كتاب سبر

دسوس المصالح

رغم ان المجلس الحالى نجح  فى اختراق حاجز “الصوت الواحد” بالرغم من كل التحذيرات المتكررة الصادرة من الارصاد الشعبية التى حذرت من جو مقاطعة “عاصف مأكول ”  ولكنه مع هذا احترق وسقط  مع هبوب اول نسمة تصويت على رفع حصانة  !! اثبت الواقع مرة اخرى  ان الديموقراطية ليست “فيزياء”تقاس بقانون المقذوفات  بل “كيمياء “دستورية  ان احسنا التعامل مع معادلاتها فربما نكتشف حجر الفلاسفة الذى يحول تراب الاحلام الوطنية الى ذهب فاله “البريق”  .
وبعيدا عن الفيزياء والكيمياء اللتين تحتاجان الى دروس تقوية عضلاتنا الديموقراطية  فان الاختراق هو توأم الاحتراق وفقا لاحوال طقسنا السياسى الذى يعتبر هذا الشيء طبيعيا جدا يتوافر طازجاً من مزارع ديموقراطيتنا الى مؤائد اخبارنا العاجلة مباشرة  ,هنا توقع غير المتوقع ولكن احتفظ بالفاتورة لتضمن حقك فى “التحلطم ” الذي ستحتاجه عندما تشاهد تأثير منخفض المصالح السياسية الباردة التى تهب تباشير “”اسقاطاتها المضحكة ” مع نهاية كل فصل ترشيح ودخول فصل تشريع  !! .
وللمهتمين بحالة طقسنا السياسى خصوصاً من القاطنين خارج قطر دوائرنا الانتخابية اقول ان السياسة فى الكويت اغلب اراضيها  “سهل ممتنع “ولكنها رغم ذلك اسئلة سهلة وممنوعة وما راح تجى فى امتحان التنمية  ,وكذلك شعارات السياسة ترضياتها منبسطة لا  جبال مصداقية عليها لتهزها ريح الاصرار العاتية, ووديانها التى لا ادرى وين راح تودينا هى وديان قلوبها منقبضة ترف عينها الشمال كلما لمحت اسراب احلام المليون نسمة المحلقة على امل ان تحط على مطار تطور “ما طار طير فيه وارتفع إلا كما طار وقع على بياض شيب حاضر يزاحم سواد شعور حالم عند مفترق طرق مستقبل الوطن  !! .
 نواب المجلس فزعوا للفزيع وقالوا لا فض دور انعقادهم  ان لكل “حصانة” كفارة ,وكفارتها اطعام ثلاث ” سكاكين ” من لحم دستورنا الصافى !!
أول طعنة وجهت لأوداج القسم البرلمانى الذى يقول : أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق  فاى نية اخلاص هذه لقوانين الدولة لا يصدقها عمل يحترم حق التقاضى لشكاوى يكون للقضاء وحده فيها  الكلام الفصل  , وان كان النائب الفزيع واثقاً من براءته فلم امتطى “حصانته” التى تكفل اغلب النواب بوضع سرج الكيدية عليها ليطلق ساقيه للريح مع انه واغلب من صوت مع رفض رفع الحصانة  هم من ابكوا منابر الانتخابات وادمعوا ميكرفوناتها  حزنا على لبنات قضائنا المسلوبة على حد قولهم !!
وثانى الطعنات وجهت الى كبد حقيقة المادة الدستورية السابعة التى تنص على ان العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين.هذه المادة بالذات يجب ان تدخل عناية المبادئ المركزة لأنها تعرضت لهتك “غرض” دستورى مهم على يد من جعل اغراضه فوق العدالة والحرية والمساواة وجعل للنواب مقاما قانونيا ارفع من المواطنين بادعائهم انهم  ابناء عم الحصانة ولهم الحق فى “تحجيرها ” ومنعها من الاقتران بقاعات المحاكم !!  
الطعنة الثالثة سكينها شحذت على لهيب نار صديقة فقطع نصلها الحاد جلود طبول المطبلين من الذين تعودنا بان يكون لهم فى كل عرس “صداع  وطنى” قرص بنادول , اين هم الان من كبائر الطعنات وثقالها وهم من ملئوا الدنيا صراخاً امام اداء المجالس السابقة التى كان “يطق “لهم عرق امام اقل صغائر ذنوب اعضائها ..ام ان عرق مصالحهم دساس لا يدخل بيت مبدأ إلا وهو “لابس دسوسه” لكى يخفى بصمات ضميره !! .
 
 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.