الحياة هندسة تبدأ من قرار نتخذه ونمضي لتحقيقه فنبذل الاسباب ونسعى ونصافح لواهيب الأيام علّنا نجد ذواتنا التي ضاعت بين سقفٍ ورصيف.
إن حلّقت بأحلامك اصطدمت بالسقف وان مشيت بقرارك انزلقت من على الرصيف فتتحطم احلامك وقراراتك بسبب صلابة الاول وعناد الثاني.
تتأمل حياتك فتجدها لاتساوي شيئا في نظرهم
تلملم شتاتك فيأبون ان يروك .. افضل
يريدونك ان تبقى حيث انت ، فلا اصابعك تكتب نقدا .. ولا لسانك ينطق حرفا .. ولا عينك ترى الظلم
وعقلك الذي وهبك رب العباد يريدونه تابعا لأفكارهم التي يحاولون من خلالها اقناعك انك “عدم”.
سقفهم .. يجثم على مستقبلك فيحجب عنك نور الشمس
رصيفهم .. تنزلق معه كرامتك وما بقى من “شتاتك”
وعندما اشتد ساعدك وكبرت جنحانك اثقلوا صلابة سقفهم ونعومة رصيفهم تحسباً لثورة انسان يجاهد من اجل ان يحضى بمرتبة “البشر”
فإما ان تنتزع السقف لتحلق بأحلامك وتبني مستقبلك او تبني جسراً يصعد فوق رصيفٍ يضمر لك من الحقد كل قبحٍ وقبيح.
تأمل ..
مابين السقف والرصيف .. “حيطة”
تقف على الرصيف خاضعةً لأمره
تحمل السقف تكسباً لظله
ليس لها من امرها شيء .. وهي ليست ندك مع انها الاقرب لك فهي ما تُسند عليها ظهرك ومن تعلق عليها ساعتك لمعرفة وقتك وزمانك
حتى لوحتك التي تشع من جمال الالوان علّقتها بعد ان ثقبت “بالحيطة” مسمارك
نعم .. هي الاقرب لك وهي من تسمع انين آلامك وقهقهة ضحكاتك ولكنها تبقى .. “حيطة”
وبينها وبين الرصيف اساس ويربطها بالسقف عَمَد ، وليس من مصلحتها ان تجعلك تتسلقها لتتجاوز السقف وليس من واجباتها ان تحميك من الرصيف
اذاً .. هي ايضاً تبحث عن مصلحتها .. ومصلحتها ان تبقى هكذا .. “حيطة”
كان ذاك سقفهم الباهت وكان ذاك رصيفهم البالي
فماذا عني وعنك؟
لنجعل سقفنا اخلاقنا التي بها نسمو على الخلق ونرتدي من جميل الكلام أحسنه
ولنجعل رصيفنا ثقافتنا التي بها نحُج من اختلف معنا وننسج من فيضها روائع الفكر
وليكن إيماننا بأهدافنا وصدق نوايانا دافع للنجاح
ولاتعتقد بأن الله غافلٌ عمّا يصنعون ، فالأمم التي انتشت بالاخلاق ارتقت
والامم التي اكثرت الجدال ذُلّت
فليس من الحكمة ان نبادل إساءة سقفهم ورصيفهم .. بالإساءة
ولنعلم يقيناً ان الله يعز الانسان ان تحلى بالاخلاق وتسلح بإيمانه فيجعلانه بمرتبة الانبياء
ولنا من هدي رسولنا الكريم احسن المواعظ والعبر اذ قال:
“انما يبلغ الرجل بحسن خلقه مرتبة الصائم القائم في سبيل الله”
فاطمئن فلا ذاك الرصيف يستطيع اذلالك ولا ذاك السقف سيحطم احلامك
لانك اعتنقت ماهم عنه عاجزون ، فياسيدي انا وانت صافحنا جفاف الصيف وعانقنا برد الشتاء بينما هم فينا لايشعرون فمن يعيش اول العمر في غنى .. كيف له ان يدرك شقاء الناس وهو لم يكتسي بلباسهم
رسالتي لك .. وليست له
تقول العرب:
“الحكمة لاتولد بعقلٍ الا من شقاء”
فابتسم .. ولنأخذ نفساً عميقاً ونطرد مع زفيره فئويتهم وتضخم ارصدتهم فالحكمة ضالتنا بينما هم في ظلام الدنيا .. يتراقصون
اواهٌ على من يعيش بيننا وهو بشر ولكنه “بدون” .. جردوه من حقوقه وحتى من الحج منعوه
وسؤالي الذي يبكيني وتدمع عيني بسببه .. هل هم بذاك الحديث يعلمون
“وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا”
فعذراً اخواني بالدين .. سأعيد البحث في كتب الشريعة لأبحث عن سندٍ على اساسه منعوكم الحج في قرارٍ انتم فيه مكلفون ..
فياربي سامحنا ولاتؤاخذنا بما فعل اولو القرار منا وإننا براءٌ مما يصنعون
إضاءة:
حتى تصبح مثل “فيليكس” .. عليك ان تعيش بلا سقف وان تُحلّق فوق الرصيف
آخر السطر:
فهيد يشوف فيليكس ويقول:
“كبّر الله جوره وش موديه برا الارض .. كان رقى* ابو مكرم* وحذف نفسه من فوق”
*رقى : صعد
*ابومكرم : جبل في مليجه .. وشكراً
دويع العجمي
@DHalajmi
أضف تعليق