كتاب سبر

فراق السجون …؟!

فراق الأحباب مؤلم بكل أنواعه وقاس إلى أبعد مدى ولا يفرق في آثاره وما يسببه من متاعب نفسية بين الرجال والنساء والشيب والشباب…وتختلف شدّة وقعه على النفس باختلاف أسباب ودواعي الفراق…فالفراق بسبب الموت ليس كالفراق بسبب عارض السفر أو غيره…فالأول فراق لا لقاء فيه في هذه الدنيا…والثاني فراق مشوب بأمل اللقاء مرّة أخرى سواء طالت مدّة الفراق أم قصرت وهذا ما يميّز هذا النوع عن النوع الأول…فأمل اللقاء في النوع الثاني خفف من سطوة الفراق…وجعل التطلّع للقاء الأحباب مرّة ثانية يندرج تحت بند أداة (لعل) التي تستخدم -في الأصل-كما يقول أهل البلاغة لأمر يُرجى وقوعه وليس تحت بند أداة (ليت) التي تستخدم لأمر لا يُرجى وقوعه أو يصعب وقوعه في الغالب…!!

ولكن هناك فراق لم أستطع تحديد موقعه ونوعه وعَسُر علي إدراجه تحت أي من بندي (لعل) و(ليت) لأنه ينزع إلى النوعين ويأخذ من كل نوع أبرز ما فيه وهو فراق الأصدقاء الذين خطفهم السجن -ظلما-من بين أيدينا ونحن لا نستطيع إنقاذهم…!!

فهذا الفراق قوة وقعه على النفس وأثره على المشاعر تجعلك تصنفه تحت بند (ليت) لأن هذا النوع من الفراق لا يجعلك تذخر دمعة ولا تكن شعوراً ولا تكتم كلمة من شدّة ألمه…ومن جهة أن السجن ليس دار إقامة أبديّة ولقاء الأحباب فيه ممكن بين الفترة والأخرى تجعلك تصنفه تحت بند (لعل) لأن الأمل في اللقاء ممكن إلى حد كبير…فهو نوع ثالث اجتمعت فيه أبرز صفات (البندين) وإدراجه تحت بند معيّن فيه إجحاف واضح بحق الآخر…فلا حل إلا بإدراجه تحت بند مشترك يسمى بند أداة (لعيت)…!!

لا تعليق على أحكام القضاء…ولكن لا أظن بأن إظهار حزني على سجن الزميل عياد الحربي أمر مخالف للقانون…فالمشاعر لا سلطان لنا عليها وتقتحمنا بلا استئذان والبوح فيها أمر حتمي لأنه لا سبيل إلى التخلص منها إلا بنفثها ومن سيحاسبنا على (مشاعرنا) لن ينصفنا أبداً…!!!

تويتر:a_do5y

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.