من قتل بلابل وطني ؟!
الشعراء هم بلابل الوطن وصوت الشعب الذي يصدح في الأفاق ومرآة مجتمعهم وتاريخه المكتوب وإعلامه المسموع عبر التاريخ .
في وطني الكويت شعراء هم إعلامها ومرآتها في الماضي والحاضر ، ومن ملاحظاتي لشعراء الكويت وجدت أنهم دائما يعيشون الواقع المر من الظلم الذي وقع عليهم فصدعوا بما جادت بها قريحتهم الشعرية في وصف واقع المجتمع في زمانهم ووجدانهم مع اختلاف أزمانهم يتفقون جميعا على أمر واحد وهو ظلم السلطة والمجتمع والواقع الأليم ونذكر منهم الشاعر الكبير / فهد العسكر 1910-1950 م في قصيدته :
وطني و ما أقسى الحياة
به على الحر الأمين
قد كنت فردوس الدخيل
وجنة النذل الخؤون
لهفي على الأحرار فيك
وهم بأعماق السجون
ويقول :
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
وكذلك يقول الشاعر / فهد بورسلي 1918-1960 م في قصيدته :
الدار جارت ماعليها شافه
والحر فيها شايف ما عافه
ويقول :
دار لغير عيالها مشكورة
وإلا إبنها تلعن أبو أسلافه
دار يعيش إبها الغريب منعم
وتعيش فيها أم أحمد العجافة
وكذلك الشاعر / صالح النصرالله 1929-2004 م في قصيدته :
ياكويت بالمره على لاتعتبين
لانى بمنك ولانتى يكويت مني
ويقول :
من يوم فضلتى علينا البعيدين
صرتي عذاري بان منك التجنى
عيالك طردتينا وحنا المودين
وخذتى عيال غيرنا بالتبني
ويقول :
حنا غدينا من جناك محرومين
والاش بارضك داله وإمتهني
ويقول :
وإلا الغريب لو جاد وياك هالحين
عليك مايبرح يدور التجني
يبدي البشاشه ويظهر العطف واللين
ومن تحت ثوبه خنجر لك يسني
وكذلك الشاعر / أحمد العدواني 1923-1990 م في قصيدته :
ياسادة ! يا أربابي !!
قولوا لدعاة الحرية..
فليبتعدوا عني..
أنا ضد العتق
أنا مخلوق للرق
ويقول :
من يكفيني شر الأيام ؟
ويقيني ظلم الحكام ؟؟
ويقول :
مهما لاقيت من السيد ؟!
سأظل له عبدا
يهتك عرضي..
يسلخ جلدي
يطعنني بالخنجر..
ويقول :
منيت نفسك والأماني كلها
خدع، وما عند الأنام ذمام
ما دمت في الزمن الردئ فكل
من يهوى العلى فمصيره الإعدام
كما تلاحظ أخي القارئ بلابل وطني ينقلون الواقع المر الذي كانوا عليه في مجتمعهم مع اختلاف أزمانهم وكانت كلماتهم عبارة عن قراءة للمستقبل الذي نحن فيه الآن …. فهم بالفعل بلابل قتلت في زمن الظلم …. مع نبوغهم الشعري وكلماتهم البليغة لم يجدوا ما يستحقون من التكريم والتنعم بخيرات وطنهم ، فكيف بالإنسان البسيط الذي لم يقدم للوطن سوى حب دفين بين أضلاعه ، ونلاحظ أن تواتر المعاناة في قصائدهم التي تصف حال المجتمع الكويتي من 1910 إلى 2004 م فترة نقلها الإعلام الشعري الصادق لكلمات شعرية توجز ببلاغة الحال كريشة الفنان الذي يرسم بأصابعه صورة من واقع ما يرى ويسمع .
إلى من يهمه الأمر :
كفوا عن قتل بلابل وطني واسمعوا لهم فهم من يصدقكم القول وينقل لكم واقع مجتمعكم وينصح لكم بصدق ما تخفيه صدور الناس .
للتاريخ الشعري الكويتي كلمة يكتبها بلابل الوطن بحزن وأسى على تردي الحال .. فهل من سامع ؟!
أضف تعليق