رحل الصيف ودخل فصل الخريف الذي معه تتساقط اوراق الشجر بعد ان تذبل وتفقد لونها مودعةً ذاك الغصن راضيةً بما كتب عليها وما اشبه خريف عمرها بخريف حياتنا فما نمر به خطف الواننا وجعلنا تائهين لا نعرف اين نحن ذاهبون فلا بوصلة تستطيع تحديد الاتجاه ولا شراع نفرده فنستفيد من سفر الرياح .. حتى بتنا نسأل الى اين نحن ماضون؟
الشعب الذي يكثر فيه الجدل ويُعتقل شبابه لمجرد تعبيره عن رأيه وتُقمع حرية الصحف لمخالفتها رأي ذوي البشوت والنفوذ هي من علامات سقوط الدول.
ضف عليها تخوين الاحرار وتمجيد الاشرار وتهميش الاخيار حتى من بيده الحكمة يفقد حياديته ويصطف لترجيح كفة الاقربون ويستمع بأذن التاجر وعينه فتغيب عنه حقيقة شقاء شعبٍ كُتب عليه ان يناضل ولا ينال .. وهنا علينا ان ندق ناقوس الخطر.
سقطت الدولة الاموية فقال حكيمها باكياً “امورٌ صغار سلمناها لكبار وامورٌ كبار سلمناها لصغار فضعنا بين افراطٍ وتفريط”،بل وزاد عليها متحسراً “قربنا العدو طمعاً في كسب وده وبعّدنا الصديق ضامنين ولاءه ، فنالنا غدر الاول وخسرنا انتماء الثاني”.
هكذا سقطت دولتهم عندما خوّنوا الصديق ضامنين انتماءه فخسروه وقربّوا العدو طمعاً في كسب ولائه وعندما وصل لمبتغاه كان اول الخائنين .. ولنا من التاريخ حكمةٌ وعبر.
فالأمة التي تُعزل عن المشاركة في صناعة القرار تعم بها الفوضى.
والشباب الذي يُعتقل لمجرد تعبيره عن رأيه تولد عنده بذرة التمرد والانتقام.
وحالنا اليوم لايسر العدو قبل الصديق فلا يعقل ان تتم احالة رئيس تحرير جريدة عالم اليوم الاستاذ عبدالحميد الدعاس لأنه نشر بيان الاغلبية والتحقيق مع مذيع لانه تلاه في نشرةٍ اخبارية .. فمنذ متى اصبح ناقل الكفر بكافر ؟
والمحزن احالة فريق برنامج “مسيان” للتحقيق لعرضهم حلقة دافعوا من خلالها عن قضية البدون !!
وكأن هذه الفئة محرٌم الاقتراب من قضاياها ومناقشة حقوقهم المسلوبة التي يعيشون بيننا وهم على هامش الحياة حتى بات حالهم اشبه بحال البشر !
فاليوم قواعد اللعبة تغيرت فالقمع والترهيب الاعلامي لن يجدي نفعاً في عالم تويتر والتواصل الاجتماعي والذي بـ 140 حرف فقط استطاع حساب مجهول ان يتلاعب بتنظيم القوات الخاصة ويجعلهم يتعسكرون عند “برج أحمد” ليصيبهم بمقتل بتغريدة اخرى لتتغير مجريات الاحداث ويكسب الشعب المباراة في الوقت بدل الضائع
مالذي يحصل !
من المسئول ؟
اين الحكمة ؟
مؤشرات الاحداث تشير الى ان اسس الدولة آيلة للسقوط فنظرة واحدة بالتاريخ نجد ان حالنا لم يختلف عن حال سقوط الدول والامم السابقة.
فالدولة العباسية قمعت صوت معارضيها فأصبحت على خرابها لان قمع الآراء لايجلب سوى المذلة والجهل
فالمبدأ القائل علينا مخاصمة الفكرة لا المفكر .. شوّهناه وبدلناه ليصبح لزاماً علينا ان نخاصم الفكرة والمفكر بل وان نطعن بذمته وصدقه وان لزم الامر عرضه وشرفه.
حتى الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية .. تغير مع مستشاري البلاط الرخامي ليصبح الاختلاف سبيلك الى السجن في تهمٍ وقضايا معلبة وجاهزة.
علينا ان نعيد ترميم الصدع وتقوية اسس الدولة فالحل بدأ من اسفل فمتى يأتي من اعلى ؟
خسرتم محبة الشعب فلا تخسروا احترامه فلم يعد بالقلوب نبضٌ يدرأ نزف الجراح.
فما نحتاجه هو نظرةٌ ثاقبة وقرارٌ حكيم ومصافحة ودٍ ومحبة تعيد الثقة لتلك القلوب التي لم تنبض يوماً بحقدٍ او كراهية.
فالطاولة التي تجمع الاسرة الواحدة في حوارٍ نصل معه للحلول هي ما يُطفئ نار فتنةٍ ان اشتعلت لن تُبقي فينا احد يلتمس من الغد فجرٌ جديد .
إضاءة:
جريدة الوطن نشرت “متعمدة” صورة راكان بن سحمان بن حثلين على انه هو من ترشح للإنتخابات مع العلم اني ابلغتهم شخصياً وقبل نشرهم الخبر ان من ترشح للإنتخابات هو راكان بن حزام بن حثلين .. فإلى متى تخلطون الاوراق ؟!
قلناها لكم : مليجه خط احمر
آخر السطر:
معاك حق يافهيد .. القانون سيطبق “بحوافيره”
دويع العجمي
@DHalajmi
أضف تعليق