كتاب سبر

صاح الديك

كئيبة ليالي الخريف ونحمدالله ان وقتها قصير فمعها تذبل اوراق الشجر وينعدم شذى الزهر ويصبح للرياح انين نسترجع معه كل صوتٍ حزين فيا شتاء عمرنا عجل ويا فصل الكآبة سارع بالرحيل .. ولكن
ماذا لو كُتب علينا ان نعيش الحياة بخريفٍ دائم ، فلا لون تزهو معه الحياة ولا شمس يشرق معها صباح ايامنا وتذبل طموحاتنا في واقع نكافح من اجل تغييره فتصدمنا ايادي الجشع والطمع وحينها نحيا “بدون” لون ونوضع على هوامش الصفحات ويطوينا النسيان وإنا الى ربنا سائلون
البدون .. كُتب عليهم ان يعيشوا على هامش الحياة
ليس لأنهم يريدون ذلك بل لأن إنسانيتنا انعدمت فحرمانهم التعليم وكيف نسمح لهم به وهم بالكاد “بشر” !!
يولد الابن فيُجهل نسبه .. فكيف له ان يولد مثلنا ونحن اعزنا الله بأوراقٍ مطبوعةٍ بحبر الغرور ومختومةٍ بطابع الكبرياء .. لا .. هو لايستحق شهادة ميلاد تُكرم آدميته .. ربما لأننا نستكثر عليه ان يكون “إنسانا” خلقه الله بأحسن تقويم .. فنعامله بأسوأ تصوير .. ولا نعلم هل سيحاسب يوم القيامة على انه مواطن بورق ام مسلمٌ بعمل .. فنحن اعمانا الغرور وقست قلوبنا حتى اصبحنا نتلذذ بدموع الاعزاء المحرومين !
يمرض الابن فتطوف امه سائلةً يد الرحمة ان يُعالجوا ابنها الوحيد
تفترش الارض .. تعانق ابواب المساجد .. تسأل اموال المحسنين .. وهي التي خلقها الله حُرّةً عزيزة ولكننا نذل المستضعفين وليتها تجد ثمن إهانة كرامتها على عتبات شموخنا الكاذب .. فبعد حين نجدها تمسح بمناديل الصبر دموع الحزن على رحيل ابنها المريض الذي ظلمناه بجشعنا وقتلناه بفئويتنا وإنا على حالنا لمحزونون.
وسط القهر .. ودموع الحزن تصرخ هذه الام صرخة الذل وماذا بقي لتذوقه فهي تجرعت سم الحياة من ايدينا ومع ذلك نحرمها الخروج في اعتصامها الحزين
خرجت تبكي .. ابني وُلد دون اثبات .. عاش دون تعليم .. حُرم العلاج .. فمات قهراً 
فمن يعوضني فلذة كبدي وزينة حياتي
فتجد الإجابة بألسنة المطاعات ودهس المدرعات والضرب الدامي من المقنعين
فتسقط ارضاً باكية .. رافعةً يدها لله مناجية .. اللهم انك اعلم بحالي وليس لي سواك فطيّب جراحي وهوّن آلامي وخذ حياتي ان كنت سأعيشها قهراً واجمعني مع ابني الذي رحل لوطن لايُسأل فيه عن اثباتٍ او ختم وارزقني داراً اعز من دار الغرور
سيدي العزيز .. تأمل .. قواعد اللعبة مع البدون تغيرت
الجيل الاول قنع بواقعه
الجيل الحالي يغير واقعه
فمن وُلد جده وابوه على هذه الارض ولم يعرفوا سواها .. لن يرضا بواقع الظلم وتهميش المصير ، حان دوره ليصنع قراره فهو لم يعرف غير هذا الوطن فكيف نستكثر عليه حتى الاوكسجين !!
يتأمل حياته فيجد ان ليس لديه مايخسره وماذا سيخسر اذا اعتصم وطالب بحقوقه
اما المطاعات والمدرعات فلا ضربها يثنيه ولا جراحها تدميه ، فقد ادماه الظلم الذي عاشه في بيوتٍ اشبه بالكهوف .. اساسها الحرمان وسقفها التهميش.
فالمواطنة اساس الوطنية .. والوطنية لايثبتها الدفتر الاسود .. وتأمل الماضي لتجد ان
من فجر وسرق كانوا يحملونه ومن استشهد فداء للوطن عاش “بدونه” .
ولنا من جميل الروايات التي عشقناها عبرٌ وحكم
كانوا يقولون الرجل على موضع مولده .. ينتسب وينتمي له فيصبح له وطن
سطر الرواية .. حكم
وحبر البداية .. عمل
طال ليل الحكايا .. وبزغ نور الفجر .. وصاح الديك
فيا مولاي .. دع “شهرزاد” تستريح .. وانظر عملك .. فالأبواب الموصدة لا تأتي بالحلول
إضاءة:
قالها هتلر وكررها دائما
إياك ان تحارب شخص .. ليس لديه مايخسره
ومنا .. لمن يهمه الامر
آخر السطر:
فهيد قرر كل جمعه يغدينا “سمچ”
عشان نصير من “عوال” بطنها .. كثر الله خيرك يافهيد
دويع العجمي
@DHalajmi

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.