كتاب سبر

المملكة في قلوبنا

عندما تطأ قدمك أرض الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وهي تتزين ليومها الوطني الثاني والثمانين تنبهر بمدى ما وصلت اليه هذه البقعة الصحراوية من تقدم في شتى المجالات. وتجعلك تتخيل كيف كانت حالة هذا البلد في السابق من خلال ما قرأته في كتب التاريخ عندما هاجر الملك عبدالعزيز ال سعود من الرياض وهو صغير الى دولة الكويت حتى اشتد عوده واصبح يافعا فقرر ان يعود الى مسقط رأسه مع مجموعة من رفاقه فاستطاع ان يستولي على الرياض وقام ببسط نفوذه على منطقة نجد ومن ثم تمددت سيطرته حتى وصل سواحل الخليج العربي شرقا ، واتجه غرباً ,ولم يرده الا ساحل البحر الأحمر ليضم أرض الحجاز مهد النبوة ومهبط الوحي ومقر الحرمين الشريفين وانطلق جنوبا إلى مناطق نجران وعسير وتهامة.
وبعد ان سيطر الملك عبدالعزيز رحمه الله على نجد والحجاز وباقي أجزاء المملكة, قام في 19 سبتمبر 1932 باصدار أمر ملكي بتوحيد بلاده, وخلال خمسة ايام اختار يوم الخميس الموافق 23 سبتمبر يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك اليوم والمملكة العربية السعودية تحتفل بيومها الوطني في كل عام لتواصل تقديم مراحل فاصلة في تطور المجتمع السعودي الحديث..فهذا اليوم يحمل رؤية خاصة ترتبط فيه خصوصية الذكرى بنمط الاحتفال وذكرى التوحيد الذي أرسى قواعده الملك المؤسس.
وواصلت المملكة العربية السعودية تطورها ونموها عبر القرون الماضية الا انها حققت طفرة غير مسبوقة من التطور الحضاري في عهد ملكها السادس خادمين الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود في جوانب عديدة ومختلفة.
ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمقاليد الحكم في اغسطس عام 2005, تعرضت المملكلة على المستوى المحلي لعدة محاولات ارهابية. وكذلك واجهت المنطة العربية عدة ثورات مازالت تعيشها حتى الان, كما اصابت الاسواق العالمية ازمات مالية وانتكاسات اقتصادية متتالية, الا ان مبادرات وخطوات المملكة الاصلاحية في الشأن السياسي والاقتصادي حصنتها وجعلتها تعيش حالة من الاستقرار وتحافظ على مكانتها كبلد من البلاد المهمه فى النواحى الإقتصاديه و السياسيه و الدينيه.
واضافة الى ما سبق من تطور, ازدهرت في عهد الملك عبدالله الثقافه وزاد الاهتمام بالعنصر البشري وكذلك التعليم حيث ارتفع عدد الجامعات من سبع الى حوالي ثلاثين جامعة وتم ابتعاث حوالي مائة وثمانين الف طالب وطالبة ليتلقوا تعليمهم فى اكبر جامعات العالم.
ونحن في دولة الكويت نحتفل بيوم المملكة كاحتفالهم به, فمحبة الشعب السعودي وقيادته في قلوبنا منذ القدم.فبدايتها حكاية سبقت احتضان المؤسس الى عهد ابنه الملك عبدالله, بحكم قواسم مشتركة عديدة تجمعنا .وفي هذا اليوم لابد وان نستذكر مواقفهم المشرفة والشجاعة معنا في الغزو العراقي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي حتى تحرير دولتنا.
والدليل على مدى اهتمام دولة الكويت بهذه المناسبة ومتانة العلاقة بين البلدين تم ارسال وفد يمثل وزارة الاعلام كنت أحد أفراده لعمل برنامج يوثق هذا اليوم ويوضح مدى التطور الذي وصلت اليه المملكة في ظل قيادة حكيمة استطاعت ان تكون قادرة على حسن إدارة كل مقومات الدولة لاستخلاص أسمى الاهداف ورسم أفضل الوسائل,وتنظيم المسيرة وتوجيهها لخير المواطنين في حاضرهم ومستقبلهم.
وفي النهاية رسالة من محب , فانه على الرغم من ما توصلت اليه المملكة من تطور وتقدم, الا انها ما زالت تحتاج الى مزيد من الاصلاحات حالها كحال بلدنا وجميع دول العالم وخاصة العربي , فالكمال لله سبحانه وتعالى, والاستمرار في العطاء والبناء سمة المجتمعات المتطورة, فنتمنى ألا نتوانا عن ذلك النهج.
وندعو الله ان يديم على بلادنا ودول الخليج والامتين العربية والاسلامية نعمة الامن والاستقرار والرخاء إنه سميع مجيب .
Email: [email protected]
Twitter: @Dr_Abdulaziz71

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.