فى الماضى كان الموظف يستلم راتبه من مقر عمله مباشرة فتراه يقف فى الطابور أمام الصراف مع باقى الموظفين ليسلمهم بدوره يدويا ما لهم وما عليهم عداً ونقداً ولهذا كان الموظف يعرف قدر راتب زميله كما يعرف راتبه بحكم واقع المشاهدة العلنيه .اما الان وكما هو معروف فان الرواتب تحول الى البنوك مباشرة وكل ما على الموظف هو اطعام بطاقته البنكية وفى جلسة خاصة ومحفوفه لفم جهاز السحب الالى لتستحى بعدها عين الجهاز وتسح دموع دنانيرها دمعاً ونقداً .
هذا الوضع الوظيفى انقلب رأسا على عقب فى حالة وضعنا السياسى وخصوصاً مع بداية الحراك الحالى ,ففى الماضى كان قدر حكمنا على المواقف نسحبه مباشرة من بنك الإعلام المركزى ومن خلال فروعه المنتشرة من صحف وقنوات وغيرها ,وقتها كنا نحكم على مواقف السياسة من بعيد لبعيد وكنا نرى الاحداث بأعين الاعلام وبدون احتكاك مباشر بساسة التيارات السياسية نفسها ,اما الان ومع بداية الحراك فالوضع تغير تماماً وصرنا كأشخاص نقف فى الطوابير نفسها مع الساسة وأمام نفس صراف الاحداث من ندوات واعتصامات ومسيرات ومحاكمات وخلافه لنشاهد من خلال هذا “التايم لاين ” المباشر حسابات المواقف من مكاسب وخسائر وتضحيات ومزايدات وأمانة وخيانة ووفقاً لهذا الواقع الجديد صار لكل منا الحق الحصرى لاصدار شهادة واقع معاش مفصلة لمن اراد الاستفسار عن اى من المنضمين للحراك بحكم ان كلا منا من اهل القضية وكل منا يعرف اخيه.
من وجهة نظرى انتقاد الدكتور عبيد الوسمى هو اقل تضحية تقدم على مذبح “الراى والراى الاخر ” فالانتقاد الايجابى هو دواء الاصلاح لكل انحراف حراك سياسى والوسمى كما اعرفه لم يدعى يوماً ان ذاته مصونة لا تمس ولكن هنا لابد من وقفة توضيح تنص على ان الانتقاد عندما يختلق صفات اقصائيه بنكهة الشتيمة كالعمالة مثلاً فانه سيتحول حتماً من “انتقاد” الى ” منقود ” لايستسيغه ذوق اى عقل منصف !! تماماً كما ان من يضع الحصان قبل العربة سيساهم فى عرقلة سيرها فكذلك من يضع حقه المباح فى ابداء الرؤى امام عربة الشتائم المبطنة فسيساهم ايضاً فى عرقلة سير الخلاف المباح والمنشود والذى يفترض انه لايفسد للود قضيه !!
فعليه من يريد ان يمرر معاملة “عمالة ” الوسمى فى دوائر تسهيلات خلافات الراى المشروعة فيستوجب منه اولا ان يحصل على شهادة الواقع المعاش للوسمى فى ظل الحراك وهى متوفرة عند كل منصف وقف فى طابور الحراك وشاهد احداثة بام عينيه وكل ما علي المشكك بعد استلام الشهادة هو ان يحاول وبلغة منطقية مفهومه ان يوضح لنا كيف اختلف حساب حقل تشكيكه مع حساب بندر مشاهدتنا للوسمى وهو يقدم الاثبات تلو الاثبات على ثبات المبدأ وطوال كل شبر من درب الاحداث الماضية من ايام ضربه وسحله من امام ديوان الحربش الى ايام حبسه ال72 مروراً بايام محاكمته كجانى وهو المجنى عليه وليحاول بين هذا وذاك ان يطمس حروف مرافعته المبدئية الاخيرة امام المحكمة والتى نقشت فى صميم قلوبنا بأحرف من ذهب الدستور الصافى …
والى ذلك الحين والى ان يتطابق حساب حقل “المنقود” الاجرد مع حساب روض بندرنا لا مفر من نصيحةاخيرة اوجهها لمن اراد اكمال اوراق معاملته الخاصة بعميلنا العزيز عبيد الوسمى رجاء ضع على اوراق باطلك طابع مصداقية حق وبعدين نتفاهم !! .
@bin_7egri
أضف تعليق