لم أسمع من وزير أو مسؤول حكومي في أي من حواراتهم بالدواوين و المجالس العامه أو حتى في مداخلاتهم التلفزيونية ما يشير إلى وجود إهتمام حقيقي بمفهوم العلاقات الآسيوية، كما أنني لم أرى من الدولة إهتماما يذكر بهذه الدول سوى من خلال الإعانات و المنح التي يقدمها الصندوق الكويتي للتنمية لبعض هذه الدول، بالإضافة للأخبار الموسمية عن إفتتاح لمدرسة هنا و مستشفى هناك بتبرع كريم من الحكومة الكويتية، لكننا تفاجأنا خلال الاسبوع الجاري بسماع الأشعار من المسؤولين عن أهمية التعاون الآسيوي المرتقب و شاهدنا المديح و الثناء و التطبيل من بعض المشاركين في “مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي” بضرورة التوجه نحو تفعيل مزيد من التعاون الآسيوي و كأنما نحن نكمل سلسلة ناجحه من حلقات التعاون لنصل بعد سنوات لإتحاد عالمي بقيادة الكويت! لن أدخل في تفاصيل هذا المؤتمر فهو بالنسبة لي فقط مثال إستهليت به مقالي هذا لا أكثر.
لو كنت مسؤولا حكوميا و سمعت عن طرح الكويت فكرة إستضافة هذا المؤتمر، لخجلت من نفسي و تسارعت بإبلاغ المعنيين بأن إقامتنا و إستضافتنا لهذا المؤتمر “فشله” نعم، “فشله” لأننا لم نرى واقعا ملموسا لأطر التعاون بين مؤسسات الدولة كخطوة أولى تجعلنا دولة حضارية يستقيم عندها أن نطمح لشيء أكبر نتباهى بقدرتنا على تحقيقه دون أن نسمع الضحكات الخافته من بعض الحضور على حالنا التعيس و على إرتفاع سقف أحلام العصافير لدى مسئولينا.
كيف لنا أن نفكر بموضوع الحوار الآسيوي و نحن قد افتقدنا للحوار الخليجي – الخليجي؟ بل و إن البعض جند الإعلام لضرب و تشويه سمعة الجار الأخ الصديق، كيف لنا أن نطمح برؤى لتعاون آسيوي و هناك بيننا من يشيع ثقافة الفرقه الخليجية؟ فالتعاون و الحوار لابد أن يكون منهجا متبعا لدى جميع حكومات دول الخليج و بين شعوبها أيضا.
إن إقامة المؤتمرات الدولية “السياسية” بالنسبة لي ماهي إلا فرصة لتنفيع الأحباب و شراء صكوك الولاء من المقربين من السلطة التنفيذية، أما باقي المؤتمرات التخصصية و المهنية البحته ذات النفع العام فانها لا تحظى بأي دعم يذكر لأن منافذ التنفيع فيها قليلة.
هل يستقيم لقاطع الأرحام أن يحاضر عن أهمية التواصل الأسري وسط تصفيق من الحضور (العالم بحاله)؟ إجابة السؤال .. “نعم” في حال كان المحاضر عربيا و الجمهور مسؤولين حكوميين! فهم إعتادوا على التصفيق عند نهاية كل جملة.
وعليه لابد لنا من وقفه جريئة لتحديد سبل تفعيل التعاون الخليجي – الخليجي و أن نضع خطة عملية تجعلنا لا نشعر بالغربة إذا ماتواجدنا ببلد خليجي، نحتاج لكسر الحاجز النفسي و أن يصبح لنا في كل بلد شقيق (أخ و صديق)، عندها فقط يمككنا الحديث بجدية عن تفعيل التعاون بيننا.
(تنشر بالتزامن مع الشرق القطرية)
Twitter: @abdulaziz_anjri
أضف تعليق