عظم الله أجرنا بوفاة الحرية وعجّل الله فرج العدالة والمساواة وأدام الله علينا نعمة الشهيق ونقمة الزفير وبّدل الله حسرة التصفيق تأففاً وخدمة التصفيق نفاقاً فكلاهما وجهان لعملة السكون وعدم الإيمان بالتغيير فياعقارب الساعة توقفي فنحن خليجٌ نجح في الحكم على النيات و المؤبد على الأبيات واغتصبنا شرف الحريات وقريباً جداً سننجح في الحكم على فضفضة الذات ومايدور في خلد الإنسان .. ولاعجب.
في محاكم العدل نستقبل العزاء في شرف الحرية التي انتهك ستارها وماتت بسيف الانتقائية فقتلها صديقي “بوعسم” بكفالة بلغت ألف دينار لأنه فقط عاشها متصوراً أنها ملاذ الآمنين ويسمعها ذوو الأبراج العاجية والقصور التي تستمتع بغداء العائلة وما كان يعلم أن الحرية عندنا شكلية تنافس قطع الأثاث المنزلية كونها ديكورا لنقول لعمتنا أمريكا أننا بلد حرية الرأي والتعبير فأصبحنا ضحية موهبتنا بالقراءة اولاً والكتابة ثانياً وليتنا كنا كالشباب السخيف الذي جل همه سماع أغنية ومتابعة أخبار الفنانين وتركنا ابن خلدون ومقدمته التي جعلتنا نعلم يقيناً ان اولى خطوات الإصلاح هي الفوضى .. ولا عجب.
هنا المحكمة .. هنا يعاقب كل من كتب مئة وأربعين حرفاً ويُترك من تضخم حسابه بالملايين ، هنا التنويع بمصادر الدخل والاعتماد على كفالات المغردين ، هنا قاعات حجز التذاكر للمساجين ، هنا اولى خطوات التنمية بتوسعة السجون وإهمال الجامعات والمثقفين ، هنا توزيع الأكفان على كل شريف وتدريب الكلاب على ارتداء البشوت ، هنا تأييد “مسلم البراك” انقلاب على النظام ومناصرة قضية د.عبيد الوسمي إخلال بالأمن العام ، هنا التحقيق مع د.حاكم المطيري على مقال نشره قبل عشرة أعوام ، هنا ينتفض الشعب كرامةً فتنتفض السلطة بالمطاعات .. ولا عجب
رحم الله الزير سالم الذي قال “لن يهنأ لي نوم إلا باقتصاص الحق” ولو كان بيننا الآن لوجدناه يردد “الأيقونة” الشهيرة “ياخوي ماكلين وشاربين” ناسياً أن الكرامة هي زاد الأحرار وحياة الذل لايرتضيها إلا القطيع ، عذراً بني تغلب حربكم ليست كحربنا فأنتم اشتعلت حربكم من أجل ناقة ونحن اشتعلت حربنا من أجل كرامة .. وليست أي كرامة .. بل كرامة وطن.
هذا الوطن الذي أصبح فيه “البدون” بقايا بشر يعيشون فقط لتنفس الأكسجن وصُنّف به المواطنون على حسب مناطقهم عملاً بالمبدأ ” أخبرني أين تسكن .. أخبرك من أنت” فتجد مواطنا بمرتبة الدم الأزرق ومواطنا جرادة وآخر لفو فهم متفاوتون بالحقوق ومتساوون بالواجبات وعلقنا شعارنا على أبواب الوطن ( بالكفالات نبنيها ) .. وهذه قمة العجب
إضاءة:
أعطني إعلاماً غبياً .. أعطيك شعباً فاشلاً
ومنا لمن يهمه الأمر
آخر السطر:
الوضع يافهيد .. نفس الأبجورة .. بس غيرنا اللمبة
يعني في “حكينا” .. “سعيد اخو مبارك”
دويع العجمي
@dhmalajmi
أضف تعليق