نحن والطليان !!
فالح بن حجرى
فى العام 1964 قرر اليمين المتطرف المعارض فى إيطاليا أن يستولى على البرلمان، وفعلاً احتشد مؤيدوه فى الضواحى القريبة من العاصمة روما، ولكن بسبب عدم معرفة الكثير منهم لطرق روما كونهم من سكان الضواحي، فقد تاه أغلبهم فى أزقتها الضيقة، وقضوا اليوم بأكمله فى البحث عن طريق للعودة إلى بيوتهم، وهكذا انتهت أحلام اليمين الإيطالى قبل أن تبدأ، والسبب أن أعضاءه (ما يدلون الدرب).
الحمدلله أن المعارضة لدينا ليست متطرفة كما أنه ليس فى نيتها الاستيلاء على البرلمان، إلا وفق الطرق الدستورية ولكنها بالتأكيد (على طريف) من التفكك لأنها تتشابه مع “الطليان ” فى كونها (ما تدل الدرب ).
كل الشواهد اليوم عدول وتدل عل هذا، وكل طرق المعارضة تؤدي إلى روما، ولا نملك أدنى فكرة عن مطالبها، ولذلك نحن واقعًا “تايهين” فى طرقات الأحداث الحالية.
لا ندري هل نريد حكومة منتخبة أم حكومة برلمانية أم حكومة (هوأخضر ومأستك من فوق) كما قال سرحان عبد البصير فى مسرحية شاهد ما شافش حاجة.
لا ندرى هل نريد دستورًا جديدًا أم نكتفى بتعديل الدستور الحالي أم نكتفى بهذا القدر من النصوص الحالية، ليبقى وضعنا الدستوري على ما هو عليه.
لا ندرى هل سنلتزم بحكم المحكمة الدستورية القادم حول مرسوم الصوت الواحد أم (نعطيه طاف) لنخلق وضعًا دستوريًا محصناً، قد لا نتحمل أعاصير ظروفه الواقعية، والتي قد تخلع – شئنا ام أبينا – غطاء الدستور عنّا، وتجعلنا نقول من بعد ما (طافنا): يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.
لا ندري، أو بالأصح نحن ندري ولكن نداري جهلنا ونعارض والسلام لنكتفى بالتمشي عبر الأزقة الضيقة، محاولين بشتى اتجاهات الطرق على باب الأمل أن نعود إلى مسقط رأس حلمنا القديم الذي لم نعد نذكر منه إلا ملامح باهته لكويت كانت تنادينا ونناديها من بعيد.
وما زال الحلم البعيد بعيدًا، وما زالت روما المطالب التائهة تقربنا كل يوم من كابوس (التوهان) فى الأزقة الضيقة، والله المستعان على هم (التوهان السياسي).
@bin_7egri
أضف تعليق