عندما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام لغزوة حنين وكان معه بعض الصحابة الذين أسلموا في فتح مكة -ولم تكن هناك مدة زمنية كافية بين فتح مكة وغزوة حنين لتنقيتهم كليًّا من بعض شوائب الجاهليّة-مرّوا على شجرة لليهود ينوطون بها أسلحتهم ليتبرّكوا فيها…فقال بعض الصحابة :اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام :”الله أكبر…قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}”.
لو نظرنا لفعل الرسول عليه الصلاة والسلام من منظور النبل والشهامة والصدق…لقلنا بأنه عليه الصلاة والسلام جسّد في فعله هذا أرقى صور الإصلاح الحقيقي…لأنه عليه الصلاة والسلام بادر على الفور بإصلاح صفوفه من الداخل ولم يتردد في الإصلاح ونقد الصحابة مخافة أن يتركوه ولم ينتظر حتى تنتهي المعركة ليتقوّى بهم ثم يوجهم نحو الأفضل…لأنه عليه الصلاة والسلام يدعو الناس لما فيه خيرهم لا لما فيه مصالحه الشخصية…؟!!
وهكذا كل مصلح يريد الإصلاح الحقيقي ويريد الخير للناس سواء كان فرداً أو جماعةً لا تكون صادقة في مطالب الإصلاح إلا إذا صدقت مع نفسها ونقدت نفسها وعملت على تطهير صفوفها من (المنحطّين) (أخلاقيًّا) و(فكريًّا)…فلا يقبل من الجماعة التي انبرت للدفاع عن كرامة المواطن أن تسكت وترضى وتثني على شخص عرف القاصي والداني انحرافه الخلقي وتنقله في أماكن الفساد مخافة أن تفقده وتفقد من وراه متابعينه في تويتر…!!
ولا يقبل من جماعة انبرت للدفاع عن كرامة المواطن أن تسكت وتثني على كاتبة غير صافية (فكريًّا)…وتدافع عن شبيتها بدريّة البشر وتصف من يؤيّد منعها من دخول الكويت بالظلاميّين…!!
فلابد أن تتطهر الصفوف لتتوحد الرؤى والغايات وحتى لا تكون الجماعة كغيرها من الجماعات التي سعت وتوحّدت من أجل هدف وعندما وصلت إليه اختلفت وتقاتلت فيما بينها لأنها لم تطهّر صفوفها منذ بداية حراكها…؟!!
فالكثرة ليست ممدحة إذا كانت مليئة بهذه الأصناف…والقلّة الصافية خير من الكثرة المكدّرة…!!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y
أضف تعليق