مؤلم .. ذاك الشعور الذي ينتابك بتأنيب الضمير لخطأ لم تقترفه ولكنك شريكٌ فيه
محزن .. ذاك المنظر الذي يجعلك ترى انساناً يموت امامك وتقف عاجزاً عن علاجه
مبكي .. هذا الزمن الذي نرى الظلم ونعتاد عليه ولم نعد نشعر بكرامتنا .. فماذا بقي من آدميتنا في “أعناقهم”
بالأمس صاحت مقالاتنا نصرةً للشاب البدون المريض بالسرطان والذي نشرنا تفاصيل مشكلته طالبين له العون والعلاج.
وبعد مسلسل الايام المر والمؤلم يبتسم ذاك المقهور مرضاً ليرفع يده مودعاً الحياة ولا نعلم ماذا قال في آخر كلامته ولكنه أسلم الروح بعدما رآهم منشغلين في اقتناء ( أيفون 5 ).
قهر ان ينشغل المسئولون عن التكفل بعلاج من نهش السرطان جسده وليتهم يرون دموع امه طوال شهرين وكيف اعتكفت مفترشةً الطريق وابواب المساجد رافعةً يدها لله سائلته عفوه ورحمته فهي تعلم يقيناً ان ليس لها سواه،فهي لاتملك دفتراً اسود لترجح كفة نائب بالانتخابات ولا قناة تلفزيونية لتلمع ذاك الوزير على الشاشة
حتى ساحة الاراده .. لم يفترشوها من اجل انقاذ حياة شاب انكر المجتمع وجوده وجرده من انسانيته وجعله مجهول الحياة.
الارادة ليست لإنقاذ البشر .. الارادة لإنقاذ كرسي وحجز مقعد دائم ولا يهم ماهو دون ذلك بل ان كل القضايا تقف دون ضمان كراسيهم وحرير مقاعدهم.
“حميد عيد” يسألكم الرحمة فهو مكث شهرين بلا علاج بسبب مرض السرطان فلا دوله رعته ولا نائب “تكسب” بقضيته ولا تاجر تكفل بعلاجه .
بقي شهرين ينهشه المرض وكلنا نرى ولانستطيع فعل شيء .. واليوم امه تنهار ارضاً وصوت ارتطام جسدها الحزين هز الحجر .. باكية .. صارخة .. هذا ثاني ابنائي يرحل والى الله اشتكي واليه ابوح بقلة حيلتي وضعفي
كلنا مسئولون .. وكلنا متهمون بقتله .. وكلنا اشترك بظلمه
فالنائب الذي لاينتصر لحياة المظلوم .. لايستحق دعمك
والوزير الذي لايلتفت لصراخ امٌ تذرف دموعها سائلةً العون .. لايصلح شأنك
والتاجر الذي لايتقي الله في ماله وعباده .. لا تعطيه احترامك
اما المشكلة الاكبر فهي في ( شهرزاد )
فهي من تُغلق الباب وتختلي “به” وتقص عليه الحكايا وتسرد له الروايات ومن يعلم كيف تصورها له وكيف تنقلها
شهرزاد بالامس .. تنتظر الديك ليصيح ومعه يخرس لسانها
شهرزاد اليوم .. خنقت الديك فطال ليلها واستمر جشعها
شهرزاد تمد له الورد بيمينها .. وبيسارها تغرف من الاحجار الكريمة التي زينت عرشه
شهرزاد تُحرف كل الرسائل لتجل المعلوم في آخر السطر .. مجهول
لبست الحرير وترصعت بالالماس وهذا لايدل على ثرائها انما لتجعله يثق انها ليست وصولية ولا تجالسه من اجل مصلحتها.
تروي له ان من وراء الباب شعبٌ يضحك .. في حين ان ألسنتهم لم تعد تقوى الحديث .. ظلماً
تقول له ان رجلاً من المدينة عندما شبع .. ذهب لوالي المدينة المجاورة معظماً شأنه
وتقص له ان الزهد في البناء شيمة الكبار فعظماء التاريخ لايعالجون بمكان تعالج فيه الرعيّة وليس من العدل ان يتساوى الراعي والرعيه بالترف وطيب المعيشة
تُصور له .. ان حياة تلك الفئه المجهولة الهوية راحة وجنة وهم في البقاء فقط طامعون دون اوراق تُكرم نزلهم وحقوق تشعرهم انهم على الاقل .. بشر
ثم ختمت .. يامولاي ..
كلما احكمت اغلاق ابوابك الموصدة .. زاد حبهم لك وشوقهم إليك
خنقت الديك ..
فلم يعد ليومها نهاية ولا نقطه يقف معها سطرها .. وإنا الى الله وإنا اليه راجعون
إضاءة:
المشكلة ياسادة ليست في مجلس الامه
المشكلة يا أحبة ليست في مجلس الوزراء
المشكلة في تلك الأيادي التي خنقت الديك .. فطال ليل شهرزاد
آخر السطر:
على قولة فهيد
حلالاه من جوّد شهرزاد … ورضخها
دويع العجمي
@DHalajmi
أضف تعليق