يلوح لنا بيديه مودعا وعلى ثغره ابتسامة الغرور والكبرياء قائلا في نفسه ومن ذا الذي يزيد حروفا على حروف كلمتي التي خضعتم لها رغم الكفاح وبحثكم عن .. المستحيل
عام مضى
مضت معه شعاراتنا التي تجاوزت ثقب الأوزون من قهرها وعلى إثرها فعلت التنمية سريعا بتوسعة السجون لتكون ملاذا لكل من انتقد الفاسدين الذين معهم تحول الوطن لشركة مساهمة خاصة يتقاسمون أربحاها ويلقون علينا خسائرها لتجثم على صدورنا وتخنق أنفاسنا ولاحول لنا ولاقوة فكل شيء وقف ضدنا فالقانون أصبح كزوجة الأب حنونة على أبنائها ظالمه لإخوانهم
وهذا مازرع فيهم بذرة التمرد فالظلم والانتقائية لا تخلق إلا ثائرا
عام مضى
أبطل فيه مجلس الشعب وحل بديله مجلس الشورى فالأول أغلبيته تصنع وطنا والثاني وجوده ليس له أثر
وسجن خلاله مسلم البراك بتهمة الدفاع عن حقوق الشعب ومن نهب الملايين في “كبت أمه” في شوارع فرنسا يشتري أزكى العطور ضاحكا على سذاجتنا تاركا لنا الشعارات والأقساط والقروض ليفترش الشعب الساحات ويجعل من كل مكان ساحة إرادة وينطلق بالمسيرات فيأتيه الرد بالقنابل والغاز المسيل للدموع
عام مضى
سجن فيه شباب الوطن وكل من كتب 140 حرفا والتهم معلبة وجاهزة فالجميع يتعدى على الذات الأميرية حتى من كتب متغزلا بزيارة كيم كارديشان فتطويع القانون أصبح مهنة القائمين عليه ليمارسوا الانتقام ضد كل من يخالف قناعاتهم وينتقد قراراتهم والخروج بكفالة قيمتها تتجاوز المألوف ومعها أصبح التنويع بمصادر الدخل من مبيعات النفط وكفالات المتهمين لتترك السلطة حسابات المرتشين وتتفرغ لحسابات المغردين!
عام مضى
ولازالت قضية “البدون” عالقة بين أرض التهميش وسماء الظلم دون حقوق إنسانية قبل تلك السياسية وعندما عبروا عن مطالبهم حضرت قوات التتار لتقصف صوت مظالمهم وتخرس افهواههم ليفقد مع رصاصهم عبداللطيف عينه ويذهب بصره بعد أن سلبوا حقوقه وكرامة الحياة ليعيش دون بصر بعدما عاش دون حقوق وما ربك بغافل عما يفعلون
عام مضى
حكم خلاله على الشاعر محمد بن الذيب مؤبدا ليس بسبب محاولة انقلاب بل بسبب عشرة أبيات كتبها متأثرا بثورة الياسمين لنجد التطاول بالعمران يصاحبه قمع للإنسان ويتكلل ذلك بالاتفاقية الأمنية التي فصلت لقمع أي تحرك سلمي لشعوب الخليج ويحمي خدم الأسر الحاكمة من الإنتقاد وإن كانوا فاسدين فهم يروننا أننا شعوب خلقت لتأكل وتشرب وتصفق نفاقا لكل قرار يتخذون فإذا كان الانحناء للوالدين بر فالانحناء في بلاطهم تقوى “وكيف تحررونهم وقد ولدتهم أمهاتهم عبيدا” فعذرا للفاروق عمر فكل التفاصيل خاضعة للتغير
عام مضى
ومضت أيامه ولازال “بشار” هانئا في نومه ولايشعر بشعبه الذي ذاق معه نكد العيش وكدر الحياة
ليختم العام قاصفا مخبزهم ويحرمهم فتات خبز لا يسمن ولا يغني من جوع ويتركهم يهيمون في ظلام الأيام التي تشابهت عليهم فيومهم مثل أمسهم شبيه بغدهم ولا شمعة تضيء ليلهم وكلما رفعوا صوت المطالب أتاهم القمع من حيث لا يعلمون
سيدي العام
ارحل غير مأسوف عليك ولن نذكرك بخير فكل تفاصيلك لم نرها في من قبلك يامن قمعت سلميتنا وحولتنا من شباب مسالمين إلى مافيا متمردين فقضاؤك ليس كقضاء من قبلك فمعك بتنا نعلم مايخفيه لنا القدر والتأويل لم يعد صعبا علينا وأيامك لن نترحم عليها وحديثك عن كرامة وطن كحديث مسيلمة الكذاب عن فوائد الصدق والأمانة فلا يصدقه عاقل ولا يطيعه حكيم
سيدي العام .. قبل الرحيل
تأمل التاريخ فقط لتجد أن مامن شعب خسر نضاله فكل المواجهات خاضعة للتنظير إلا مواجهة الشعوب فهي المعركة الوحيدة معلومة النهاية والمصير .. ومنا لمن يهمه الأمر
إضاءة:
في معادلات الشعب والسلطة
يريدهم كالقطيع .. ويريدونه كالفاروق
آخر السطر:
أحلى مافي ذالسنة يافهيد .. زيارة محمد بن راشد للأفنيوز
دويع العجمي
@ DHalajmy
أضف تعليق