كتاب سبر

جفاف الأفراح

على الرغم من انني لست من المتابعين المتعصبين للسياسة، إلا أن أجواء السياسة عندنا كغبار الصحراء الذي يصل إليك عبر أضيق المسام في بيتك مهما حاولت، ففي أحيان كثيرة أجد نفسي مضطرا لسماع ما لا أريده من موضوعات من صديق يتصل أو آخر أصادفه في ديوان، كما أنني أقرأ ما تقع عليه عيناي من  مقالات أو أخبار يستفزني عنوانها أو كاتبها أو نقاشا دار حولها. 
و رغم كل ذلك فإن الوضع في الكويت لا زال “مكانك راوح” فهو عبارة عن ضباب من الإحباط العالق ما بين السماء و الأرض.. نتنفسه كلنا و نتأثر به جميعا فيصبح جزءا من كل شهيق وزفير في حياتنا اليومية.
 فالمشاكل لا تتغير ومعها لا تتغير وعود السلطة التنفيذية بحلها، و الجيل السابق كما الجيل الحالي من الشباب سئم من كثرة المحاولات الفاشلة بالإصلاح و مع ذلك  لانزال نسائل السلطة التنفيذية “أين الحل”. الكويتيون يريدون نتائج وحلول واقعية تزيل غمامة الإحباط والحزن عن كويتنا الحبيبة، فالكلام المعسول  لا يسمن ولا يغني من جوع ،
 وتكرار الحنين للماضي الجميل لن تعيده أيضا.
نحن الآن في بداية عام جديد.. انتهى قبله عام مليء بالحقد و البغضاء و الفرقه بين أبناء الشعب.. انتهى عام أسود بسواد أقنعة القوات الخاصة و غيوم الغاز المسيل للدموع.. انتهى عام أسود بسواد القنابل المطاطية و الليلة التي ضربت فيها آنسات و سيدا.. انتهى عام أسود بسواد قلوب المنافقين من جلساء البلاط و علماء السلاطين.. انتهى عام وبدأ عام.. و في الحقيقة هي كلها لحظات متصلة و مستمرة.. لكنني أمني النفس بقرب الفرج و أدعو الله أن تعود للكويت في هذه السنة الجديدة بعضا من الأفراح.. فنحن نعاني من جفاف الأفراح و ديمومة الأتراح..
والله الحافظ و المستعان

بقلم/ عبدالعزيز محمد العنجري – كاتب كويتي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.