتك، ترى استطيع رفع صوتي”، فقال لها “أرفع صوتي عليك وعلى وكيل التعليم العالي نفسه، أليس هو المسؤول ؟إذا كان لا يستطيع تعديل وضع هذه الادارة فليتركها لغيره ترى هي مو شركته”.
وبعد الهوشات والسجالات اضطر المراجعون للانصات الى سماع الاسماء من الموظفة لينهوا هذا اليوم الدرامي، فنادت الموظفة على 60 اسما من جملة ال120 اسما وأعطتهم ارقاما وابلغت الباقين بان يراجعوا يوم الاحد وسوف تستأنف مناداة الاسماء واعطائهم الارقام، ليتجدد الصراخ مرة اخرى وتنشب الهوشات، فلم تجد الموظفة بدا من الخروج من مكتبها مولية الأدبار من هذا الزحف.
وإلى اللقاء مع فصل جديد من قصة المعاناة في ادارة المعادلات، تلك الادراة التي طال أمد فوضاها وما من حل جذري توفره وزارة التعليم العالي في عهد وزير تلو الوزير، وصارت معادلة الشهادة التي كانت لا تستغرق شهرا في السابق مع مراجعة مريحة بالرقم الالكتروني والمعاملة المحترمة، تستغرق سنة واكثر مع سوء معاملة (رغم ان الشهادات كم كبير منها من جامعات مرموقة معترف بها عالميا)، فما السر في هذا التأخير وتلك الفوضى؟ الجواب عند مسؤولي وزارة التعليم العالي الذين صرحوا سابقا بان الامر سيتعدل بعد الانتقال للمبنى الجديد وها هو “يتعقد” ولا يتعدل.
أضف تعليق