*لست مهندسا .. حتى الآن لم أحصل على شهادة الثانوية !
*أنفق 600 دينار شهريا على أفكاري
*أعمل على مشروعي الكبير ” عرب ريدر”
*لم أتلق دعما من أي جهة حكومية
*برنامجي يحدد منبع الإشاعات ومن يثيرها
* أوباما ورومني يستخدمان برنامجا مماثلا لقياس حجم التأييد
* توظفت في الجريدة بالصدفة .. وفيها نضجت تجربتي في البرمجة
* أطرح أفكاري أمام الناس ولا أخشى سرقتها
برنامج ( كويت ريدر / سعودي ريدر ) مصنف كأحد أفضل الخدمات الإحصائية لمستخدمي ” تويتر ” في دولة الكويت والسعودية ، ابتكره المبرمج الكويتي عذبي المطيري وهو برنامج لإحصاء ومعرفة الآراء والتوجهات الاكثر انتشارا على موقع تويتر ،أي أن البرنامج بمثابة “ترمومتر” يقيس نبض “الشارع التويتري” في دولتي الكويت والسعودية ،
المطيري الذي حاورته ((سبر)) ليحكي لنا قصة إنجازه الكبير فاجأنا انه ليس بمهندس كما يشاع عنه ، بل انه لم يحصل على الثانوية العامة، لكنه أحبّ التكنولوجيا وخاصة الانترنت إلى حدّ الثمالة ، فيمّم شطر بريطانيا لدراسة ” هندسة الانترنت” ، وأمضى عاما ونصف العام ورجع دون إتمام الدراسة لظروف خاصة.
طموح المطيري لا يقف عند حدّ في عالم الانترنت ، فهو يعتبر التكنولوجيا بيته الذي ينفق عليه المال بسخاء وكرم ، فهو ينفق نحو 600 دينار شهريا على افكاره وتطبيقاته ،واذا ” ناضل” لحل معضلة ولم ينجح فهو يدفع آلاف الدولارات للشركات المتخصصة ليحلها ويشفي غليله؟
هل توقف عذبي المطيري عند هذا الحد؟
كلا ، فهو ينشئ برنامجا مماثلا للامارات ومصر ، ويعمل على مشروعه الكبير ” عرب ريدر”.
ورغم تلك الانفاقات الكبيرة لم يطلب المطيري دعما من اي جهة حكومية ، بل انه يخشى ان اشترت الحكومة برنامجه ان تسيء استخدامه بمراقبة الناس ومنع حقهم الدستوري في حرية التعبير.
ويكشف المطيري ان لديه نظاما يقوم على إحصاء الإشاعات، سواء كانت في جهات حكومية أو شركات تجارية أو حتى الإشاعات التي تُطلق على أعضاء مجلس الأمة ، مؤكدا انه يعرف من أين مصدرها الرئيسي ومن أثارها وساهم في انتشارها !
ويتوقع المطيري ان يقود كبار المغردين الشارع للدفع به نحو قضية سياسية معينة.
وفي السطور التالية تفاصيل مثيرة مع هذا المبرمج الفذ:
حـاوره : عياد خالد الحربي
في البداية … حدثنا عن نفسك ، وعرّف القراء بك ؟
اسمي عذبي شاهر المطيري ، وعمري 31 سنة . في الحقيقة أنا لا أملك شهادة تخصص فيما أعمل به الآن ، وليس كما انتشر أنني مهندس ، حتى أني لم أحصل على شهادة الثانوية . وإنما أنا أملك الموهبة والتي أصبحت فيما بعد هواية لي ” الانترنت ” . أول وظيفة لي كانت مصمم مواقع ،وبعدها توظفت في العسكرية ست سنوات ، وبعدها اصبحت موظفاً في جريدة الجريدة .
واؤكد لك انني لا أملك شهادة ولست متخصصاً في هذا المجال ، لكن ما فادني هو أنني درست في بريطانيا سنة ونصف ” هندسة انترنت ” لكن شاءت الظروف أن لا أكمل الدراسة ورجعت إلى الكويت دون أن أحصل على الشهادة ، وتعلمت خلال السنة والنصف فقط لغة انجليزية وكونت نظرة عامة حول هندسة الانترنت .
وفي اي وظيفة عملت في جريدة الجريدة ؟
تعييني في جريدة الجريدة كان في غاية الصدفة ومن دون تخطيط او بحث عن وظيفة ، حيث أني توجهت إلى جريدة الجريدة بعد أول أسبوع من إصدارها لأسجل اشتراك لديهم ومن ثم أعود إلى البيت . ولدى دخولي عند الاستقبال شاهدت أسماء الموظفين ، وكان من بينها اسم صديق لي وهو نائب مدير التحرير سعود راشد العنزي فأحببت أن أذهب وأسلم عليه ، وحينها سألني هل لديك وظيفة ؟ فقلت لا ، وأنا أتيت إلى هنا لتسجيل اشتراك للجريدة ورأيت اسمك واحببت أن اسلم وابارك لك ، فقال لي : ان الاشتراك مجاني في أول سنة ، وانه تم تعييني – ويب ماستر – أي مدير أو مسؤول موقع انترنت لإدخال البيانات ، ووافقت ووقعت العقد . وهكذا لم آت للوظيفة ، وجاءت بالصدفة وتم تعييني بناء على المعرفة الجيدة من الصديق سعود بي وما أملك من معرفة في الانترنت والتصميم . إلى أن تطورت وترقيت إلى مدير قسم موقع الجريدة .
كيف نمّيت موهبتك في الإنترنت وفي البرمجة تحديداً ؟
استفادتي الحقيقية في مجال تقنية المعلومات كانت في جريدة الجريدة ، فأنا استمررت خمس سنوات لديهم وتطورت معرفتي وزادت ممارستي ، فسابقاً كان تعليمي للانترنت هو تعليم ذاتي دون توجيه من أحد ودون مشاركة فريق عمل لأداء مهام وابتكارات محددة .
وماذا عن تعلمك البرمجة ؟
معرفتي في البرمجة كانت ضئيلة جداً ، وفي جريدة الجريدة كنت أواجه مشاكل برمجية في صميم عملي ، وكنت أحاول إصلاحها ، وكنت أتعلم حلها دون اللجوء إلى الشركات المتخصصة ، فكنت أحل بعضها والبعض الآخر أبحث عن حله أو أتعلمه من الشركات .
وهل ممارستك للعمل الإداري والتقني في الجريدة جعلتك مؤهلاً لإنشاء البرامج وتصميمها ؟
حينما جاءتني فكرة انشاء مشروعي ( كويت ريدر ) دعتني الحاجة لمعرفة البرمجة فقط فيما ينفعني في إنجاز المشروع على أكمل وجه ، فاضطررت الى أن أتعلم البرمجة من الصفر فيما يساعدني على إنجاز كويت ريدر ، فاتجهت للقراءة والبحث والسؤال .
متى وكيف جاءتك فكرة مشروعك ” كويت ريدر ” ؟
ظهرت فكرة إنشاء كويت ريدر في بداية انتشار برنامج التواصل الاجتماعي ” تويتر ” ، وفي أوج الأزمة السياسية الكويتية في شهر 3 من سنة 2011 .
ومتى كان ظهور تطبيقي كويت / السعودية ريدر في الآب ستور كونهما كانا متوافرين في تويتر عبر حسابات خاصة لهما ؟
ظهور كويت ريدر والسعودية ريدر على متجر البرامج في الآب ستور كان بتاريخ 28/8/2012 ، والفضل لله فإنهما قد حصلا على المركز الأول في قائمة البرامج المجانية الأكثر تحميلاً منذ أول يوم لهما في الأب ستور .
ماهي الأسباب التي جعلت الكويتيين يتجهون لاستخدام برامج التواصل الاجتماعية ؟ وتحديداً تويتر ؟
من أسباب دخول الكويتيين ” تويتر ” وبدايتهم ; كانت بعد أحداث ديوان الحربش في نهاية عام 2011 لمعرفة الأسباب والتطورات ، وأيضاً كانت في وقت المنحة الأميرية . أما أنا فقد كان تاريخ تسجيلي في برنامج تويتر في سنة 2009 لخبرتي الواسعة في الانترنت وفي برامج التواصل الاجتماعي .
وما الذي دعاك لفكرة ” كويت ريدر ” ؟
في أوج الأزمة السياسية بعد أحداث ديوان الحربش كانت الناس تقول ان حضور ساحة الإرادة غير مقياس للأزمة السياسية ،وكانت الناس ما بين مؤيد ورافض لساحة الإرادة ، فريق مع الشيخ ناصر المحمد وفريق ضده ، وحينها كتبت تغريدة عبر حسابي الشخصي في تويتر ، بعد قراءتي للمشهد حسب اهتماماتي ، فقلت ” لو جمعنا كل ما يكتبه الكويتيون في تويتر وحللنا هذه البيانات لاستطعنا الاجابة على سؤال محدد : بماذا يفكر الكويتيون في هذه اللحظة ؟ . ومن هذه التغريدة جاءت فكرة انشاء كويت ريدر .
وكيف لك أن تقيس آراء الناس وما يسمى بـ ” نبض الشارع ” عبر برامج التواصل ؟
يحدث الآن في أمريكا أن يُقاس الرأي العام ما بين مرشحي الرئاسة أوباما ورومني عبر احصاء الآراء التي تساند أوباما والآراء التي تساند رومني في مواقع التواصل الاجتماعي باختلافها ، وبطريقة معينة ومحددة ، ثم تظهر نتيجة مقاربة للرأي العام أو فكرة رئيسية للرأي والتوجه . ومن الممكن أن لا تتخذ بهذه الإحصائية قرار ، لكنها تؤثر في القرار . وكان لدينا في الكويت صلاح الهاشم حينما كان يظهر نتائج الاستطلاعات للرأي العام حول الانتخابات كان يقيسها على 150 شخصا فقط .
150 شخصا ؟ هل هذه النسبة حقاً تُشكل رأيا عاما ؟ وكم الأعداد التي أنت تستخدمها في إحصاءاتك ؟
لا تشكل رأيا عاما ، وإنما تعطي صورة صغيرة عن التوجه العام . والطرق التي استخدمها على المغردين في موقع تويتر فإنني أقيس على 160 ألف شخص يقوم السستم لدي بمتابعتهم عبر طريقة منهجية محددة . وطريقة عملي البرمجية في كويت ريدر هي استخدامي للإمكانيات المسموحة التي يمنحها تويتر للمبرمجين . فهو يعمل على تضييق الخناق على المبرمجين كيلا يعبثوا ويسببوا له في ابطاء السيرفر الرئيسي ، وفقط يسمح لهم بأشياء بسيطة لاستخدامها في مثل برنامجي كويت ريدر ، وكنت اعمل على الامكانيات المسموحة من برمجة تويتر لتنفيذ فكرتي بالطريقة التي أريد .
كيف كانت رحلتك البحثية للتعلم وانشاء مشروعك الذي ظهر لنا بهذه الصورة ” كويت ريدر / السعودية ريدر ” ؟
كنت أبحث بطريقة منهجية وخطة رسمتها قبل البدء في البحث . وكانت بداية بحثي عما احتاجه من معلومات ; هي القراءة في مواقع الانترنت ، وتقديم الأسئلة على المبرمجين في المواقع واحصل على الاجابة منهم ، ومن البحث في ستة أو سبعة مواقع جميعها أجنبية . أسئلتي كانت محددة للغاية وكانت جميعها في صميم عملي وحاجتي لما أريد أن أعمله ، وكنت حينما أحصل على إجابة أذهب واطبقها فوراً . كانت تكلفني الإجابة على سؤالي هو البحث في ستة أو سبعة مواقع إلى أن أحصل عليها . وكنت لست بحاجة لأية معلومات إضافية . والمواقع الأجنبية جداً منظمة ، فقد كنت أضع سؤالي وأحصل على عدة إجابات من المشاركين ، ويتم التصويت من المختصين المبرمجين على الإجابة الصحيحة . 80% من حاجتي لتنفيذ مشروعي كويت ريدر ساعدتني بها المواقع الأجنبية التي كنت أبحث بها وأطرح عليها أسئلتي . وحينما انتهيت من انجاز نسبة 80% من المشروع اتجهت إلى قراءة الكتب وإلى مراسلة المستشارين المبرمجين ، وهم يعملون باستشاراتهم ومساعداتهم على طريقة الأجر بالساعة . ويأخذون أجرهم فوراً .
وكم هي المدة التي أنجزت بها ” كويت ريدر ” ؟
استغرقت في عمل البرمجة الاولى ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر ، ومثل المدة كانت في عمل البرمجة الثانية للاب ستور . فحينما أتممت برمجة مشروعي كويت ريدر ووضعته في قالب موقع على شبكة الانترنت وفتحت له حساب في تويتر ثم أردت انشاء تطبيق في الآب ستور لأجهزة الآي فون وجدت أن البرمجة تختلف كليا واضطررت أن اتعلم برمجة انشاء تطبيق في متجر البرامج ” الأب ستور ” لجهاز الآي فون من جديد .
ولماذا لم تستعن بأحد كي يصمم لك تطبيق في الآب ستور لجهاز الآي الفون ؟
كان بإمكاني أن أدفع لاحدى الشركات مبلغا ماليا بسيطا وتنشئ لي تطبيقا على المواصفات التي أريدها . لكنني احببت ان اتعلم انا بنفسي .
اطلاعك على هذه المواقع ومعرفتك بطرق البحث واسعة ، فهل كان لديك موقع خاص لك ؟
كان لدي موقع خاص بي في عام 2003 وهو عبارة عن مدونة أكتب بها عن التكنولوجيا والثقافة والسياسة ، وهي بالمناسبة كانت أول مدونة عربية تكون جميع خياراتها وأقسامها باللغة العربية . وفي عام 2004 حصلت على جائزة ” أفضل موقع صحفي عربي ” من وكالة الأنباء الألمانية من بين ألف موقع عربي مشارك بالمسابقة . ورئاسة لجنة التحكيم كانت لأحد أشهر كتاب صحيفة الشرق الأوسط ، وأعطيت لي لأفضلية محتوى مواضيع موقعي .
وما هي أبرز المواضيع التي كتبت في مدونتك ؟
كان لدي موضوع بارز في موقعي بعنوان ” أفكاري تموت بسرعة ،، اسرقوها ! ” وهو يمثلني كثيراً .
كيف للناس أن تسرق أفكارك وأن تدعوها أنت لذلك ؟
لا زلت حتى الآن أطرح أفكاري أمام الناس . ففي تويتر دائماً ما أكتب الكثير من الأفكار ، ويلومني أصدقائي المُقربّين على نشري لأفكاري أمام الناس ، مخافة سرقتها وتنفيذها . فقد كانت ولا زالت لدي الكثير من الأفكار في شتى المجالات الانسانية والثقافية والصحفية لكني لم أكن أكملها لاستسلامي عند أولى العقبات .
وما الذي جعلك تكمل فكرة مشروعك كويت ريدر / السعودية ريدر تحديداً ؟
أعتبر ” كويت ريدر ” هو مشروع العمر ، حيث استقلت من وظيفتي بجريدة الجريدة شهر 5 الماضي من أجل أن أتفرغ له ، وأنا لست وحدي من ترك دراسته ووظيفته من أجل تنفيذ فكرته ومشروعه الإبداعي ، فصاحب شركة يو تيرن التي تنتج على اليوتيوب للشيخ سلمان العودة برنامجه الشهير ” وسم ” ، فقد ترك دراسته في كندا كي ينفذ مشروعه . وأيضاً كان الفضل لإحباط بعض أصدقائي من عادتي في التأخر بإنجاز أفكاري هي أحد الأسباب التي جعلتني أضع مشروع كويت ريدر تحدياً لي كي أكمله بنجاح .
هل واجهتك صعوبات ومشاكل في إنجاز مشروعك ؟
واجهتني صعوبات في ختام إنجاز البرنامج فاضطررت للتعامل مع شركة خبراء ومستشاري برمجة كان أجرهم ليومين فقط مبلغ 4 آلاف دولار ، كي ينجزوا لي آخر الصعوبات التي واجهتني في المشروع .
معنى ذلك انك قمت بدفع مبالغ مادية لمشروعك ، ولم يقتصر الامرعلى جهدك الخاص وعلى أفكارك ؟
كنت ولا زلت أدفع شهرياً لشركات الحماية والسيرفر مبالغ تفوق 600 دينار كويتيا شهرياً من جيبي الخاص . وفي رحلتي لتعلم إنشاء تطبيق في الآب ستور دفعت اموالاً كبيرة لمبرمجين مختصين أجانب كي يمنحوني معلومات متفرقة احتاجها في تنفيذ المشروع .
هل وجدت دعماً من أحد لمشروعك كويت ريدر ؟
لم أتوقع في يوم من الأيام أن يأتيني دعم معنوي بهذا الحجم ، ودعم للانتشار ، من أشخاص في الكويت خاصة وفي الخليج عامة ، ومن شخصيات كبيرة ومشاهير ومن مواطنين كبار في العمر وصغار . وأنا حينما شرعت في تنفيذ فكرة مشروعي كنت قد عاهدت نفسي ألا أطلب دعماً دعائياً من أي أحد كان ، بالرغم من تعدد علاقاتي بكبار الشخصيات والمشاهير ، إلا أني لم أطلب مساندة أحد ، لأنني مؤمن أن ” الفكرة الجيدة هي التي تسوّق لنفسها وتنتشر” . كثيرون من الناس اتصلوا بي وفرحوا بمشروعي . الكاتب محمد النغيمش كتب عني وعن كويت ريدر مقالا في جريدة القبس وهو من أوصلني لموقع العربية نت ، كذلك محمد الوشيحي اتصل بي حينما علم عن المشروع وعرض علي جميع انواع الدعم ، وكذلك الصديق سعود راشد العنزي من جريدة الجريدة كان متواصلاً دوماً معي ويدعمني ، والمدون الكويتي الجميل ” شقران ” الذي كان يفاجئني بملاحظاته . وغيرهم الكثيرون . حتى من السعودية جاءني الدعم من الشاب فراس بقنة وتحدث عن المشروع خلال يومين متتاليين من على حسابه الشخصي في تويتر ، وأنا لا اعرفه شخصياً . وغيرهم الكثيرين والذي اعتذر ان لم اذكر احد منهم .
وماذا عن الدعم الحكومي ؟ هل تمت مساعدتك وإعانتك بشيء ؟
لم يأتني دعم حكومي مؤسساتي . وأنا لم أبحث ولم أطلب منهم . وأبدى بعض المستثمرين من المواطنين اهتمامهم في الإعلان بكويت ريدر وسيتم التنسيق معهم فيما بعد إن شاء الله . ومن الطرائف التي حدثت لي بعد خروج كويت ريدر للنور راسلني على إيميلي أحد الأشخاص وقال لي بلهجة ملؤها الكبرياء : كم تبيع مشروعك ؟ أريدك أن تصنع لي مثله وحدد لي سعرك ، وأريده بسرعة !
لو عرضت عليك الحكومة عبر وزارة الداخلية أو وزارة الإعلام شراء مشروعك فهل ستبيعه لهم ؟!
لو تم بيع كويت ريدر إلى الحكومة عبر أية جهة من جهاتها الرسمية فإنها ستستخدمه لمراقبة الناس . وهذا ما لا أرضاه ولا يرضاه الناس ، في أن تتم مراقبتهم من الحكومة بشكل إحصائي دقيق ، ومعرفة اهتماماتهم بشكل موسع ، كي تضيق عليهم حريتهم والتي كفلها لهم الدستور الكويتي فيما بعد .
البعض يعلق على الإحصائيات التي تظهر في قمة خيار – الريتويت – والتي يظهرها برنامجك كويت ريدر والسعودية ريدر هي سطحية جداً فما تعليقك على هذا ؟ ، وهل هذا صحيح ؟
لا ذنب لي إن كانت الاحصائيات التي يظهرها كويت ريدر او السعودية ريدر سطحية من ناحية المواضيع التي تتصدر في الريتويت والهاشتاق ، فهذه خيارات واهتمامات الناس من المواضيع ! والتطبيقان الآن يقدمان احصائية بدائية تقريباً ، وفيهما أربعة خيارات تظهر الأكثر : ريتويت ، خلال ساعة / ثلاث ساعات / ست ساعات ، ومثله الهاشتاق ، وكذلك الردود والصور .
ما الفائدة من جعلك لأحد الخيارات المتاحة في التطبيق للردود ؟ هل هي مهمة لهذه الدرجة ؟
دائماً ما أقول وأرى أن الحوارات التي في ردود المغردين على بعضهم البعض في تويتر هي أكثر قيمة من التغريدات المنفردة . لأن المعلومة لدينا تظهر من الردود في الحوارات والنقاشات وليست في التغريد ، فمثلاً قبل أيام تناقش أثنان من المغردين الكويتيين حول أمور سياسية عدة وشاهدتهم احدى القنوات ودعتهم لعمل مناظرة لديها ليستكملا النقاش أمام المشاهدين . أنا لو استطعت جمع الحوارات الجانبية للمغردين لاستطعت أن اصل لمحتوى مفيد . لأن أكثر التغريدات غير مفيدة ، والدليل على هذا هو ظهور حسابات متخصصة في الدعم ( الفولو والفولو باك ) والحسابات الأخرى التي لا فائدة منها ، وانا بدوري الغيت متابعتها من خلال السستم والنظام لدي في كويت ريدر والسعودية ريدر لأنها عادة لا تكتب أشياء ذات فائدة . فالكنز الحقيقي في تويتر هو الحوارات الجانبية وليست التغريدات ! ومن الممكن أن نخرج بنبض الشارع حينما نجمع الحوارات الجانبية في تويتر .
هل سيستمر كويت ريدر والسعودية ريدر فقط على هذه الخيارات ؟ أم أنه لديك المزيد من التطوير ؟
إلى الآن لم تر الناس سوى 10% من كامل الفكرة التي اريد تطبيقها واسير في انجازها بإذن الله . من ضمن أفكاري التي سأنفذها وأرفقها في كويت ريدر والسعودية ريدر هي : تقديمي لتقارير شهرية حول آراء الناس في شتى المجالات . ومن ضمن المفاجآت التي سأظهرها قريباً وعلى صفحات التطبيق الأولى هي تقارير خلال الساعة واليوم والأسبوع والشهر ، وهي عبارة عن جواب لسؤال معين ، بماذا يحدث ويشغل ويتصدر الآن لدى الناس ؟ . ويكون الجواب عليه بطرح السبب ومتى ولماذا ومن تفاعل معه ومن ساهم بانتشاره . وغيرها من الأفكار التي ستظهر فيما بعد وتكون مفاجأة سارة للمستخدمين .
وماذا عن إمكانيتك تقديم خدمات للمستثمرين في برامجك ؟
لدي من الأفكار الخدماتية والاستثمارية وهي أني : سأقدم احصائيات لأية جهة تطلب مني أرقاماً حول حساباتها أو موظفيها أو مشاريعها أو خدماتها . وحتى الإشاعات التي تُطلق عليها ! إن أرادت حصرها ومعرفتها وأسبابها .
كيف لك أن تعرف الإشاعات وتحصيها ؟
لدي نظام يقوم على إحصاء أعداد الإشاعات التي يُتهم بها أي أحد ، سواء كانت جهات حكومية أو شركات تجارية أو حتى الإشاعات التي تُطلق على أعضاء مجلس الأمة ، وأعرف من أين مصدرها الرئيسي ومن أثارها وساهم في انتشارها . ففي الانتخابات الماضية ظهرت اشاعات كثيرة جداً واستطعت احصائها ومعرفة مصدرها .
هل تعطينا مثال لإحدى الإشاعات ؟
كان أكثر شخص ظهرت عليه الإشاعات هو نائب سابق لم يخض الانتخابات الأخيرة ، وكان مُصدّري الاشاعات هم مغردين لديهم اعداد صغيرة من المتابعين ، لكن الإشاعة تنمو وتتصاعد وتنتشر حينما تصل للمغردين الكبار الذين لديهم متابعين كثر حينما يرسلونها لمتابعيهم فيصدقونها .
كيف تُخرج لمتابعي كويت ريدر / السعودية ريدر هذه الاحصائيات ؟
أقوم بمتابعة أكثر من 160 ألف مغرد من الكويت ومن السعودية . ولدي منهجية في انتقاء المتابعة لسستم كويت ريدر والسعودية ريدر وهي : عدم متابعتي للحسابات الخاملة التي لا تغرد ، والحسابات التي تكتب الادعية او المقولات والحكم ، والحسابات الاباحية ، والحسابات التي تتابع اعدادا كثيرة من المغردين كي تتم متابعتها ، وأتابع فقط الحسابات الحقيقية والفعّالة والمؤثرة .
هل باستطاعة أحد أن يقود الشارع في تويتر كما يقال ؟ من خلال توجيهه لرأي معين أو مطالب محددة ؟
باستطاعة كبار المغردين أن يقودوا الشارع إلى رأي معين ، لكنني في كويت ريدر والسعودية ريدر لا أسعى أن أزور الحقائق كي أقود أنا الرأي العام ، بإظهاري نتائج عالية للاهتمامات التي تناسبني ، ولكني أسعى أن أنقل النبض والرأي عبر الإحصائيات كما تأتي بالضبط ، دون تغيير عليها .
ما هي انطباعاتك عن المغردين الذين أنشأت لهم مشروعك ، والتي تقرأها كونك مُتابع ومتخصص ؟
المغردين في السعودية يوجد لديهم التزام صارم بالمشاركة بأي هاشتاق فعّال ، وما يساهم في ذلك هو وجود حساب سعودي يتابعه أكثر من 300 ألف مغرد ، وهو متخصص في نشر أحدث الهاشتاقات الفعّالة ، ولديهم مغردون شبان هم من يقودون الرأي وابراز المشاكل التي تخصهم في الشأن المحلي وليسوا كبار الشخصيات والكتاب كما لدينا في الكويت . السعودوين يمتازون بالتحدث بشكل جيد للغاية في الأمور الاجتماعية وفي الأعمال الخيرية ولديهم حملات فعالة في ذلك ، ومنها للمعاقين والفقراء والباحثين عن الوظائف .
وماذا عن الكويت؟
المغردون في الكويت يتحدثون بالسياسة كثيراً . فهم أثبتوا أنهم شعب سياسي للغاية ، ويتحدث بالسياسة كثيراً جداً .
هل سيكون لديك أيضاً ( إمارات ريدر ) ، رفقة كويت ريدر والسعودية ريدر كما تقول ؟
نعم لدي الآن ( مصر ريدر والامارات ريدر ) . وأقوم بتطويرهما وسيظهران قريباً في تويتر وفي تطبيق منفرد لكل منهما في الأب ستور ليتمكن مستخدمو الآي فون من تحميلهما ، وايضاً سيظهر فيما بعدهم ( عرب ريدر ) وهو الجامع الشامل للدول العربية في تويتر ، وهو المشروع الكبير بإذن الله .
ما هي أهم الأسباب التي تجعل ” التغريدة ” تنتشر وتتصدر في الإحصائيات بشكل عام ؟
أولاً عليك أن تعرف أن من لديه متابعون كثر إن كتب أية تغريدة فإنها ستنتشر بشكل جيد . لكن التغريدة المثيرة للجدل وإن غرّدها أي أحد من المغردين ، سواء من كان لديه متابعون كثر أو عدد قليل من المتابعين فإنها تخلق اثارة وصدى واسعا في تويتر ، وهي أحد أهم الأسباب في زيادة عدد المتابعين ، وبالمناسبة : فإن دعوات اغلاق الحسابات ( الريبورت سبام ) التي يشنها بعض المغردين على الحسابات التي يرون أنها تشتم فإنها ; لا تغلقها بل تساهم في استمرارها وتسهم في زيادة عدد متابعيها ! وهذا ما لحظته من خلال متابعتي لنتائج كويت ريدر والسعودية ريدر .
وماذا عن التغريدات ذات الطابع الديني ، هل هي المتصدرة دوماً ؟ من تعلق الناس بدينهم .
أحد أهم أسباب انتشار التغريدات الدينية دوماً هو أن من يكتبها يكون لديهم متابعون كثر ، وهم غالباً من الدعاة وشيوخ الدين . لكن المفاجأة الغريبة أنه أظهرت الإحصائيات أن رمضان الماضي لم يكن حافلا بالتغريدات الإيمانية الدينية ! وهو شهر الطاعة والخير ، بل طغى على التغريدات الدينية تحدث المغردين عن المسلسلات ، والتي أظهرت النتائج تصدر مسلسلي عمر وساهر الليل على غيرهما .
ماهي أسماء حسابات كويت ريدر والسعودية ريدر في برنامج التواصل الاجتماعي تويتر ؟ وما هي أسماء تطبيقاتهما في الآب ستور ؟
حساب كويت ريدر على تويتر : ( @KwReader ) . حساب سعودي ريدر على تويتر : ( @KSAreader ) . ومثل الاسمين هما أسماء التطبيقان في الآب ستور . أما حسابي الشخصي فهو : ( @Athbi ) . والإيميل : ( [email protected] ) .
ماذا تود أن تقول في النهاية للقراء ؟
أقول انه ما لا أريده في مشروعي كويت ريدر واخوته : هو ألا يطغى اسمي الشخصي عذبي المطيري على فكرة المشروع والتطبيقات التي نالت على رضا كثير من الناس والحمد لله ، كي لا يأتي يوم وأكتب رأيي الخاص في المواضيع السياسية أو أية مواضيع أخرى ويُحسب على المشروع لا علي أنا شخصياً . وما أوده هو أن يكون النجاح لفكرة المشروع وليس لاسمي الشخصي . وأحب أن أعتذر لمن لم أذكر أسمه من الداعمين لي ولكويت ريدر والسعودية ريدر لكثرهم . وأشكر كل من ساندني ولا زال يساندني ، وألف شكر لصحيفة ((سبر)) هذا الحوار .
أضف تعليق