من الواضح جدا أن السلطة بدأت تشعر بالمأزق الذي وضعت نفسها فيه بعد نجاح المقاطعة، فقد كانت تراهن على إمكانية إفشالها عبر الضغط على الكثير من الشخصيات ذات الوزن المعتبر في الساحة السياسة كي تعلن المشاركة في الترشح، لكن هذا الضغط لم يثمر شيئا، لذلك حاولوا تغطية فشلهم بدفع أعداد كبيرة من الفئة التي “لم تكن شيئا مذكورا” إلى الساحة السياسية للترشح بطريقة واضح أنها مصطنعة لزيادة الأرقام وليست حقيقية، فضلا عن استعمال الطرق المشبوهة -كما يشاع- لإغراء البعض بالترشح!
رغم هذه المحاولة المكشوفة لتغطية الفشل إلا أنهم يدركون تماما أنه لا يمكن أن تنطلي هذه الحركات الإعلامية على أبسط المراقبين للوضع، لذلك سوف يبذلون جهدا كبيرا في إنجاح رهانهم الأخير والذي يتمثل في رفع نسبة المشاركة، وذلك بِحَثّ الناس على التصويت، كنوع من حفظ ماء الوجه والإيحاء بأن الإجراءات الأخيرة للسلطة، التي تكرس نهج التفرد والتسلط والعنف هي محل إعجاب وثقة عند نسبة كبيرة من أبناء الكويت !
المخيف في محاولة السلطة النجاح في رهانها الأخير أنها قد تستعمل الأسلحة “المحرمة وطنيا” وذلك عبر ترويج البعبع الطائفي، وإثارة مخاوف كل طائفة من الأخرى، فمن المتوقع أن تشهد الانتخابات إقبالا كبيرا على التصويت من قبل المواطنين الشيعة، باعتبار أن غالبية المكون الشيعي في المجتمع له موقف سلبي من الحراك الأخير، وسينعكس هذا الموقف على المشاركة بقوة في الانتخابات، وهنا تبدأ اللعبة الخطرة، حيث سيتم استدعاء المخاوف الطائفية عند السنة بسبب الإقبال الشيعي الكثيف، واستعمال هذه المخاوف كمحفز على المشاركة في التصويت ليس من منطلق وطني، وإنما من منطلق طائفي مقيت، يعزز الانقسام في المجتمع، فالسلطة عندنا -كما هو معروف ومشاهد- لا تستمد قوتها من إنجازاتها، وإنما تستمد قوتها من إضعاف المجتمع!
التاريخ والواقع يشهدان بأن السلطة هي أفضل من يتقن اللعب على تناقضات الشعب، وذلك لترسيخ الواقع السيء الذي تصنعه ولتمرير مشاريعها الخطيرة، لذلك من الضروري كشف مثل هذه الألاعيب المدمرة، وعدم الانجرار وراءها، والتأكيد على أن المجلس القادم لا يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا أيا كانت مخرجاته، فالواجب اليوم سد الطريق أمام أي محاولات تأجيج طائفية هدفها ستر العورة السياسية !
والله يستر ..
al_snd@
أضف تعليق