كتاب سبر

دموع الكهولة في سوريا

سقطت دمعته وقد كان متجلداً طوال العقود السبعة التي نهشت في جسده فبددت كل حيوية،ولم تعد لقوته هوية!  سقطت عبر تجاعيد الزمن لتتكسر بين نتوئها ، وكأن كل شيء في حياته قد تناقص ولم يعد كما كان، حتى الدموع التي جففها وجهد لسترها، بكى وهو يدافع تقاسيم وجهه حتى لا يشعر من حوله من أطفال ونساء نزحوا وقد تفرق الرجال بين شهيد ومجاهد، يشيح بوجهه حتى لا تهتز صورته أمامهم! ولسان حاله يطلق عبارات في كهفه الداخلي : أنا من يحميهم ! ليرتد صداه : بل هم من يحملونك ويراعونك.
هذا الصراع الذي خلفه حزب البعث اللعين، قد 
قتل الطفولة لتسحق على إثرها الكهولة!
كم طمع بسيادة ووقار ومكانة واستقرار، كم تمسك بآخر خيوطه قبل الممات ، فهو الخبرة والسنون وهو المرجع والمشير ، وهو ..وهو.. لم تعد لحياته قيمة ، كما يشعر ، تضاعفت مشاعره  السوداء على صدره وزاد الحمل على كاهله فوق أحماله! حتى ألقته أرضاً وكأنه يدعي حملاً لها وهي في الواقع قد شلت حركته ، فدهسته ، وهو صامت يتصنع اللامبالاه والجلد،  تحت أقدام المحنة يئن بلا صوت، ويبكي بلا تعابير ، جمدها باسم الانزواء والتدبير ، ولا حول له ولا قوة إلا بالله العلي القدير .. لا يصبره سوى قوله :حسبي الله ونعم الوكيل ، ليطلق دعوات نحو السماء قد زادت قوتها من ضعفه واكتسبت مضنة الإجابة من سوء حاله !.
يا رحمن يا رحيم .. نصرك وتوفيقك لعبادك .. يا الله .. قد ضجت المعاناة في صدر الكهول حتى حارت بعد رجاحتهم العقول ، اللهم فانتصر .
يا الله تعلم أنهم قد عافوا الشعارات كلها وتمسكوا بقولهم: ( مالنا غيرك يا الله) فلا تردهم خائبين، غير خزايا ولا محرومين .
يا الله أنت القاهر وأنت القادر ، فاقصم يا جبار كل غادر ، وألطف بعبادك يا الله .
@humod2020

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.