حالتنا السياسية الراهنة فيها لكل مقال صحفى مقام لا يقبل القسمة على “رأيين ” . فنحن فى ظل صمت التواصل المباشر بيننا وبين حكومتنا وحركاتنا السياسة نعتبر بامتياز بلد المانشيتات والمقالات السياسية التى نأخذ منها العلم ونقطه بحر ليغرق فى حبر تحليلنا.
هنا لا ناطق يعتد به سواء للحكومة او للحركات السياسية وأخبار طقوس التوجهات نستقيها من نشرة مقالات ومانشيتات الصحف التى نعصر سطورها حتى اخر نقطة حرف توجه لنا أو علينا !! ويبقى السؤال هل وضعنا هذا طبيعى فى بلد ديموقراطى بلغ اشده الاربعينى فى الوقت الذى ما زالت مؤسساته المدنية مراهقة ومرهقة أيضاً لمن يتابعها ؟!! لا يا سيدى ولكن خلك طبيعى وابتسم فأنت فى الكويت البلد التى تمارس فيه الديموقراطية يدويا وبدون تكنولوجيا الهيئات السياسية و مؤسسات المجتمع المدنى والتى حتى وان وجدت على الورق فهى تلعب السياسة فى ميدان سباق خيول كلها وضعت قبل عربة الدستور !! ..انا قلت ابتسم وما قلت لك تضحك !! الله يسامحك احترم مشاعرنا على الاقل يا اخى !!
مقال الاستاذ مبارك الدويلة الاخير فى القبس هو دليل على ماسبق وهو فى مجمله بيان نعى لمرحلة رحلت ودعوة لزفاف مرحلة جديدة , هذا واقع نسمع وقع خطواته من بعيد وننتظره بمشاعر غير سعيدة ولكنها تاريخيا اخت توأم مبارك لمرحلة لا تنسى .مرحلة حاول بها الشباب مسك عصا الحراك من النصوص الدستورية فكادوا ان يفرقوا بعصا نصوصهم بحر واقع انتخابى ميت حاول عبثا انتحال شخصية الديموقراطية لولا ان امواج تسونامى الواقع المحلى والاقليمى والدولى فرضت نفسها فرضاً على السُّنة الديموقراطية المؤكدة !! .
ارى شباب الحراك شعاراً لمرحلة دستورية قادمة مكتوبة على جبين الديموقراطية لا محالة , ولكن ان طاعتك “الازمات ” ولا طيعها والآن كما قال الدويلة لابد من فصل قطبى الحراك (الشباب + الاغلبية ) ليتحرك كل منهما فى ما يحسنه.
الاغلبيه تقود مفاوضات مع الحكومة للتوصل لحل وسط يقطف عنب المشاركة السياسية ولا يقتل ناطور الحقوق الدستورية بشرط اسقاط فواتير الملاحقات والقضايا عن كاهل الشباب فأزالت الانقاض عن مستقبلهم مطلوبة قبل البدء فى بناء مرحلة جديدة .
وعلى شباب الحراك ان يستخلصوا الدروس من المرحلة الراحلة فكل “مرحلة ” بتعلومة والسياسة عموما ليست مباراة خلاصتها فائز ومهزوم بل هى مناورات تقتضى التقدم كما تقتضى التراجع احياناَ والتكتيك يخدم لاستراتيجيه ولا تخدمه ,نظموا صفوفكم واخرجوا برؤى وأفكار جديدة ولا تزعجوا انفسكم بضجيج قطار لانتخابات القادم واحرصوا ان يسير هذا القطار من سكة وانتم امشوا على سكة احلامكم الدستورية .
هذه السكة التى سنقول فى اخرها حتماً :مبارك دولة المؤسسات ووداعا دولة التكهنات التى تتمتم بها شفاه كهان السياسة ومشعوذيها .
أضف تعليق