كتاب سبر

نصاري الجيش الحر

قال تعالى: ” إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده”..
 المنصور من نصره الله والمخذول من خذله الله، ولن تخذل راية رفعت ب “مالنا غيرك يا الله”، ولن تخيب بندقية حملت بمتوكلٍ على الله، أو طلقةٌ أطلقت ب “الله أكبر” ولن يهزم جيشٌ أمهاته يلقمن الرصاص لبنادق أبنائهن، يدفعنهن للموت دفعا، حتى قال كوفي “أتان” يختم مهمته الفاشلة في الشام: رأيت نظاماً يقتل، وشعبا يريد أن يُقتل.
هذا هو جهاد أبناء الشام وإن شئت فقل متمشيا مع الإعلام ثوار سوريا، ها هو يدخل نصفه الثاني من عامه الثاني، يقدم الأرواح والمهج لتكون كلمة الله هي العليا.
إن مجاهدي الشام يقاتلون منفردين سوى الله، يقاتلون نظام البعث النصيري العلوي، ويقاتلون حكومة إيران الصفوية بسلاحها وجندها، ويقاتلون روسيا بخبراتها وأمريكا بمؤامراتها والحكومات العربية بتخذيلها وتخاذلها، ممن حق عليهم أن تكون كلمتهم هي السفلى.  
إن الدماء التي تجري غزيرة كل يوم منذ أكثر من عام ونصف، دون أن تريد التوقف، إنما هي الطهارة التي تحتاجها هذه الأرض الطاهرة ، لإزالة نجاسة البعث المغلظة، التي إلتصقت بهذه الأرض لأكثر من أربعة عقود، وهل يزيل النجاسة المغلظة إلا الجريان المستمر للماء الطاهر. 
لقد سرني قبل أيام أن رأيت إنشاء كتيبة نصرانية تعلن إنتماءها للجيش السوري الحر.. هكذا هي الشعوب تعيش متحدةً حينما تتخلص من قبضة حكوماتها العميلة، التي تعيش على إضعافها وإقتتالها.
من يريد أن يموت !؟ فالمسلم يريد أن يعيش ولا يقتل، والنصراني كذلك يريد أن يعيش ولا يقتل وكذلك اليهودي،وكل من بقي له نَفَسٌ يتردد في نفْسِه.
إن الإسلام عندما يقاتل، إنما يريد أن يَمنع القتل، وكذلك عندما يحارب يريد أن لا تكون هناك حرب.. إن الإسلام دين سلام وحرب، سلامٌ لمن يريد السلام،وحربٌ لمن يأبى إلا الحرب. 
إن ما يحدث في الشام، وما حدث قبله في تونس ومصر وليبيا، وما سيحدث كذلك بعده لأنظمة ترى بلدانها وشعوبها، شركاتٍ مقفلة لها، إنما هو من باب “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب” .. ونحن شعوبٌ قد تلبس فيها الخبيث بالطيب، ولبس فيهاالباطل الحق.  فأنظمةٌ روج لها إعلامها، ودعى لطاعتهامشايخ سلطةٍ ودعاةُ سوءٍ، وطنوا الطاعة المطلقة لها، واسترذلوا الشعوب بالدليل من الكتاب والسنة_وما من صاحب بدعةٍ ولا شبهةٍ الا وله دليل من الكتاب والسنة إن شاء_ وكتابٌ باعوا نفوسهم برخص أحبار أقلامهم، وكل من كان على شاكلة هؤلاء وهؤلاء، ممن يمتطي الحق وليس بصاحبه، لابد أن يميزه الله، ليكون الحق حقاً، والباطل باطلاً، ليتنزل النصر صافيا مستحقاً لأصحابه دون غيرهم من المتلبسين، ممن طالما رآهم العامة علماء، فإذا بهم اليوم عملاء، أو حسبهم دعاة خيرٍ أو كتاب خير، فإذا هم دعاةُ سوء وكتاب سوء، وامثالهم وامثال غيرهم…كل ذلك من معاني : “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب”.. أي فيما كنتم تعتقدون في هؤلاء، ثم بدا لكم بعد ذلك فيهم خلاف ما كنتم تعتقدون . 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.