تحقيقات

حتى إسقاط المجلس "سيء السمعة" ومرسوم الصوت الواحد
نواب سابقون لـ ((سبر)) : الحراك الشعبي…”مريض” لكنه لن يموت

لماذا تباطأ الحراك الشعبي؟ هل هو هدوء ما قبل العاصفة؟  ما الخطوة المقبلة لهذا الحراك ؟ وماذا بعد المسيرات والاعتصامات والندوات والتصريحات؟

تساؤلات تثار هنا وهناك، تبحث عن اجابة في ضوء ما تشهده الساحة من أحداث وتجاذبات، سببها مرسوم الصوت الواحد، الذي جاء بالمجلس “سيء السمعة”، سبقه (ومازال على نحو أقل حدة) حراك شعبي لم تشهده الكويت من قبل، توازياً مع استمرار السلطة ممثلة بالحكومة في تجاهل المطالب الشعبية.

لكن السؤال الأكثر برزواً على السطح هو: لماذا انكمش الحراك وهو الذي نشأ قوياً فتياً مؤثراً منذ صدور مرسوم الصوت الواحد؟.. فقد تراجع أو يكاد بشكل لم يكن متوقعاً بقدر كونه مفاجئاً، انحسرت المسيرات والاعتصامات إلى ادنى مستوى، كما أن تصريحات المعارضة على مواقع التواصل تمر هي أيضاً بحالة انكماش مشابه.. فهل هو هدوء ما قبل العاصفة كما أسلفنا؟ أم هي فترة التقاط الأنفاس ليس إلا؟..
((سبر)) حملت تلك التساؤلات / الاحتمالات إلى عدد من النواب السابقين والنشطاء. وجاء إجاباتهم على النحو التالي:
النائب السابق الدكتور فيصل المسلم، وهو أحد رموز الحراك الشعبي التي لها دور كبير به وعضو كتلة التنمية والاصلاح والناطق الرسمي باسم الكتلة اقتربت منه “سبر” وسألته عن اسباب تباطؤ الحراك”، فلم ينكر ذلك، غير انه اكد بان الحراك موجود ومستمر، وان الحراك السياسي والشعبي لإسقاط مرسوم ومجلس الصوت الواحد موجود ومستمر، وقد يكون تباطأ قليلا خلال الفترة الاخيرة بسبب العطلة و المسافرين واختبارات الجامعة والمعاهد إلا ان الحراك موجود ولم يتوقف ولم يفشل.
“من يراهن علي توقف حراك الشعب فهو واهم ولا يجيد قراءة التاريخ”..هكذا يقول المسلم، الذي اكد أن الحراك الشعبي مستمر،  لان الشعب الكويتي شعب حي عبر عن رفضه لمرسوم ومجلس الصوت الواحد بآليات التعبير المختلفة من اعتصامات ومسيرات وتجمعات والشعب لازال مستمرا في حراكه، مدللا على حديثه بالندوات التي تعقدها الاغلبية وايضا مسيرة كرامة وطن 5 التي تم الدعوة اليها الاحد المقبل.
لم يقف المسلم عند ما ذكره بل يؤكد انه واهم من يظن ان حراك الشعوب يقف او يموت، لان الحراك مرتبط بحياة الشعوب والشعب الكويتي شعب حي، بل هو من أحيا الشعوب سياسيا في حراكه وما سطره في كل فعالياته السابقة، تعبيرا عن رفضه لمرسوم ومجلس الصوت الواحد، وما سطره في مقاطعة انتخابات الصوت الواحد من مختلف الشرائح  السياسية والاجتماعية يؤكد انه شعب حي.
ويضيف المسلم: ستعود فعاليات حراك الشعب الكويتي لإسقاط مرسوم ومجلس الصوت الواحد  أكثر وضوحا خلال الأيام المقبلة من خلال مسيرة كرامة وطن 5، مشيدا بالشباب الكويتي لإصراره على تنظيم سلسلة كرامة وطن ورفضهم لأي مساس يحدث لكرامة الشعب وإرادته.
وأصر المسلم في نهاية حديثه مع “سبر”على التأكيد بان حراكهم الخاص بالمطالبة بالإصلاحات السياسية والعودة للدستور وإلغاء مرسوم الصوت الواحد وحل مجلس الصوت الواحد مستمر ولن يتوقف، فنحن كشعب لا نأمن الحكومة ومجلس الصوت الواحد على ادارة شئون البلد.
الاحباط والحراك

بالتأكيد الغلبه ستكون لصاحب النفس الأطول، ومن سيكسب الرهان بالنهاية هل الشعب اذا ثبت طول نفسه وعدم ملله من تحقيق مطالبه المشروعة عبر الاستمرار في حراكه السلمي؟ أم السلطة التي تراهن هي الأخرى على عامل الوقت التي ترى بأنه سيكون كفيلا بالقضاء على الحراك؟ وعن هذه التساؤلات يقول عضو مجلس 2012 المبطل المحامي اسامة الشاهين ل سبر : لا يجب ان يصاب احد بالإحباط او الملل فإننا نتحرك لمبادئ نؤمن بها ولوطن غال نحبه، ولسنا نتحرك من اجل أسماء بعينها آو كراسي ودنيا زائلة نسعى لها،  وبالتالي نحن نبذل ما نستطيع في إطار الحراك السلمي المعارض ليس من اجل المعارضة بل من اجل الكويت الغالية التي تستحق منا كل ذلك، أما ما يتعلق بوقت تحقيق النتائج سواء جاء مبكرا ام تأخر فهو متروك لتقدير العزيز الحكيم سبحانه وتعالى وعلينا ان ننشغل ببذل الأسباب بعيدا عن التفكير بالنتائج او باستعجال جني الثمار.
الشاهين استذكر مع “سبر” الحراك الشعبي في الكويت منذ اقرار  دستور 1962، بدءا من تحركه وقت حل مجلس 1976 وتعطيل الدستور الذي استمر لسنوات طويلة حتى عودة الحياة البرلمانية في العام 1981، مرورا بتعطيل الدستور وحل المجلس وتجميد الحياة البرلمانية في 1986 لسنوات طويلة حتى 1992، الا انه قال “لا أزعم بان الأزمة الحالية ستستمر كل هذا الوقت و لكن يجب ان نهيء انفسنا ويوصي بعضنا بعضا بطول النفس  والتحرك بذكاء دون حرق للمراحل”.
ويقول الشاهين  “نحن الآن امام مرحلة جديدة من الحراك الوطني تختلف عن المرحلة السابقة التي كنا نسعى فيها لوأد المشروع الحكومي للعبث بالنظام الانتخابي بشكل منفرد ولتوعية الناس وتشجيعهم على مقاطعة الانتخابات فتلك كانت مرحلة لها وسائلها الضاغطة الخاصة، ونحن الآن امام مرحلة جديدة وواقع جديد لا أدعو لقبوله والاستسلام له ولكن من الطبيعي ان تكون للمرحلة الجديدة وسائل جديدة وكل ذلك في إطار السلمية و المدنية والدستورية و الوطنية التي جعلناها حدودا لنا في كل تحركاتنا وحركاتنا وسكناتنا ولكن من الطبيعي ان تكون لنا أدوات وطرائق جديدة للحراك مختلفة عن المرحلة السابقة فلكل مقام مقال ولكل حديث رجال”.
التقاط الانفاس
هناك من يعزز تباطأ الحراك الى التقاط الانفاس، حيث يقول عضو مجلس 2012 المبطل المحامي فيصل اليحيى ل سبر “ان الحراك الشعبي مستمر وقد تكون فترة الهدوء لالتقاط الأنفاس و إعادة ترتيب الأوراق لانطلاقة جديدة بزخم أكبر، ورغم فترة الهدوء هذه إلا أن الحراك لم ينقطع وهو مستمر بشكل شبه يومي مما يؤكد على أن قضية الحراك لا زالت حية وأن إرادة الشباب ماضية في تحقيق أهدافهم ومطالبهم المشروعة رغم كل التحديات التي تواجههم”.
السنة الجديدة
للنائب السابق عبد الرحمن العنجري سبب مختلف في تباطؤ الحراك الشعبي، اذ يقول لـ ((سبر)) : ان اجازات السنة الجديدة وموسم العطلات وراء ما يبدو انه تباطؤ في الحراك الشعبي في الشارع الذي يستهدف اسقاط مرسوم ومجلس الصوت الواحد مؤكدا ان الأغلبية وقوى الحراك السياسي ستستأنف انشطتها الجماهرية خلال ايام قليلة بعد انتهاء الإجازات .
ويؤكد العنجري انه رغم توقف الفعاليات الشعبية في الشارع خلال الايام الماضية بسبب الاجازات إلا أن أعضاء كتلة الأغلبية واصلوا اجتماعاتهم التنسيقية الدورية لمناقشة الأحداث السياسية والفعاليات المقبلة وبحث الاستعدادات اللازمة لها متوقعا زيادة وتيرة وسخونة الحراك الشعبي مع اقتراب جلسة المحكمة الدستورية في شهر فبراير والمقرر خلالها نظر الطعون المقدمة في مرسوم ومجلس الصوت الواحد وهو ما سيعطي الحراك الشعبي دفعة قوية لإسقاط مرسوم ومجلس الصوت الواحد .
ويضم صوته لصوته من يعتبر ان مجلس الصوت الواحد هو مجلس ساقط شعبيا ودستوريا وسياسيا ويجب الا يستمر فهو مجلس غير دستوري جاء بمرسوم الصوت الواحد غير الدستوري الذي تعدى على إرادة الامة.
ختاماً فإن الكل اجمع على ان الحراك الشعبي مستمر ولن يقف حتى يتم حل مجلس الصوت الواحد واسقاط المرسوم “الباطل” الذي جاء به، وسط تباين في اسباب تباطأه في الفترة الاخيرة، ولعل مسيرة كرامة وطن 5 هي من تعيد الروح به مجددا…لذا نستطيع القول بنهاية “تحقيقنا” بان الحراك الشعبي “مريض” لكنه لن يموت، وان شاء الله لن يموت لأن لهذا الحراك دور كبير في الحفاظ على المكتسبات الدستورية، وبدونه فلن يكون هناك دستور يحترم ولا “حرامي” يحاسب…فاما نكون اللي نبي ولا عسانا ما نكون.