وصف لي أحد الأصدقاء ما تعانيه الكويت من مشكلات بعبارة جميلة و هي أن معظم الشعب “يفهم قليلا في كل شيء” و ندر عندنا من “يفهم كل شيء عن شيء محدد”. فإذا جلست في ديوان وتحدث أحدهم عن الرياضة أو البيئة أو الفساد فإنك ستجد معظم الجالسين إن لم يكن كلهم يتحدثون بفلسفة وتنظير وكأنما هم خبراء مختصون بهذا المجال أو ذاك.. و السياسة طبعا تأخذ أكبر حيز من هذه النقاشات خصوصا في وقتنا الحالي، فالكل “يظن” بأنه يفهم بكل شيء حتى أصبح لدينا مليون سبب مختلف لمشكلاتنا يرافقها مليون حل سحري ممن “يظنون”أنهم يعرفون الكثير عن كل شيء.
بصراحة لا أجد ما أقوله و نحن قد وصلنا لعنق الزجاجة من تأزم سياسي بالكويت تغلغل في نفوس الجميع حتى أصبحنا نفتقد للود بيننا ونألف الشد و الجذب وعلو نبرة الصوت مع سيل من المقاطعات عند الحديث بالمجالس
والدواوين بالإضافة لكثير من الشك والاتهام والإساءة للآخر بدليل أو بدون دليل.فهل يستقيم أن نعيش هكذا و نحن أبناء هذا الوطن؟؟
لن أدعي بأني أعرف كل شيء عما يدور حولنا، لكني أعرف القليل الهين وهذا القليل يجعلني مجبرا على الوقوف موقف المتابع المتحسر على حالنا “فالشق عود” و ما يزيد من حسرتي وألمي أنه يسودني اعتقاد بأن معظم الشخصيات السياسية وما يسمى «مجازا» بالأحزاب السياسية تبحث عن الاضواء أكثر من بحثها عن حلول تخدم البلد، فلا يوجد خطاب موحد ولا يوجد من يسمو فوق “طموحاته الشخصية” في سبيل الصالح العام.
وما بين مهارات التضليل والخداع ودموع التماسيح انبثق ضباب أسود كثيف فلم نعد نرى بوضوح “من الصادق
ومن الكاذب” ، واذا ما رأينا علاقة التكتلات السياسية و”رموزها” بعضهم ببعض سنجد كثيرا من العداء والمغالاة في الخصومة، وتأجيجا يزيد من الفرقة بين ابناء الشعب الواحد. فهذا يتهم فلانا و هذا يسب علانا في مرابط إبليس “بحر الأسماء المستعارة بتويتر” حيث نجد أشنع الكلام و أقبح الأوصاف.. للأسف.
لكني ورغم ذلك متفائل وادعو الله سبحانه أن يعيننا على ما نحن فيه من حال سياسي/اجتماعي عصيب، و أرتجيه أن يرزق هذا البلد الأمن و الأمان والاستقرار. فالنصر مع الصبر، و الفرج مع الكرب، و قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} و ما دام اليسر مقرونا بالعسر فإنها لحظات من أيامنا تنتهي ليعود بعدها الخير بإذنه تعالى.. و الله الحافظ و المستعان
@abdulaziz_anjri
أضف تعليق