المقام فى الرياضيات هو عدد يكون تحت البسط مشكلاً وإياه ما يعرف بالكسر الرياضى، والمقام “طير شلوى” لا ينسى “خوية” البسط دوماً من صالح أرقامه، فكلما زاد رقماً فلا يلبث ذات الرقم ان ينزل فى حساب البسط عبر فروع العمليات الحسابية، المهم انهما فى تعاون دائم لجبر كسرهما، وجعل أجزائه متساوية، لكي تصلح للحصول على نتيجة صحيحة.
وللأسف حال المقام الرياضي فى الآلة الحاسبة لا يشبه حال البشر الحاسبة أن كل صيحة عليها أثناء النقاشات الفكرية، فرغم أن النقاش لا تقضى حوائجه إلا عبر طرفين يتداولان أسئلتهما، وبعد المداولة يصدر الحكم بحسب رجحان كفة ميزان الإجابات فى ذات الموضوع لا خارجه، ولكن وكواقع مشاهد نجد أن أغلب النقاشات يكون فيها لكل مقام “مقاول “.. مقاول إمّا أن يرفع سقف النقاش حتى يناطح رقيه سحاب موضوع ما، فيبرق سؤاله ويرعد ليمطر بجواب منهمر يسقي أرض الفكر، أو مقاول يخفض السقف بمعاول الرؤية الأحادية حتى يجعل منه سردابًا لا نوافذ له تطل على الآخر، بل له باب وحيد يسده مع أول ريح خلاف ويستريح أو هكذا يظن!.
فى الحالة الأولى لا شك بأننا سنخرج فرحين بمولد نقاش فكري سيحمل اسم تطورنا ورسمه لأحفادنا، وسيرعانا ويبر بنا عند كبر مشاكلنا.. أما في الحالة الثانية فسنخرج وبلا أدنى شك أو تطريز من مولد النقاش بلا حمص، وسنبكى لبن الأجوبة المسكوب على أرصفة أسئلة!.
مقال السبري ذي الوشاح “محمد الوشيحى” هو عينة من نقاش كان لا بد ان تفحص عند ابواب جمارك العقول ليسمح لها ان طابقت المواصفات القياسية الانسانية بأن تسوق فى اسواق المعقول واللا معقول، ولكن القوم عوضا عن فحصها وتقليب أسئلتها صار كل همهم ان يسألوا عن بلد المنشأ لفكر الوشيحى ان كان شرقيا ام غربيا !! رجل قال ما فى نفسه وسطره ببصمات فكر يحمله وحروف تساؤلات تنتظر والهة على كراسى محطات علامات الاستفهام والتعجب قطارا يحمل نقاط إجاباتها، رجل لم يكفر والعياذ بالله بل احب ان يفكر وأتى بيوت طرحه من ابواب الصحافة فترك القوم مقاله واهتموا بمقامه ونبشوا كل فعل ماض له لينصبوه هدفا لسهامهم وطاردوا نواياه فيما بين سطور صدره حتى اخرجوها من محلها المصان.. القلب!.
كل هذا وما زالت الاسئلة الثلاثة فى آخر الوشيحى تجلس وحيدة تنتظر قطار الاجوبة متوسدة علامات استفهامها ومتكئة على علامات تعجبها !!
انا هنا لا اداع عن محمد الوشيحى فهو اقدر منى على هذه المهمة فمن يعرف ابا سلمان يوقن بأن جلده سميك وجَلدُه سماك رامح، كما اننى اخالفه فى اتهام اى كان بالاستفادة المالية عبر الكلام المرسل ومن غير بينة.
وجل ما اريده هنا هو جبر كسر النقاش الفكرى بمقام جواب يحمل هم دين السؤال حتى يقضيه لا ان يزيده فوائد مركبة على سروج “شخصنة ” تمحق بركته.. فمثلاً لو سألت احدا عن اسمة فقلت : ما اسمك ؟ فترك اجابة : فلان او علان ليسألنى :هل “ما” سؤالك فى محل رفع المبتدأ ؟! ام هي اسم موصول بمعنى الذي ؟! او سألنى هل “ما” هنا على مذهب سيبويه ام على مذهب الكسائى !! فهل نقاش “”الما” هذا سيبل ريق سؤالى وهل ستكون المسألة الزنبورية بين سبيويه والكسائي هى الجواب الفصل الذى ستحمل قافلة حروفه الاسم الذى اريد معرفته !! تشتيت الاجوبة حتما سيحرمنا من ان نفيد من تنوع الاسئلة لنستفيد من اجاباتها فى تكوين رؤية واضحة مبصرة تخرجنا من ظلمات طريق النقاش المسدود الى نور نقاش “السود والمهود ” وحبذا لو تركوا تاريخ الوشيحي فى حاله وأجابوا على اسئلته ثم سألوه بعدها ليجيبهم ثم يسألهم هو بدوره مرة اخرى وهكذا دواليك ليتكون مجال رحب لنقاش فكرى نصل عبره الى نتيجة ما، فالحكم على الاشياء جزء من تصورها وما اجمل صور الاسئلة ان كانت مأخوذة بعدسات كاميرات اجوبة مزودة بفلاشات مقام يجبر كسر بسط النقاش ولا يشتته !!
اخيراً اعذرينا يا علامات استفهامنا وتعجبنا فكلنا اليوم ندعي اننا مرابطون على جبهة الحقيقة رغم ان اغلبنا لا يعلم الى الان اسم الحرب التى يخوضها وكلما سأل عنها حك الجبهة !!
أضف تعليق