كتاب سبر

رسالة إلى الوالي

صفحةٌ بيضاء يسيل عليها دم القلم ليكتب حروفاً نصف بها ما جرى في مسيرة كرامة وطن، يصرخ القلم فتحتضنه السطور من رعب الكلمات وكآبة المنظر.
المشهد
 
مدرعات اصطفت لإرهاب شعبٍ أعزل
مطاعات صُرفت لتهميش رؤوس الرأي والحرية
جيش وحرس وقوات خاصة ومقنعون
في مواجهة شاب يبحث عن مستقبل وطن يريد ان يعيش فيه بكرامة
شيخٌ دفع سنوات عمره مهراً لتراب ارضٍ صانها وذاد بروحه عنها
عجوز ارتدت عباءتها السوداء التي شابهت بلونها يوماً عبوساً سيسجله التاريخ في صفحات الحزن
جميعهم ساروا على خطى الحق في التعبير عن كرامة وطن هاتفين باسمه صارخين بحبه فرد عليهم افراد القوات الخاصة بتحيةٍ أنذل منها
الشعب يصرخ .. سلمية سلمية
فترد القوات الخاصة بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع غير آبهةٍ بكرامة الناس وحرية التعبير
وليتها اكتفت .. بل زادت الليل ظلاماً وحزناً وامطرتهم بالرصاص المطاطي وضرب المطاعات ولم تُفرق في ذلك بين شابٍ وفتاة
وشيخٍ وعجوز
وطفلٍ شاب رأسه من هول ما شاهد
هل هذا بلد الحريات ؟
هل هذه الديمقراطية ؟
يُهان الشباب ويُعتقل من اجل انتفاضته وغيرته على وطنه !
يُضرب الناس وتُلفق لهم التهم والتي حفظناها عن ظهر قلب لانها معلبة وجاهزة وتُلصق على كل من ينادي بكرامة وطن ؟
ماذا بقي بعد لنراه !
رسالة الى صاحب الحكمة:
 
الى من بيده وأد فتنة ستمزق شعباً حراً وتُحرق وطناً تلاعب به اصحاب النفوذ والبشوت
لاتصدق من يُصَوّر لك ان اوضاعنا راحةٌ وحرير
لاتسمع من يقول لك ان من نزل للشارع اصحاب فوضى وغوغائيون
سيدي الوالي .. إننا امانةٌ في رقبتك والقرار بيدك فعندما تجد ان ثمانية وثلاثين عضواً من المجلس الماضي يقاطع الانتخابات وتشاركهم في ذلك التيارات السياسية على مختلف توجهاتها والحركات الشبابية والنقابات العمالية يقاطعونها ترشحاً وتصويتاً وينزل عددٌ لم تسجله الكويت في تاريخها متظاهراً سلمياً رافضاً تعديل آلية التصويت فهذا يجعلنا نتساءل:
من الذي سيترشح ويشارك ؟
فمن غير المعقول ان يكون كل هؤلاء على خطأ كما انه من غير المعقول ان يمارس القمع والترهيب ضدهم.
بقلوبٍ محبة آملة ان تجد الإجابة في رسالةٍ نبعثها لربان السفينة
نسألك الرحمة والرفق فالعدل اساس الملك ومتى مابسط نفوذه في قلوب الشعب ازدهرت الدولة
فمن خرج في مسيرة كرامة وطن لم يكن ليمس ذاتك بل ليرفض تهميش رأيه وعزله من المشاركة في صناعة القرار.
تبقى ياسيدي في قلوبنا جميعاً .. وتبقى الاسرة في روح كل محب لهذا الوطن
ومن يزرع الحب .. يحصده
أما بعد ،،
ونسطرها في غير موضعها فالكلمات تعجز عن التعبير
انها رأس فتنةٍ ووأدُها بقرارٍ حكيم حتى لايضرب الاخ اخاه ولا يُقمع الرأي في بلد الحريات
وليس من الخطأ تصحيح القرار بقرارٍ آخر فهذا هو الخليفة عمر بن الخطاب قالها جهراً امام الناس
( أصابت امرأة وأخطأ عمر )
وهذا هو عمر بن عبدالعزيز يتراجع عن قراره بديمومة الوزراء بمناصبهم لان شعبه اراد ذلك
فجميعهم يعلم ان القرار الذي لايرضاه الشعب .. يسقط
والمسيرة هي بداية ولن ينتهي الأمر عندها فالقادم لن يكون افضل ان استمر الوضع على ماهو عليه
والحل .. نظرةٌ صائبة وقرارٌ حكيم في اعادة الأمور لنصابها والبقاء على ماكان
هكذا نُشرق معاً .. هكذا يزدهر الوطن
في وسط الظلام .. شمعة
رغم الاحداث المؤلمة لكن مشهد الشيعي والسني والحضري والبدوي متكاتفين والهدف كرامة وطن يجعلنا نبتسم رغم الدموع
وباقة ورد لكل اخواني الذين ساروا في طريق الحق وقبلة على جبين محمد الوشيحي الذي أثبت معنى ان يكون الاعلام رسالة.
إضاءة:
كل الدول التي مر عليها الربيع العربي كانت بداية مطالبهم الإصلاح
وعندما قوبلوا بالقمع .. ارتفع سقف المطالب
آخر السطر:
شفت يافهيد .. اجل يقول يبي يتطوع لضرب الشعب في المسيرة السلمية
بس ذكّرني .. هو ليه ماصافح العود !
@DHalajmi – دويع العجمي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.