عيدنا يبدأ وينتهي بواتساب
دويع العجمي
جميلة صباحات العيد التي تشرق مع صوت الحجاج الملبين وخطوات المصلين المهللين بصلاة العيد وكل منا ارتدى الجديد فرحاً بقدوم يومٍ نسأل الله ان يعيده علينا بالخير والاجر العظيم.
تزور الاقارب وتعايد الجيران وتصل البعيد الذي ابعدته ظروف الحياة ومشاغلها في يومٍ له قداسة تجديد النفس وتهذيبها واعادة الحسابات في الوصل وصلة الرحم.. وأقل الوصل اتصال ينهمر معه شلال الحب والتهنئة لمن لم نستطع زيارته وللصوت وهمسه وقع في قلب المتلقي قبل اذنه.
ولكن اليوم ومع زمن السرعة تغير كل شيء فعيدنا يبدأ وينتهي برسالة معلبة وجاهزة نكتب بها التهنئة ونختمها بأسمائنا ونرسلها لجميع من في القائمة ليس لها طعم ولا لون ولاحتى رائحة، فمشاعرنا اصبحت باردة لا حرارة فيها في يومٍ لايتكرر إلا كل عام مرة، وكأننا بخسنا حقه ولم نعد نشعر بقيمته.
في نهار العيد نستقبل عشرات الرسائل “بالواتساب” شبيهة بوجبات “الفاست فود” يتم تحضيرها مسبقاً وارسالها فور الطلب ولا نعلم هل من الضروري أن نرد عليها، كما إنني لا اعتقد أن من أرسلها يهمه أن يتلقى جواب تهنئته المعلبة والجاهزة !!
اختلفت أوضاعنا وأفقدنا العيد طعمه الذي عرفناه، ونحن صغار قبل ثورة التكنولوجيا التي قرّبت البعيد وابعدت القريب ولأن الصديق والقريب والزميل يستحق أن نلتقيه بالعيد ونصله، فإن أقل الإيمان إن لم نستطع اتصال يفوح منه مشاعرنا التي تستبشر بالعيد وتفرح بقدومه.
ومع ذلك.. فأنا أعلم يقينًا إننا لن نستطيع تغيير هذه العادة “الواتسابية” في التهنئة والوصل المعلّب، لأنني رغم حسرتي وحزني على مشاعرنا التي اصبحت تُرسل مجانية، إلا انني أيضًا ممن سلكوا ذات الطريق، ولكن أعطيت المتلقي حقه ودونت اسمه لأضفي نوعًا من الخصوصية على الرسالة والتهنئة، وهذا أقل الاجتهاد ولكنها بلا شك.. ليست الحل الامثل.
نحتاج إلى إعادة تأهيل في تواصلنا وتهنئتنا بالعيد والمناسبات المهمه، وزرع ثقافة حرارة الوصل فإن به بركة بالعمر والرزق.. وهذا يتطلّب منّا وقفة جادة وتقييم صادق للمشهد واتخاذ قرار صائب يعطي للعيد بهجته ويرسم الابتسامة على سماء يومٍ كتب لنا الله ان نعيشه ونحيى به.
مقتطف:
إلى كل قرّاء سبر عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير واسأل الله العلي العظيم ان يعوده علينا وعليكم بالخير والثواب والعمل الصالح
إضاءة:
رغم مرور 14 عام على رحيله إلاّ انه وفي كل عيد يرافقنا ونستشعر وجوده
والدي الغالي .. اسأل الله ان يتغمدك بفسيح جناته ويغفر لك
آخر السطر:
طبيعي يافهيد بتروح “هناك” .. ثاني العيد يبدى المزاين
شدوا حيلكم ياعوال
دويع العجمي
@DHalajmi
أضف تعليق