كتاب سبر

وبالشريعة نحن كافرون

تجدهم في بلاط السلطان يتسامرون فكل فتاويهم مفصلةٌ على مقاس السلطة وفي شريعتهم أمرٌ بحروف “طال عمرك” ونهيٌ عن مايكره فكل طلباته تقديس ومحضوراته سعير وعلى ظهورهم علّقوا “يافطة” : فتوى تحت الطلب
فتجدهم لكل حراك معارض يُحرمون ويعزفون بفتاويهم المعلبة مالم يعزفه “بتهوفن” فهو أبدع بالألحان التي أجاد عزفها محترماً السلم الموسيقي أما هم فنشازهم كسر كل السلالم الشعبية التي عرّتهم وصدتهم بل وأصبحت تلفظهم علناً.
يطالبونا بالصبر على الفاسدين وأن النقد البناء من رجس الشياطين وتسليم عقولنا لهم من صفات المؤمنين
واليوم عندما اكتوت الصدور من نيران الفساد وهوى السقف من شدة الاثقال نخرج لساحة الاراده نطالب بإنتشال مؤسساتنا من الضياع وننطلق بالمسيرات السلمية لصون كرامة الوطن وننادي بمطالبنا المشروعه وحقوقنا المنصوصة لنرى قبيح تلك الحناجر التي تُحرّم علينا حراكنا السلمي وحجتهم فتاوى مفصلة وجاهزة واخرى لا تنطبق على واقعنا ولا اعلم اين هم من نصح اولئك القوم الفاسدين الذين جعلوا من الوطن شركة مساهمة خاصة يسعون لإفلاسها ويرتدون ثوب الشرف والعفّة وسواد اعمالهم كُتب على ابواب الرذالة والانحطاط فاجتمع كاذبٌ وخائنٌ وسارق لينفثوا فساد عنصريتهم وفئويتهم في جسد الوطن ولانسمع لمفتين البلاط فتوى أو رأي أو حتى حرف نضعه في أول السطر واهمين بأن جزءٌ من النص مفقود ولكن تلك الأفواه لاتُفتح إلا بأمر من صاحب البشت الطويل لتجعل من الدين غاية هدفها إخضاعنا لشريعة الذل والرقيق .. فبأي آلاء ربكما تكذبان
سماحتكم
الا تعلم اني لو لم اخرج الى ساحة الارادة وأنطلق بالمسيرات التي كفلها الدستور لما حُل مجلس القبيضة !!
الا تعلم بأن السلطة تبني توجهاتها على ردة الفعل وفي حال بقائي اندب ايامي لن يتغير شيء
ثم لماذا لا نسمع لك صوتاً فيمن أطعمنا لحم الخنزير الذي يبطل الغيرة؟
أين أنت من نصرة قضية الميموني الذي أُختطف وعُذّب وقُتل ، لماذا لانسمع لك فتوى القصاص العادل الذي يعيد الحق لـ غلا الميموني بعد أن حفرت دموع اليتم كهوفاً من الحزن في محاجرها !!
أين سماحتكم من المناداه بإسقاط فوائد البنوك الربوية فأثرها أعظم وفائدتها أكبر على الدين والشعب !!
أين فتواك من تلك التصريحات العنصرية التي مزقت المجتمع وحطّت من كرامة الناس؟
أين النصح والدفاع عن الشعب الذي يصبح على شتيمة ويمسي على قنبلة مسيلة للدموع؟
لماذا مسيرات نصرة النبي حلال ومسيرات التنديد بالفساد حرام ؟
لم نسمع لكم حرفاً واحداً لصالح الشعب أما في كل مايتعارض مع السلطة فنجدكم على المنابر تنشدون فساحة الإرادة فتنة والمسيرات حرام وكل مايتعارض مع رغبة “طال عمره” شرٌ عظيم !!
اما استنادكم على فتاوى الشيخ ابن باز والذي حرم الخروج في مظاهرة فلنا معها وقفة
اولاً هو حرّم الخروج على الحاكم واعتبره خروجاً على الشرع لان السعودية تطبق الشريعة ثم ان الحاكم يحكم بنفسه دون مشاركة من الشعب والخروج عليه هو خروج على الشريعة التي يطبقها.
اما في الكويت فلا مجال لتطبيق الفتوى لإختلاف الاسس التي بنيت عليها الدولة لأننا نطبق قانون وضعي والخروج لايعد خروج على الشريعة ثم ان الشعب شريك بالحكم وهنا يتوفر شرط المصلحة وهذا اختلاف جذري ومنطقي لايمكن اغفاله
وليعذرني سماحتكم على الاطالة ولكن اود ان اوضح لك شيئاً آخر
عندما اذهب الى ساحة الارادة فأنا ذاهب للاستماع لندوة توعوية تعرفني بحقوقي الدستورية وذهابنا للمسيرات السلمية ليست مظاهرات تخريبية مخالفة للقانون والشريعة
ثم من قال لسماحتكم اننا نخرج على الحاكم بل نحترمه ونقدره ولك في إعتصامات البدون خير دليل فهم رفعوا صورة الأمير معلنين له الحب والولاء لتقابلهم مطاعات السلطة ناطقة لا حرية هنا في أرض العبيد! 
علمنا التاريخ أن الامة التي لاتتبنى اصلاح شأنها لا تستحق الحياة فلماذا يحرم سماحتكم كل حراك سلمي وتصفه خروج على الحاكم والشريعة!!
الشريعة التي تمنعني من المطالبة بحقوقي والاطاحة بالفساد لست مؤمن بها والكفر بمعانيها مكرمة للعقول
والشريعة التي تفسرونها على مصالحكم واهوائكم لسنا بحاجتها ولنا شريعتنا التي تتسم بالسماحة والوسطية والعدل
ثم اود ان اسأل سماحتكم أليس من المبادئ الفقهية درء المفاسد اولى من جلب المصالح
اذاً فخروجي هو درءً للفساد والقبيضة وإسقاط مجلس الخضوع اولى من استقرار مصالحهم والمجلس الذي تلاعب بثروات الشعب واهان كرامته لولا الجموع الغفيرة التي افترشت الارض في ليالي الشتاء الباردة لما سقطوا كأوراق الخريف.
ليعذرني سماحتكم ففتواكم لا تعنيني وبشريعتكم نحن كافرون فمسألة انكم تعيشون في بلاطهم ولاتريدون ان يُغلقوا “الحنفية” عليكم فهذا قراركم ولكن لاتمنعوني الخروج وتكفروني وتصفوني بأرذل الاوصاف وتلعنوا ليبراليتي التي لفظت تأويلكم واتمنى ان تكرمونا بصمتكم لعلكم تفلحون
وقبل الختام أتساءل:
ياترى .. لماذا لم يفتِ سماحته بحرمة الرشوة وضرب الشعب وقتل مواطن اعزل وسحل دكتور جامعي وإهانة كرامته الإنسانية .. ومنا لتلاميذه لعلهم يفقهون !!
إضاءه:
في السويد كل من يعارض رغبة الامة يُحكم عليه بالمؤبد .. لو نطبق هذا القانون فكم شخص سنجن !!
آخر السطر:
مالنا إلا نشارك بمزاين “القطاوة” .. جهّز منقيتك يافهيد
دويع العجمي
@dhalajmy

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.