كتاب سبر

المخطط الإيراني في المنطقة

 تهديدات حزب الله العراقي للكويت والسعودية والاكراد لم تأت من فراغ فربما تقف خلفها ايران التي تسعى الى خلط الاوراق بفتح جبهات واختلاق أزمات واشعال المنطقة واستغلال كل وسيلة تمتلكها للاستفادة من التوترات التي تحيط بها لتفادي ازماتها المحلية وللحفاظ على حلفائها من دول وحكومات وميليشيات ومجتمعات تغلغلت في داخلها حتى طوعتها واصبحت ادوات تستخدمها لتنفيذ مخططاتها والقيام بدلا عنها بحروب الوكالة لتحقيق الجيوسياسيا التي تحلم بها..
 ومن المعروف في العلاقات الدولية ان كل دولة تبحث عن الخلافات ومناطق الصراع والنزاع لاستثمارها سياسيا واقتصاديا وامنيا متى ما سنحت لها الفرصة بذلك .ويبدو ان ذلك هو نهج طهران التي تمتلك دبلوماسية جيدة في ادارة الازمات لصالحها فقد نجحت حتى الان في سوريا وفي ادارة محادثاتها بشأن برنامجها النووي كما نجحت في  العراق ولبنان واحتواء المقاومة الفلسطينية..
 فايران مستعدة لحرق المنطقة في سبيل تحقيق مصالحها والدليل على هذا النهج هو سياساتها تجاه جيرانها على الساحل الغربي من الخليج العربي ففي الوقت الذي تمد فيه دول المنطقة جسور التعاون واحترام مبادئ السلم والامن الدوليين كشف الدبلوماسي الإيراني المعارض فرزاد فرهنيكان المستشار في سفارة إيران بالنرويج والمقيم خارج إيران والذي شارك مؤخرا في ملتقى بجنيف عقد عن الموقف الإيراني من أحداث المنطقة أن السفارات والبعثات الإيرانية بالمنطقة تعيش في حالة طوارئ بعد وصول تعليمات مشددة بالاستعداد للمرحلة القادمة والتي لن تتجاوز الثلاثة أشهر القادمة وتأتي تلك التطورات بعد اجتماع سري كان غاية بالأهمية استغرق أكثر من خمس ساعات كان قد عُقد بين قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي مع رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي ووزيرالخارجية علي أكبر صالحي ووزير الاستخبارات حيدر مصلحي ووزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي والقيادات العسكرية الكبيرة بالحرس الثوري والقوات المسلحة حيث كان هناك قرار صادر من قائد الثورة الإيرانية يفيد بأن سقوط نظام بشار أو نوري المالكي يعتبر خطاً أحمر لا يمكن القبول به وأن محاولة حدوث ذلك يعتبر إعلان حالة حرب ضد إيران, واشتملت التعليمات السرية التي صدرت من قائد الثورة على عدد من الخطوات التي ستنفذها المخابرات الإيرانية مع الحرس الثوري وباقي الوزارات .
ومنها, دعم الحوثيين باليمن بأسلحة متطورة منها طائرات بدون طيار إيرانية الصنع مماثلة للموجودة لدى حزب الله للهجوم على قوات سعودية لإشعال حرب خاصة .وكذلك ستعمل على قيام فيلق القدس ومليشيات شيعية متواجدة بجنوب العراق وبالمناطق القريبة من الحدود الكويتية والسعودية بالاشتباك مع القوات الكويتية لفتح جبهة نزاع مسلح ستديرها إيران عبر المليشيات الشيعية الخاضعة لها خاصة وأن إيران ترى أن مايحدث من اضطرابات بالداخل الكويتي سيكون عامل مساعد في تحقيق ما ترغب به.
كما انها ستسعى الى إشعال مملكة البحرين بالفوضى الأمنية وتكثيف أعمال الشغب والمظاهرات وإشغال العالم إعلامياً بما يحدث بالبحرين.وذكر ان ايران ستوعز لقادة القاعدة والمقيمين بإيران القيام بتحريك المنتمين للقاعدة والمتعاطفين معها بالسعودية لتنظيم المظاهرات والاعتصامات من وسط العاصمة السعودية للضغط على الحكومة السعودية لإطلاق سراح قادة ورجال القاعدة من السجون السعودية لتمكينهم من أداء دور فاعل للقيام بالأعمال الإرهابية في المرحلة القادمة خاصة وأنهم مدربون جيداً وسيقدمون مايطلب منهم في ظروف ترى إيران أنها ستساعدها ضد نظام يعتبرونه عدو كبير لهم وقد يطلب منهم القيام بأعمال إرهابية ضد منشآت النفط.بالاضافة الى مساعدة طهران للقاعدة للقيام بتنفيذ عمليات إرهابية دموية بمناطق شيعية عراقية في محاولة لإظهار أن مايحدث من احتجاجات بالعراق ضد الحكومة العراقية على أنها احتجاجات طائفية وأن سقوط حكومة المالكي سيعيد العراق إلى ساحة الإرهاب.
  وحسب تصريحات المعارض فرزاد فرهنيكان السابقة فان هناك علاقة وثيقة بين طهران والقاعدة رغم الاختلاف المذهبي. ولكن مايعزز هذه الرواية هو ان القاعدة ضربت عدة مواقع أكثر أمنا في المنطقة والشرق والغرب الا انها لم تقم باي عمل ضد ايران على الرغم من حدودها شبه المفتوحة.
    
وهناك مؤشرات تم رصدها على ارض الواقع تعزز ماذكره فرهنيكان منها القاء القبض على شحنة الاسلحة المرسلة من طهران للحوثيين في اليمن.واتهام مملكة البحرين لايران بانها خلف الاضطرابات التي تشهدها من خلال تدريبها لخلايا ارهابة.وكذلك احداث القطيف والرياض.والتفجيرات المتتالية التي تشهدها العراق ,والسفينة المليئة بالاسلحة من ايران الى سوريا التي ضبطتها السلطات التركية,ومقتل رئيس الهيئة الايرانية لاعمار لبنان المهندس حسام خوشويس  (حسن شاطري) في سوريا,وأحداث كثيرة تقف خلفها ايران ربما اخرها تهديد حزب الله العراقي للكويت والسعودية والاكراد في سبيل تحقيق مكاسب متعدده لعل ابرزها محاولة إنقاذ حليفيها الأقوى وهما النظام السوري والنظام العراقي من السقوط وتخفيف الضغظ السياسي والإعلامي الدولي المركز عليهما.

 د.عبدالعزيز محمد العجمي


Twitter: @Dr_Abdulaziz71

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.