بعد أيام الحربان لم تعد الكرة مستديرة ولم يعد المستطيل أخضر ولم يعد مربعنا الذهبى متساوي الأضلاع ولا ذهبياً بعد أن قَطعت أوتار تلك الحنجرة الذهبية تذكرة الاعتزال ورحلت .
تعليق الحربان رحلة سياحية دع له فيها التعليق وتمتع ” بالماتش”,شاهد قطرات ندى النجيل الرطب واسمع بكاء المرمى بعد هدف ملغى مأسوف على وقته الضائع والمس خدود الكرة وداعب صلعتها واشتم دموع الحزن وتذوق دموع الفرح …دلع حواسك الخمس حتى اخر قطرة من نهر شوطى المباراة .
ذهب الحربان وأيامه وانطفأت من بعده شموع اعياد ميلاد حواسنا الخمس ليجيء زمان معلقيه نضرب من بعد شتاء تعليقهم البارد اخماس سبع “حوساتنا” بأسداس دوخاتنا السبع .تعليق معوى نعانى سكرات مغصه الذى يزيد الطين بلة ويزيد خسائرنا علة ..تعليق اقل ما يوصف به هو انه….لا تعليق !! .
الرياضة والسياسة أختان سياميتان فكلاهما له جسد له “حوار” بين فريقين يقام على ملعب على شرف مقام جمهور ومقال حكم . هذا هو موجز جسدى الرياضة والسياسة اما اخبارهما بالتفصيل فلابد ان يقدمها معلق ..ما أجمله ان كان حرباناً وما اقبحه ان كان ” حرباء ” !!
حرباء السياسة افسدت علينا متعة مشاهدة مبارياتنا الديموقراطية فلم نعد نبصر تمريرات الراى ولم نعد نصبر أمام ضربات رأس الراى الاخر ولم نعد نستمتع بمراوغات الوسائل ولم نعد نمارس متعة القفز عند احراز أهداف الغايات .!!
مع اننى حضرت ندوات جابر العلى والجهراء وساحة الارادة فاننى عند مشاهدتى لتعليقات حرباوات السياسة سواء فى الصحف او القنوات احسست ان حضورى وقتها كان ” مش على الخريطة” وأننى شاهد ما شافش حاجة” وتخيلت ان من حضر هناك هو انا ولكن مش انا !! ..فاى تطاول هذا الذى يتحدثون عنه وأى مساس هذا الذى يملئون به سطورهم ويحشون به برامجهم ويتباكون من هول منظره ويشهقون من سوء انقلابه !!
نحن فى جابر العلى والجهراء وفى ساحة الارادة نعلم يقيناً اننا والأسرة على مركب واحد وعندما ترتفع نبرة نصحنا فهذا فلأننا نعرف ان وراءنا تاريخ لا يرحم يأخذ كل سفينة فساد غصبا , ونحن نخلص بالنصح لأننا نحب اسرتنا ونعلم ان من الحب ما ” نقل” الصورة كما هى لا كما يحب هو وقومه من أهل ” الهوهوة ” .
نحن أحرار السياسة وخدام الوطن تشهد لنا حروف الخطب ومواقف الخطوب بأننا ” الظافرون ” بحقنا الدستورى ولن نخرج يوماً من اللحمة الوطنية ابدا َ .
من يرد من الحرباوات ان يعلق على مباراة سياسة فليعلق عليها بحسب مجرياتها فى ملعب الدستور ووفق صافرة تاريخ مشترك بين حكم وشعب لن يرتفع صفيرها يوماً إلا لأجل ” تفاؤل” بمستقبل وطن او ” ضربات جزاء ” من جنس الامل أو بداية شوط حق او نهاية شوط واجب ..
هى مباراة ودية لن يفسد قضيتها خلاف مصالح او يحرز اهدافها متسلسل تحت جنح الظلام !! .
رحم الله ايامك يا الحربان قد كنت تعرف يقينا ان الكويت تروح اسبانيا وكوريا تروح كوريا ..ولكن حرباوات السياسة لا زالوا الى الان يتساءلون : .إحنا وين رايحين !! …فهل يستحق هؤلاء شرف تعليق حلمنا الدستورى ؟! .
يا شعب الكويت الحر لكم ” المايك ” .
فالح بن حجري
@BIN_HEGRI
أضف تعليق