ربما لم يحمل عام 2012 نهاية العالم كما تنبأ المايا , ولكنه حمل لنا نهاية عالم وطن جميل ,عالم كان كل واحد فينا طوال سنوات وسنوات يقطها برأسه ويطلع سالم “غائم” يبرق ويرعد من حوله بالكلمات الفضفاضة ويمطر رؤوس مشاكله باللكمات “الفاضية” !!
عام أوقاته مضت كالسيف وقطعت أحلامنا إرباً إرباً أو لمآرب أخرى على حسب طلب الزبون ,عام كانت فيه حكومتنا الرشيدة تحتسى “هقوتنا” المرة من على شرفات “قصور ” تنميتها و تبتسم لكل غيمة سوداء تراها فوق آبار بترولنا وتقول: “بَرملى” كما شئت فسوف “أُبدد” خراجك !!
عام مضى ولم يمض بتوقيعه على أوراق مسيرة إنجاز تعودنا على ان نتعامل معها بوصل أمانة نضمن فيه حقوق تركة تاريخنا, مضى 2012 ولم يمض فقطعنا وصولات الأمانة من بعده ونثرناها في الهواء لتضيع قصاصتها وقصصها في تفاصيل أحلام نحاول الآن ان نتذكر ملامحها لنسمعها لأجيالنا القادمة فلا تنفعنا الذكرى !! .
يقال ان الحلم هاجر ليكون نفسه في مكان آخر. فيروز تقول انه صار عنده أولاد ومواطن بسيط يقول انه والله كان مفكره “جواة” البلاد ومواطن مبسوط يرصع خاتمه بالفيروز ويطلب من المواطن البسيط ان يدفع الفاتورة ويطلب من فيروز ان تغني له أغنية ” مغرور قلبي ..كيف بدي افهموا ” !! المهم كيفك أنت ملاّ أنت ان شئت صدق فيروز او المواطن البسيط او المواطن المبسوط ولكن اعلم ان حلمنا المهاجر ترك لنا وراءه أخويه الهجر المرير والصبر الجميل , الأخ الهجر المرير يسعى لاهثاً بين صفاء نية لم يصدقها العمل وبين مروءة فرسان رحلت لتنضم إلى موكب مستحيل الغول والعنقاء والخل الوفي , والأخ الصبر الجميل يبحث هنا وهناك في رمالنا المتحركة وقد أضناه اليأس محاولاً امتلاك زمام مفتاح فرجه الذي تنوء بحمله العصبة من الآمال !! بكى الأخ صبر وحاكى الأخ هجر بكاه حينما تذكرا أخاهما “حلم ” فصار “الأخ “سيد الموقف حتى ذاب من الشوق كالملح فى طبخة واقعنا الماسخ ليرفع ضغطنا ويدخلنا فى غيبوبة “سكر” الباب من وراك و”طف الليت” ورانا حلم وطن ودنا نشوفه !!
كذب المايا وان صدقوا , وصدق الوطن وان كذبوه , وكذبت أنا وان صدقني الواقع الكاذب فوالله يا وطني ان حبك كذبة صدقناها وعشيناها لعيالنا ما دامت كل وجبات “الجنك واقع ” تسمم أحلامنا وأحلامهم .
أضف تعليق